Voice of Preaching the Gospel

vopg

المجلة

على صليب الجلجثة تألّم الرب يسوع المسيح أشدّ الآلام قسوة فلم يكتفوا بجلده، ووضع إكليل الشوك على جبينه الطاهر، واقتادوه إلى الجلجثة، وسمّروا يديه ورجليه اللتين ذهبتا إلى الأماكن التي كانت تحتاج إلى معونة.

بهما جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلّط عليهم إبليس. وإمعانًا في إذلاله صلبوه بين لصّين، وهم لا يعلمون أنهم بذلك تمّموا النبوّة "وأُحصي مع أثمة." والصلب عمومًا كان لتنفيذ الخطة الإلهية الأزلية المدبّرة لفداء الإنسان.
اللصان اللذان صُلبا معه كانا يعيّرانه كما ذكر متى ومرقس، ولكن فجأة تذكّر أحدهما ما سمعه في الماضي عن الرب يسوع وكيف أنه شفى المرضى، وطهّر البرص، وفتح أعين العميان، وأشبع الآلاف بأرغفة خبز قليلة مع سمكتين، وأقام الموتى، ورأى أن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا من الرب... والتفت إلى زميله الذي استمرّ في التجديف على الرب يسوع وقال له: "أوَلَا أنت تخاف الله؟ إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟ أما نحن فبعدل، لأننا ننال استحقاق ما فعلنا، وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله." ثم قال ليسوع: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك." فقال له يسوع: "الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس." (لوقا 42:23) انظروا كيف سرق الملكوت! ولي معكم ثلاثة أمور:

أولاً، يقظة الضمير: بعد أن شارك زميله في التجديف على الرب يسوع سمع صلاة الرب يسوع من أجل صالبيه "يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون." قال في نفسه: ما هذا الذي أسمع؟ ودارت في ذاكرته كل ما سمعه عن يسوع... فرأى أنه لم يعمل شيئًا في غير محلّه - فاستيقظ ضميره – كان ضميره ميتًا فعاش وقلبه الذي كان قدًّا من جحر صوان، تغيّر وأصبح قلبًا يشعر ويحسّ – استيقظ ضميره فرأى أن أمامه فرصة ذهبية وحيدة لا بدّ أن يغتنمها وينتهزها... وفعلاً اغتنمها بعكس اللص الآخر الذي كانت أمامه نفس الفرصة ولكنه أضاعها ولم يستفد منها، وقسّى قلبه أكثر فأكثر فقاد نفسه بنفسه إلى الهلاك الأبدي. وكم من أناس تتوافر لهم الفرص ليكونوا في الأبدية السعيدة مع الرب يسوع ولكنهم لم ينتهزوا الفرص... ولم يتوبوا ويرجعوا إلى الله بكل قلوبهم فتمّ فيهم القول: "ولكنك من أجل قساوتكَ وقلبكَ غير التائب، تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة." فالذين لا يستغلون الفرص المتاحة لهم يفتحون على أنفسهم أبواب الجحيم حيث العذاب الأبدي. أما اللص الذي نتحدّث عنه بأنه "سرق" الملكوت فقد استغلّ الفرصة أروع استغلال فنظر إلى الرب يسوع وعيناه ممتلئتين بالدموع وقلبه منسحق وقال للرب يسوع: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك." وهذا يقودنا للكلمة الثانية وهي:

ثانيًا، طلبة القلب الكسير: لقد انكسر قلبه وانسحقت روحه، وأدمعت عيناه دموعًا غزيرة وبصوتٍ أسيف وحزين على ماضيه الأسود... وقبل أن يطلب من الرب طلبته نظر إلى زميله ووبّخه وعنّفه على تجديفه – وربما قبل أن يطلب طلبة قلبه الكسير فكّر قليلاً في الأمر: هل سيقبله الرب؟ يمكن أن الشيطان همس في أذنه يقول له: يعني لما تقدّم طلبتك إليه هل سيقبلك؟! هل هذه بمنتهى السهولة حسب فكرك – إنه سيقول لك: أنتَ نسيت اللّي عملته! أفكّرك إذا كنت نسيت... أنت قتلت وسرقت وعملت كافة الشرور... دا إنت لسّه من دقائق كنت بتجدّف عليه." لكنه لم يعطِ أذنه للشيطان واستمرارًا لصحوته ويقظة ضميره، قال للرب: "اذكرني يا رب، متى جئت في ملكوتك." "اذكرني يا رب"، نفس الكلمتين اللتين ذكرهما شمشون في نهاية حياته... نلاحظ في طلبة اللص بعض الأمور:
1- اعترف بألوهية المسيح. "اذكرني يا رب." عرف أنه هو الرب وتذكر ما سمعه عنه - عن صُنع الآيات والمعجزات فاقتنع به اقتناعًا كليًا... اقتنع أنه ربّ وإله ونحن نعلم أنه لا يستطيع أحد أن يقول يسوع ربّ إلا بالروح القدس – وتيقّن أنه هو الله الظاهر في الجسد.
2- اعترف بخطاياه كلها – "إننا بعدل ننال استحقاق ما فعلنا." لقد تذكّر خطاياه الشنيعة التي ارتكبها. ارتكب خطايا عديدة وشنيعة جدًا – ارتكب كل الفجور بمختلف أنواعها.
3- قدّم طلبته بقلب كسير وروح منسحقة ومعروف أن القلب المنكسر والمنسحق لا يحتقره الله. لم يقدم طلبته بالشفتين بل قدّمها من كل قلبه.
4- قدّم طلبته بثقة وإيمان: لم يشك ولو لحظة في أن الله سيستجيب طلبته – كان يثق أن الرب يسوع سيستجيب طلبته. وكان أمرًا عظيمًا أن طلبته التي قدمها للرب وجدت قبولاً وفرحًا في قلب الرب يسوع. فهذه أول ثمرة يقطفها من ثمار الصليب – هذا ضمنَ السرور الموضوع أمامه (جماعة المؤمنين الذين سيتجدّدون بتأثير الصليب.)

ثالثًا، استجابة الحب الكبير: في اللحظة التي نطق بها ذلك اللص استجاب الرب طلبته فقال له: "الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس." استجابة فورية! ولو تأنّى الرب يسوع في الردّ عليه لكان الشيطان يهمس في أذنه ويقول: ألم أقل لك؟ لكن شكرًا للرب لأنه لم يتأنَّ بل بسرعة فائقة استجاب الرب لطلبته... يا له من إله محب! ويا لها من محبة فائقة المعرفة! لم يقل له الرب هناك خطوات كثيرة لا بدّ أن تسلكها وأنت "ما عندكش" وقت، فحياتك ستنتهي بعد قليل... لكن شكرًا للرب لأنه في الحال قال له: "الحق أقول لك: إنك اليوم ستكون معي في الفردوس." وكم كان فرح ذلك اللص عظيمًا لأن الرب قَبِلَ توبته... سيكون معي في شركة أبدية... كانت أمنية بولس: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا." فرح اللص لأنه سرق الأبدية وسيذهب إلى المجد. أختم بهذا القول: لقد سرق هذا اللص أشياء كثيرة جدًا ليست من حقّه لكنه في آخر لحظات حياته سرق شيئًا كان من حقّه... الشيء الذي يرفع من قدره عندما يدخل إلى فرح سيده.
هنيئًا لذلك السارق الذي سرق الملكوت في لحظة.

المجموعة: magazine

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

105 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10586389