كتب بولس الرسول بالروح القدس ثلاث رسائل رعوية، بمعنى أن هذه الرسائل كانت خاصة لخدام المسيح، رسالتين إلى تيموثاوس ورسالة إلى تيطس. ويجدر بكل خادم للمسيح أن يقرأ هذه الرسائل مرة كل شهر ليستوعب ما بها ويطبق وصاياها على حياته.
في الرسالة الأولى إلى تيموثاوس، قال له بولس: "لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك، لأنك إذا فعلت هذا تخلِّص نفسك والذين يسمعونك أيضاً" (1تيموثاوس 16:4).
الخلاص المذكور في هذه الآية هو الخلاص من التأديبات الإلهية، والانتقادات البشرية.
وما أريد أن الفت إليه نظرك يا خادم المسيح هو كلمة "لاحظ نفسك" أي لاحظ حياتك وتصرفاتك.
أولاً: لتكن حياتك حياة التاجر
في مثل الأمناء قال الإنسان الشريف لعبيده: "تاجروا حتى آتي" (لوقا 13:19). والتجارة هنا هي تجارة التقوى مع القناعة. هناك أناس فاسدي الذهن وعادمي الحق يظنون أن التقوى تجارة. وقد طلب بولس من تيموثاوس أن يتجنب مثل هؤلاء، قائلاً: "وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة" (1تيموثاوس 6:6). فالتقوى الحقيقية يجب أن يلازمها الاكتفاء بما نحن فيه.
فلتكن حياتك حياة التاجر.
ثانياً: لتكن حياتك حياة السهر
"اسهروا إذاً وتضرعوا في كل حين، لكي تُحسَبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون، وتقفوا قدام ابن الإنسان" (لوقا 36:21).
هذه وصية ربنا للذين يعيشون في الأيام الأخيرة.. ونحن يقيناً نعيش في الأيام الأخيرة.. وعلى خادم المسيح أن تكون حياته حياة السهر.
السهر عكس النوم، "فلا ننم إذاً كالباقين، بل لنسهر ونصْحُ" (1تسالونيكي 6:5).
فاسهر على قطيعك.. وعلَّم أعضاء كنيستك أن يرفضوا الخرافات التي انتشرت في الكنائس، "وأما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها، وروِّض نفسك للتقوى" (1تيموثاوس 7:4)، واحفظ كلمات بولس لتيموثاوس:
"أنا أناشدك إذاً أمام الله والرب يسوع المسيح، العتيد أن يدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرِزْ بالكلمة. اعكِفْ على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. وَبِّخ، انتهر، عظ بكل أناة وتعليم. لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكَّة مسامعهم، فيصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون إلى الخرافات" (2تيموثاوس 1:4-4).
الوسيلة الوحيدة لمحاربة الخرافات هي الكرازة بالكلمة، أي التمسُّك بما جاء في الكتاب المقدس، بلا إضافة ولا نقصان.. فالكتاب المقدس وحده فيه كل الكفاية. "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهباً لكل عمل صالح" (2تيموثاوس 16:3-17).
لتكن حياتك حياة السهر.
ثالثاً: لتكن حياتك حياة الابتعاد عن الشر
بعد أن ذكر بطرس الرسول علامات آخر الأيام، قال أن كل ما نراه، ونملكه في الأرض مصيره الحريق، "ولكن سيأتي كلص في الليل، يوم الرب، الذي فيه تزول السموات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" (2بطرس 10:3). وانتهى بطرس إلى نتيجة منطقية فقال: "فبما أن هذه كلها تنحلّ، أيَّ أناسٍ يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب، الذي به تنحل السموات ملتهبة، والعناصر محترقة تذوب. ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر" (2بطرس 11:3-13).
يا خادم المسيح لتكن حياتك حياة القداسة والابتعاد عن الشر
رابعاً: لتكن حياتك حياة الانتظار
"لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلَّصة لجميع الناس، معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر، منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه لأجلنا، لكي يفدينا من كل إثم، ويطهِّر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة" (تيطس 11:2-13).
حياة خادم المسيح الأمين يجب أن تتَّصف بإنكار الفجور والشهوات العالمية، والعيشة بالتعقل في الحياة الشخصية، والبر في العلاقة مع الناس، والتقوى في العلاقة مع الرب. وأن تتصف بانتظار عودة المسيح إلى الأرض.
ومن ينتظر عودة المسيح سيعيش حياة الاستعداد لهذه العودة... ويطيع كلمات الرب: "لتكن أَحقاؤكم ممنطقةً وسُرُجكمْ موقدةً، وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له للوقتِ" (لوقا 35:12-36).
فيا خادم المسيح،
لتكن حياتك حياة التاجر...
لتكن حياتك حياة السهر...
لتكن حياتك حياة الابتعاد عن الشر...
لتكن حياتك حياة الانتظار...
وليباركك الرب، ويبارك خدمتك.
زميلك في الخدمة المقدسة،
القس لبيب ميخائيل
