المجلة
محمد من طنطان - المغرب
أنا شاب، كنت أعيش بلا هدف في حياتي. وكنت إنسانًا شريرًا سائرًا في طريق الخطية مدة سنين متوالية في غمرة من المآسي والمشاكل الصعبة. وكنت كالتائه في صحراء قاحلة أعيش في حزن عميق وألم دفين في قلبي، دون أن أعرف السبب. وأخيرًا توصلت لمعرفة حزني وآلامي، وذلك بواسطة إذاعة كلمة الله عن المخلص. حدث هذا في منزلي، عندما مددت يدي إلى الراديو لأدير مفتاحه على موجة قصيرة. وبعد برهة سمعت صدفة برنامجًا لم أسمعه من قبل. فأثّر في نفسي تأثيرًا بالغًا. هذا البرنامج هو برنامج ديني مسيحي صرف. وسمعت وعدًا بإهداء كتاب مقدس مجانًا، وطلبته، فوصلني وقرأته بشغف عظيم. فأحسست بأنني بدأت أتذوّق النعمة، بعدما قرأت أصحاحات من الإنجيل الشريف. وعرفت من هو المخلص وهو يسوع المسيح، إنه مخلص العالم!
وتابعت دراسة الكتاب وآمنت بسيدنا المسيح مخلصًا شخصيًا من براثن الخطية المؤلمة. وعرفت أن سبب حزني وشقائي كان عدم معرفتي للكتاب المقدس. والحمد لله الذي خلصني بواسطة ابنه الوحيد الذي صُلب من أجل خطاياي، يسوع المسيح. وحين آمنت بالسيد، له المجد، بدأت أمشي في طريق النور، تاركًا الظلمة. والآن أعلن بأنني أحيا حياة جديدة، حياة النور وحياة السعادة الأبدية. والروح القدس قادني إلى طريق الحق والحياة، وسكب محبة الله في قلبي.
إن الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه. لأن الشرط الأول لدخول المحبة إلى حياتنا، هو الاعتراف بعدم قدرتنا والانكسار أمام الله، لأننا خطاة ومستوجبون دينونة الله. لكن الله القدوس رؤوف ورحوم، الذي خلصنا بدم ابنه الوحيد، وأعطانا الحياة الأبدية، فآمنت به، ونقلني من الموت إلى الحياة، ورفع عني الدينونة.
إن يسوع المخلص هو المحيي وينبوع الحياة الأبدية، لأنه مات من أجلي، ليطهرني من كل إثم وخطية. وإنني أكرم المسيح، وأعظمه بالسجود له بالروح والحق. فهو الذي حمل خطاياي، وغفر لي. ولم يكن في وسع الله، أن يغفر لمن يشاء، لأن قداسته وعدله، يقضيان بموت الخطاة جزاء لخطاياهم. ولكنه في حبه العجيب، صنع تدبيرًا عجيبًا، إذ قدّم ابنه ليُصلب ويموت ويُدفن، ويقوم في اليوم الثالث، ليكفر عن خطايانا.
وبفضل الدرس، والمطالعة الدائمة، والصلوات، وإرشاد الروح القدس، آمنت بالسيد المخلص، واختبرت أن الحياة بدون المسيح موت لا حياة.
إن يسوع المسيح قد ذاق الموت على الصليب لكي نستطيع أن نتذوق الحياة.
المسيح وسيط النعمة، ووسيط الصلح بين السماء والأرض. وقد صالحني مع الله بموته، كفارة عن خطاياي. ثم صهرني في بوتقة محبته وجعل من إنساني الشقي خليقة جديدة. "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم".
الحمد لله الآن. لقد انقضت أيام الحزن والشقاء... أيام المآسي والآثام... وذلك بالإيمان والسعادة. إن من يقبل المسيح ويتأمل في دعوته، لا بد أن يثق بمحبته وقدرته على الخلاص. ويدرك أن الإيمان بشخص المسيح المبارك يخلصنا. وهو يريد أن نسلمه حياتنا بلا قيد أو شرط. وهذه ليست طاعة غبية، وإنما انتصار لمحبة الله فينا.
- العهد مع المسيح ينير الحياة، ومن يقبله لا يجوع ولا يعطش أبدًا لأنه نزل من السماء.
- المسيح هو نور العالم، ومن يتبعه فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة.
- المسيح هو الباب، وإن دخل به أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.
- المسيح هو الراعي الصالح، الذي يعرف خاصته وخاصته تعرفه.
- يسوع المسيح هو القيامة والحياة، ومن آمن به ولو مات فسيحيا، ومن كان حيًا وآمن به فلن يموت إلى الأبد.
- المسيح هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا به.
- المسيح هو الكرمة ونحن الأغصان. إن ثبتنا فيه يثبت كلامه فينا.
والآن أنادي جهرًا وأعلن إلى كل الخطاة مثلي والخارجين عن الطريق، لأقول كلمة اليوم، وهي أن يقبلوا إلى المسيح. وقبوله هو أسمى حياة في هذا العصر، وذاك المسيح يسوع ابن الله، هو نور العالم وخبز الحياة والراعي الصالح، وهو القيامة والحياة، وهو الطريق والحق. والمسيح هو الباب والمخرج والمدخل، وهذه الصفات يجب على كل من يؤمن بربنا ومخلصنا يسوع، أن يحفظها في قلبه. ونحمد الله لأنه صار لي نصيب في ملكوت الله والمسيح.
أيها الآب السماوي، نشكرك لأن ابنك اشترانا بدمه الثمين وطهرنا لشعبه المقدس. اختر من أمتنا العربية كنيسة طاهرة حية، واحفظنا فيها مع كل المؤمنين. آمين.