كتب روحية
فهرس المقال
الفصل الأول
ما هي خطة الله للزواج؟
مقدمة
خطة الله للزواج معروضة في تكوين 18:2-25
وَقَالَ الرَّبُّ الْإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». وَجَبَلَ الرَّبُّ الْإِلهُ مِنَ الْأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ. فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الْإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلَاعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْمًا.]
وَبَنَى الرَّبُّ الْإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لِأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. وَكَانَا كِلَاهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لَا يَخْجَلَانِ.
ملاحظات:
1- إنَّ قول الله: [ليس جيدًا أن يكون آدم وحده] لا يتضمن حكمًا أخلاقيًّا، فحيث إنَّ الإنسان قد خُلِق على صورة الله وشبهه فهو كائنٌ علاقاتي. وفي هذه النقطة لم يجد آدم لنفسه شبيهًا.
2- لقد أظهر الله لآدم احتياجه للمعين عن طريق تسمية الحيوانات
إنَّه لمن المنطقي أن نفترض أنّ الحيوانات قد خُلقت قبل آدم، وأنَّها من البدء زوجان ذكرًا وأنثى، ولكل مخلوق مُعين وشبيه من لحمه ومن عظامه، ولكن آدم لم يرَ لنفسه شبيهًا، وعندما تسلَّل إليه الشعور بالفقد والوحدة ألقى الرَّب عليه نومًا.
3- لقد خلق الله المرأة من أحد أضلاع آدم
عندما يقول الوحي إن الله بنى الضلع الذي أخذه من آدم امرأة فإن التعبير هنا يعني أنَّ التصميم قد تمَّ بدقة متناهية. فالله صمم حواء لكي تزيل من آدم كل شعور بالوحدة سواء كان ذلك الشعور على المستوى الجسدي، أو الروحي، أو العاطفي، لقد خُلقت حواء لكي تكمِّل زوجها لا لتنافسه.
4- لقد استقبل آدم امرأته بفرح
بعد أن خلق الله حواء أحضرها إلى آدم، فاستقبلها بحماس على أنَّها هِبة من الله وقال: “هذه الآن”، والتعبير يعني: أخيرًا وجدت من يشبهني ودعاها “امرأة” أو “إيشة” بالعبرية والكلمة ببساطة هي تأنيث لكلمة لكلمة “إيش” أي “امرء”. فقد رأى فيها آدم لحمه وعظامه، وفِي نفس الوقت رأى فيها الفروق التي تميِّزها كأنثى خُلقت لكي تكمِّله.
5- دُعيت حواء معينة مناسبة لآدم
بحكم التصميم فإن حواء قد خُلِقت معينًا مناسبًا لآدم (تكوين 20:2)، وكلمة “معين” يُنظر إليها أحيانًا على أنَّها تحمل في طياتها شيئًا من الدونية، ولكن في واقع الأمر إن هذه الكلمة “معين” هي في العبرية “إيزير” وهي تطلق على الله نفسه، فهو “العون في وقت الاحتياج].والمقصود هو أنَّ حواء كانت المعين الذي سيساعد آدم على طاعة الله. فقد كان عليها أن تكون شريكة في العبادة، وفِي الأبوّة، وأن تكون شريكة في العمل تحت سلطان الله. وعند هذه النقطة نرى كاتب سفر التكوين يضيف بالروح القدس تعبيرًا في غاية الأهمية عندما يقول: [لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا” ( تكوين 24:2).
فالله الذي خلق الإنسان ذكرًا وأنثى لغرض بعينه، هو الذي حدَّد شكل العلاقة التي تربطهما معًا والتي ندعوها “الزواج”.
إن خطة الله للزواج تتضمن ثلاثة أوجه متمايزة:
لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. وَكَانَا كِلَاهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لَا يَخْجَلَانِ. ( تكوين 24:2-25)
أولًا، على الرَّجل أن يؤسِّس كيانًا مستقلًا عن أبيه وأمه
يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ. (تكوين 24:2)
أ) والتَرك لا يعني ألّا يكرم الإنسان أباه وأمه
إنَّ الكتاب المقدَّس واضح جدًا وحاسم جدًا فيما يخص إكرام الأب والأم، حتى لو كان لدى أحد الأبوين من السلوكيات الشاذة ما يجعل من إكرامه أمرًا صعبًا، ولكننا لا نكرم التصرفات وإنما نكرم المكانة التي أعطاهما الله في حياتنا. وفِي بطرس الأولى 9:3 يعلِّمنا الوحي أن لا نرد على الإهانة والشتيمة بمثلها وإنما على العكس دائمًا نبارك. فإن كان ذلك مع عامة الناس فكم وكم يكون حتميًّا مع من كانوا سببًا مباشرًا لقدومنا إلى هذا العالم.
