المجلة
في ذلك اليوم الذي فيه وُلد المسيح في قلبي شفى قلبي السقيم، ووجدت فيه كل ما كنت أبحث عنه وأصبو إليه!
ركبت القطار من دلهي إلى كوشين في جنوب الهند لآخذ من هناك الباخرة المقلعة إلى أميركا للدراسة... ولم يكن في ذلك شيء من الغرابة، فمعظم شباب الهند يبحثون عن منح ليتمكّنوا من الدراسة في أميركا إلا أن هناك غرابة في قصتي...
فقد وُلدت في عائلة غير مسيحية، وبالتالي كانت معرفتي عن المسيح مجرّد سماع اسمه أحيانًا... تعلّمت وكافحت إلى أن وصلت إلى رتبة ضابط في القوات الهندية المسلّحة. وفي هذا المكان ومن مصدر عجيب سمعت عن الرب يسوع! فقد كان مدهشًا حقًّا أنّ ضابطًا هندوسيًّا يكرّر في مسمعي القول: "يا ساردارجي، لن تجد الحق إلا في المسيح. فقد مللت البحث عن الحق في كل مكان آخر!" وكثيرًا ما كان يبدو هذا الضابط الهندوسي مغلوبًا على أمره. وفي مثل هذه الحالات كان يقول: "يجب أن تجده أنت، أما أنا فقد شخت عن أن أتغيّر، أو ربما لا أمتلك الشجاعة الكافية لذلك. ولكنك تقدر! يجب أن تجده! إنني أصرّح لك أنني أومن به – سرًّا. أما المطلوب منك فأكثر من هذا، فإنك يجب أن تذهب لتجده!" واغرورقت عيناه بالدموع.
أمرٌ مدهش! أيعظ الهندوسي عن المسيح؟ ولهذه المدة الطويلة؟! لقد ظلّ يعظني ثلاث سنوات حتى قلت: "حسنًا. ولكن كيف يمكنني أن أعرف مزيدًا عنه؟ أين أذهب؟"
فكّر الهندوسي قليلًا ثم قال: "توجد في دلهي كنيسة كبيرة بجوار مكتب البريد. إنها كنيسة للروم الكاثوليك. وفي الجانب الآخر من المدينة توجد كنيسة أخرى هي كنيسة كارلوباغ المعمدانية. أظن أن كلتيهما مسيحيتان، ولا فرق. لو أنني في مكانك لكنت أذهب إلى أي واحدة منهما."
ذهبت إلى العاصمة وابتدأت أتجوّل فيها... أين الكنيسة الكاثوليكية؟ الكنيسة الأخرى؟ ما اسمها؟ ... لا فرق هذا ما كان يدور في خاطري. وأخذت أسير ميلًا بعد ميل محاولًا أن أجد الكنيسة... وأنا متحيّر في أمري محاولًا أن أجد المسيح!
وبينما أنا أسير بهذه الأفكار رأيت شابًا وسيمًا فسألته: "هل أنت مسيحي؟"
فقال: "نعم. وماذا يعنيك؟"
قلت: "حسنًا، يبدو أنك إنسان... وأنا أريد أن أصبح إنسانًا! أين أجد كنيسة؟"
قال لي: "بكل سهولة. تعال إلى كنيستي المثودستية بقرب سوبزي ماندي. ويمكنك أن تحضر خدمة الساعة السادسة غدًا. تعال، أرجوك!"
لقد حضرت إلى دلهي لأجد المسيح إن في كنيسة كاثوليكية أو معمدانية، فوجدت نفسي أمام كنيسة المثوديست في تمام الساعة الخامسة والنصف صباح الأحد. وقد كان كل شيء هادئًا ساكنًا. فأخذت أفكّر: لو أن خدمة ستُعقد في السادسة لا بد وأن أجد أحدًا في طريقه إليها... ولكنني رأيت سهمًا يشير إلى بيت الراعي فذهبت إلى هناك. وقد سمع الراعي النائم قرع الباب وقام ليستقبلني. ولما سألته عن الخدمة أجابني: "أجل. ستُعقد الخدمة في الساعة السادسة مساء!" وابتسم فانصرفت...
أتى المساء ودخلت الكنيسة وهناك سمعت أول عظة مسيحية من واعظ مسيحي. ولقد أثارني... لقد كان صديقي الهندوسي محقًّا، فإن المسيح هو الجواب. فانفتح قلبي لله كما تتفتّح زهرة عباد الشمس لتستقبل دفء الشمس الرقيق... لقد كنت متلهّفًا أن أسمع أي شيء، وأن أعمل أي شيء!
ولاحظت اهتمام الأسقف الميثودستي بي، فأرسلني إلى أحد أصدقائه للمشورة والصلاة. واعترفت بخطاياي... وسلّمت نفسي في قبضة المسيح، واعتمدت وسرت في طريقي مع الرب. فقد تغيّرت كل حياتي... لقد خُلقت من جديد، ووُلد المسيح في قلبي!
وهنا قال لي الأصدقاء – الذين يصحّ أن أدعوهم أصدقاء – "لعلّك ستنفصل عن عائلتك، فهم لا يفهمونك الآن."
ولكنني قلت: "لماذا أتركهم؟ فلا زلت الابن المحبّ والأخ العطوف – إلا أنني في المسيح، ولا بدّ أنهم أيضًا يحتاجون أن يعرفوا عن المسيح."
فبقيت مع عائلتي، ولكنني اكتشفت أنهم لا يحبّون السماع عن المسيح كما تصوّرت! بل عملوا المستحيل - في بادئ الأمر – ليقنعوني بالعدول عن "شذوذي". على أنهم لاحظوا – مع الأيام – أنني تغيّرت.
لقد زاد حبي لعائلتي عن ذي قبل، واستطاعوا أن يشعروا بذلك. فعاد الوئام بيني وبينهم، وفكرت أن أحلق ذقني الغزيرة، وعارضني بعض المؤمنين خوفًا عليّ لأن الذقن الطليقة كانت إحدى المميّزات الخمس لطائفتنا ولكني انتصرت... وأخيرًا حلقت ذقني... فانتهت كل محاولات عائلتي لإعادتي إلى عقيدتي القديمة.
وذهبت إلى اجتماع الثلاثاء بذقني المحلوقة النظيفة، ومعي أخي ذو الذقن الكثيفة وقدّمته إلى الصديق الذي كنت قد اعترفت أمامه بخطيتي وقلت له: إنه يريد أن يعرف عن يسوع. إنني أستودعك إياه."
وقبل أن آخذ القطار لأغادر البلاد وقفت أشهد في الاجتماع وقلت: "لقد وجدت كل شيء في المسيح. لقد شفى قلبي السقيم حين وُلد في قلبي."