الخلاصة إنَّ إكرام الأبوين وصية إلهية لا مجال للالتفاف عليها أو المساومة بشأن طاعتها. [أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ”، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، [لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الْأَعْمَارِ عَلَى الْأَرْضِ.” (أفسس 2:6-3)
ب) الترك أيضًا لا يعني إهمال الوالدين
عندما كنّا صِغَارًا كان آباؤنا يتعبون لكي يوفِّروا لنا ما نحتاج إليه من مأكل ومشرب، ومن شعور بالحماية والأمان، لذا علينا أن نكون دائمًا جاهزين ومستعدين لأن نوفر لهم كل ما يحتاجون إليه عندما يكبرون وتتقدَّم بهم الأيام.
إنَّ الرسول بولس في سياق حديثه عن ضرورة اهتمام الكنيسة بالأرامل ومساعدتهن على العيش في كبرهن أعلن بشكل واضح أنَّ المسئولية الأولى تقع على عاتق عائلة الأرملة:
وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلَا سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الْإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ.” (1تيموثاوس 8:5)
(ج) الترك يعني تأسيس كيان مستقل عن الوالدين
الزواج هو تأسيس كيان عائلي متحد، مستقل عن الوالدين ماليًا وتنظيميًا. وهناك ثلاثة أوجه للاستقلالية يجب التأكد من توافرها قبل الشروع في تأسيس الكيان الجديد.
1- لا بد للشريكين من أن يكونا مستقلين ماليًا عن عائلتيهما.
2- لا بد لهما من أن يكونا مستقلين عاطفيًا عن عائلتيهما.
3- لا بد من أن يؤسّسا كيانًا مستقلًا من حيث التنظيم والإدارة عن عائلتيهما.
نقطة للتأمل:
1- هل أنت متَّفق مع أوجه الاستقلال الثلاثة المذكورة أعلاه؟
2- كيف يُشرَح المفهوم الكتابي الخاص ب “الترك” في ثقافتك؟
3- هل قمت “بترك” أباك وأمك حسب مفهوم الكتاب المقدَّس أم لازلت في حاجة إلى ذلك؟
حينما يفشل الزوجان في إنشاء نوع من الاستقلال الصحي عن عائلتيهما فإنَّ الكثير من الآثار السلبية تصيب زواجهما، وأبرز تلك الآثار هو تقويض دور الزوج في الأسرة بوصفه القائد، كما يجعل ولاء المرأة ممزَّقًا بين زوجها وعائلتها، بما يتسبب في انقسام الكيان الجديد على نفسه بالشكل الذي يجعل من انهياره أمرًا حتميًا لا يحتاج إلَّا إلى قليل من الوقت لكي يصير واقعًا ملموسًا ومكشوفًا أمام الجميع.
إذا كنت عزيزي القارئ لم تنجح حتى الآن في خلق حالة من الانفصال الصحي عن عائلتك فإن بإمكانك أن تقوم بذلك الآن في روح الإكرام والمحبة لهما.
اقتراحات لعملية الانفصال:
1- بإمكانك أن تقدِّم بركة لوالديك عن طريق تحية مكتوبة أو منطوقة.
كابن ناضجٍ فإن بإمكانك أن تدوّن كل الأشياء التي تقدِّرها في والديك. كما أن باستطاعتك أن تستعين بمشاركات إيجابية من باقي أفراد الأسرة. وفِي مكان ووقت مناسبين يمكن تقديم هذه التحية بطريقة شفهية أو بنَصٍّ مكتوب. وبالتأكيد ستكون تلك التحية بمثابة كنز يحتفظ به والداك، كما سيكون تعبيرًا قويًا عن محبتك وتقديرك.
2- اجعلها استراحة حلوة
بعد وقت من تقديم التحية (عدة أيام أو أسبوع) ربما تكون في حاجة إلى التحدث إلى والديك عن القواعد الكتابية للترك، اشرح لهما أنك لست بصدد التخلي عنهما أو إهمالها وإنَّما أنت مُقدِم على خلْق نوع من الاستقلال الصحي عنهما، وأخبرهما أنَّه أصبح عليك تحمل مسئولية أساسية تجاه شريك حياتك.
تذكّر: الالتصاق الصحيح لابد من أن يسبقه ترك صحيح.
ثانيًا، على الرجل أن يدخل مع زوجته في ارتباط يدوم مدى الحياة
“يلتصق بامرأته.” (تكوين 24:2)
إنَّ الفعل “يلتصق” يرد في الكتاب المقدَّس في مواضع أخرى ليصف عملية الربط المُحكم، فهو على سبيل المثال يأتي لوصف ربط المـنطقة بإحكام حول الحقوين. ولكن تكمن أهمية تلك الكلمة في تعزيز الرَّب يسوع لها عندما استشهد بها في معرض إجابته على سؤال يتعلَّق بالطلاق تم طرحه عليه من قِبَل اليهود، فقد اقتبس الرَّب ما ورد في سفر التكوين عندما قال: «وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الْاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لَا يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ.» ( متى 5:19-6) وقد أضاف تعليق الرَّب يسوع على الكلمة مزيدًا من العمق ومزيدًا من الأهمية.
أ- “الالتصاق” يصف ما جمعه الله
إنَّ الكلمة لا تعني فقط وجود عنصر الالتزام البشري، ولكنها أيضًا تعني وجود ختم إلهي على أن الزوج والزوجة أصبحا في حالة من الاتحاد التام.
وفِي سفر ملاخي يصف الوحي الزواج بأنه علاقة “عهد”، والفرق بين أي اتفاقية إنسانية عادية وبين العهد هو أن العهد اتفاق يشهد عليه ويختم عليه الرَّبُّ. والزواج هو عهد اتفاق من ذلك النوع، وكسره هو بمثابة تعدٍّ على شريك الحياة وعلى الرَّب نفسه. في ملاخي نرى الخطية تجاه “امرأة العهد” تستجلب العقاب الإلهي على مرتكبيها. وحسب تعبير الوحي الإلهي في السفر فإن الرَّب نزع بركته عن الجيل الذي قسّى قلبه.
“وَقَدْ فَعَلْتُمْ هذَا ثَانِيَةً مُغَطِّينَ مَذْبَحَ الرَّبِّ بِالدُّمُوعِ، بِالْبُكَاءِ وَالصُّرَاخِ، فَلَا تُرَاعَى التَّقْدِمَةُ بَعْدُ، وَلَا يُقْبَلُ الْمُرْضِي مِنْ يَدِكُمْ. فَقُلْتُمْ: «لِمَاذَا؟» مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الشَّاهِدُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَةِ شَبَابِكَ الَّتِي أَنْتَ غَدَرْتَ بِهَا، وَهِيَ قَرِينَتُكَ وَامْرَأَةُ عَهْدِكَ. أَفَلَمْ يَفْعَلْ وَاحِدٌ وَلَهُ بَقِيَّةُ الرُّوحِ؟ وَلِمَاذَا الْوَاحِدُ؟ طَالِبًا زَرْعَ اللهِ. فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ وَلَا يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ. «لِأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلَاقَ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، وَأَنْ يُغَطِّيَ أَحَدٌ الظُّلْمَ بِثَوْبِهِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ لِئَلاَّ تَغْدُرُوا.» (ملاخي 13:2-16)
ب- الالتصاق يُقدَّم على أنه رباط لا يمكن لإنسان أن يكسره
“لا يفرِّقه إنسان” تشير إلى أن الرَّب قصد للزواج أن يكون علاقة دائمة.
كثيرون في أيام الرَّب يسوع كانوا ينظرون للزواج على أنه علاقة مؤقتة يمكن التخلُّص منها في أي وقت، فإذا لم يُسر الزوج بزوجته لأي سبب فليس عليه إلَّا أن يقول لها: “أنت طالق”. أو “لقد طلقتك”. وبذلك تنتهي العلاقة. ولكن الرَّب يسوع وقف ضد تلك النظرة الخاطئة ووبخهم عليها بشدة. وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلَاق. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلَّا لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.” (متى 31:5-٣٢)
ج- الالتصاق مع الإهمال هو دليل على عدم الأمانة الروحية
قَالُوا لَهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلَاق فَتُطَلَّقُ؟» قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلَّا بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». قَالَ لَهُ تَلَامِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلَا يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» (متى 7:19-10)
إن قُساة القلوب في زمن تجسُّد الرَّب يسوع قد استشهدوا على مشروعية الطلاق بوصية موسى، فلماذا أوصى أن “تُعطى كتاب طلاق”؟
1- كان موسى يتعامل مع أناس قُساة القلوب
فلم يكونوا روحيين، وكانوا مصابين بالأنانية التي تجعل الرجل يتخلَّص من زوجته بطريقة صعبة وقاسية لأتفهِ الأسباب، وقد كان الهدف من هذا الكتاب هو الإقلال من معدّل الطلاق، فقد كان حماية للزوجة من الشكوك التي قد تحوم حول عفَّتها، فقد كان هذا الكتاب دليل براءة من التُّهم الأخلاقية أمام عائلة الزوجة، وبرهانًا يطمئن أي رجل يحاول الارتباط بهذه المرأة في المستقبل، يجعله يثق أن طلاقها لم يكن لأسباب تتعلق بالعفَّة أو طهارة السلوك، وقد يكون في الوقت نفسه سببًا يحض الزوج على إعادة التفكير في أمر الانفصال عن زوجته، خصوصًا إذا كان السبب تافهًا غير قوي، ولا سيما أنَّه سيكون مضطرًا لتضمينه في الكتاب ليطلع عليه الآخرون.
لقد كان الغرض من هذا الكتاب هو إيقاف تيار الانتهاك لإنسانية الزوجة الإسرائيلية، وجعل قُساة القلوب من الرجال يشعرون بالخجل إزاء تطليق زوجاتهم لأسباب واهية.
2- لم يستطع موسى الوصول بالرجال إلى النموذج الأصلي الذي صمَّمه الله للزواج
لقد قام الرَّب يسوع بتذكير اليهود في أيامه بأن الكلمة الأخيرة في موضوع الزواج ليست لموسى، وإنما للرب الخالق حين قال: وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا.” (متى 8:19)
د- هذا الالتصاق يجب ألَّا ينكسر بطلاق غير عادل
1- الطلاق غير العادل هو الطلاق الذي يتم على أرضية غير كتابية.
نحن ندرك أنَّ هناك العديد من الآراء فيما يتعلق بالزواج والطلاق (مرفق بهذه الدراسة ملحق خاص يناقش هذا الموضوع بشكل أعمق) ولكن علينا الآن أن نتفق على أن هناك أدلَّة كتابية تشكِّل أرضية صحيحة للطلاق العادل، أكثر هذه الأدلة شهرة هو دخول أحد الطرفين في علاقة جنسية مع شخص غير شريك الحياة (الزنا)، وهناك إشارة أخرى كثيرًا ما تتردد وهي مفارقة الشريك غير المؤمن (1كورنثوس 15:7).
2- يفضي الطلاق إلى الزنا إذا تزوج أحد الطرفين أو كلاهما ثانية.
لقد أعلن الرَّب يسوع أنَّ الطلاق لغير علة الزنا يجعل المطلقة تزني إذا تزوجت برجل آخر، والرجل الذي يتزوج بامرأة طُلِّقت لغير علة الزنى يزني معها. لماذا؟ لأن الطلاق يفتقد إلى التصديق الإلهي، كما أن الزواج الأول لايزال قائمًا من وجهة النظر الإلهية.
هـ - إن استمرارية الالتصاق جعلت التلاميذ يعيدون التفكير في موضوع الزواج
قَالَ لَهُ تَلَامِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلَا يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!»
(متى 10:19)
كيف كانت استجابة التلاميذ لحالة الزواج في أيام يسوع؟
نقطة للتأمل
في كل المرّات التي ذكر فيها الرَّب موضوع الطلاق استخدم كلمة “إلَّا” مرتبطة بكلمة “الزنى”.
1- كيف تقرأ هذا الاستثناء؟
2- هل ترى أن فيه أمرًا بالطلاق؟ ولماذا؟
3- هل ترى يسمح بالطلاق؟ ولماذا؟
4- هل ترى أن تلك الخطية يمكن أن تغفر ويستمر الزواج؟ ولماذا؟
5- هل تعتقد أن هناك مواضع كتابية أخرى تقدم مبررًا للطلاق؟ وما هي؟
خلاصة: كلمة يلتصق تعني أن خطة الله للزواج هي: رجل واحد وامرأة واحدة يلتزمان بعهد يربطهما مدى الحياة.
ثالثًا، يكونان جسدًا واحدًا - الزوج والزوجة يختبران وحدانية الجسد من خلال العلاقة الحميمة
[لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. وَكَانَا كِلَاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لَا يَخْجَلَانِ.] (تكوين 24:2 و25)
أ- وحدانية الجسد في العلاقة الزوجية تكون بين رجل واحد وامرأة واحدة
إنَّ تعريف الزواج لا يحدده إلَّا خالق الزواج وحده وليست الآراء البشرية. فالزواج ليس علاقة بين شخصين من نفس الجنس، ولا علاقة تجمع بين رجل واحد وعدد من الزوجات. لكن الزواج حسب المنظور الإلهي هو علاقة تربط بين رجل واحد وامرأة واحدة مدى الحياة.
ب- العلاقة لا بد أن تكون مقدسة في نظر الله
كان آدم وحواء قبل السقوط عريانين دون أي شعور بالخجل، ولكن بعد السقوط أصبح علينا أن نستر أنفسنا أمام الآخرين، ولكن أمام شريك الحياة يمكن أن نتعرَّى دون أن نشعر بالخجل. “لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ.” (عبرانيين 4:13)
ج- «جسد واحد] تعني أن يتجاوب كل طرف مع احتياجات الطرف الآخر
“وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا: فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لَا يَمَسَّ امْرَأَةً. وَلكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا، لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا. لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ.” (1كورنثوس 1:7-3)
(تفاصيل أخرى متعلقة بالعلاقة الحميمة في الزواج سترد في الفصل التاسع ضمن بحث : [ماهي القواعد الإلهية للعلاقة الحميمة].
د- «جسد واحد» تعني أن العلاقة الزوجية محصَّنة تمامًا ضد الزنا المضجع غير نجس (عبرانيين 4:13).
وكلمة “زنا immorality تأتي في اليونانية “porneia” وهي تعني كل أشكال العلاقات الجنسية المحرَّمة.
-1 عملية إنجاب أطفال غير شرعيين (يوحنا 19:8، 41).
-2 العلاقة الجنسية مع شخص من نفس الجنس(رومية 26:1، 27).
-3 سفاح القربى أو زنى المحارم (1كورنثوس 1:5 لاويين 6:18-18).
-4 الزنا (تسالونيكي الأولى 3:4-8).
-5 التورّط في الممارسات الجنسية المحرَّمة المرتبطة بالعبادات الوثنية.
(رؤيا 20:2، 21)
-6 ممارسة الجنس مع الداعرات (كورنثوس الأولى 15:6-16).
٧- ممارسة الجنس مع الحيوانات(لاويين 23:18).
٨- لا تزن (تثنية 18:5، لاويين 10:20).
-9 لا تنظر إلى امرأة لتشتهيها (متى 27:5-28).
خلاصة: التصميم الإلهي للجسد الواحد هو أن تكون العلاقة الجنسية مقتصرة على رجل واحد وامرأة واحدة في إطار عهد الزواج فقط.
أسئلة للبحث:
-1 ما مدى أهمية التمسُّك بالطهارة الجنسية قبل الزواج؟ ولماذا؟
-2 ما هي الشواهد الكتابية التي تدعِّم رأيك؟
-3 ما مدى أهمية العفَّة في الزواج؟ ولماذا؟
-4 ما هي العواقب التي يمكن تفاديها عندما نلتزم بتلك الإرشادات؟
-5 ما هي البركات التي سنحصل عليها عندما نطيع وصايا الرَّب فيما يتعلق بحياتنا الجنسية؟
نظرة عامة
ما هي أكثر مشاكل الزواج شيوعًا؟
الفكرة الرئيسيّة: المشكلات الشائعة في الزواج يمكن حلّها عن طريق طاعة كلمة الرَّب.
-1 ما هي المشاكل المُحتملة التي يمكن تجنبها قبل الزواج؟
-2 ما هي المشاكل التي تنبع من قلوبنا؟
-3 ما هي المشاكل التي تنتج عن الظروف المحيطة؟
-4 كيف تساعدنا كلمة الرَّب على مواجهة مشاكلنا في الزواج؟