يوجد صنفان من القسوس: قسيس يوم الأحد، وهو الذي تتركز خدمته في عظة صباح أو مساء الأحد.. هذا القسيس لا يعرف حال رعيته ولا يهتم بالنمو الروحي لأعضاء كنيسته.
وقسيس كل بيت، وهو الذي يتمثّل ببولس الرسول الذي قال لقسوس كنيسة أفسس: "كيف لم أؤخر شيئاً من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلّمتكم به جهراً وفي كل بيت" (أعمال 20:20).
ويتمثَّل كذلك بالمسيح الذي كان يخدم كثيراً في البيوت، إذ نقرأ عنه:
- "ثم دخل كفرناحوم أيضاً بعد أيام، فسُمع أنه في بيت" (مرقس 1:2).
- "وفيما هم سائرون دخل قرية، فقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها" (لوقا 38:10).
- "وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه، فدخل بيت الفريسي واتكأ" (لوقا 36:7).
- "فلما جاء يسوع إلى المكان، نظر إلى فوق فرآه، وقال له: يا زكا، أسرع وانزل، لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك" (لوقا 5:19).خدمة يسوع في البيوت كانت ثمارها باهرة..
- في البيت الأول شفى يسوع المفلوج الذي دلوه بسريره من السطح.. وعلمنا بهذا أننا إن حملنا الخاطئ الذي أصابته الخطية بالشلل، ولم ندع أي عائق يمنعنا من تقديمه للمسيح، فالرب يسوع سيكافئ إيماننا بمنح الغفران لهذا المشلول العاجز، ومنحه الصحة الكاملة التي تعيده إلى عالم الأحياء.
- في البيت الثاني - بيت مرثا - علَّم يسوع مرثا أنه يبالي بها وبأتعابها، ولكنه يراها تهتم وتضطرب لأجل أمور كثيرة.. وأراها أن الحاجة إليه وحده ليدرّبها على الهدوء ويشفيها من الاضطراب.
- وفي البيت الثالث أعطى المسيح درساً قاسياً لسمعان الفريسي الذي كان يتكل على بره الذاتي، وخلَّص المرأة التي جاءت إليه باكية نادمة معلنا لها أن إيمانها قد خلَّصها، ومنحها السلام.
- في البيت الرابع أعلن الرب يسوع خلاص بيت زكا العشار إذ قال لزكا إذ ظهرت فيه ثمار الخلاص: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لوقا 9:19).
يا خادم المسيح، إن جعلت خدمتك في كل بيت فستكون بركة للكثيرين؛ ففي كل بيت ظروف تختلف عن ظروف البيوت الأخرى، وأشخاص يحتاجون إلى الخلاص مما هم فيه.
ستجد في بعض البيوت الزوج المستبد، الذي يعتدي على زوجته بالألفاظ القبيحة، والاعتداءات البدنية… وقد يكون عضواً في كنيستك!! وستجد الزوج الكسول الذي لا يريد أن يشتغل متكلاً على دخل زوجته.
وستجد الزوجة الحمقاء التي تهدم بيتها بيدها (أمثال 1:14).
وستجد الزوجة الشريرة كإيزابل، التي تستخدم نعومة صوتها، ومحاسنها لتسلب إرادة زوجها، وتحدره إلى مهاوي التدهور العميق.
وستجد المرأة المخاصمة التي قال عنها سفر الأمثال: "إن السكنى في زاوية السطح خير من السكنى معها".
وستجد الشاب المراهق، الذي بدأ التغيير البيولوجي يظهر في صوته وتصرفاته... وصار متمرداً بعد أن كان مطيعاً.
وستجد الفتاة المراهقة التي تعيش وحدها في أحلامها.. والتي أصابتها عدوى المجتمع الأمريكي فصارت مستهترة في ملابسها وتصرفاتها.
وكل واحد من هؤلاء وكل واحدة يحتاج إلى يسوع.. ويحتاج إلى نصائح عملية تساعده للسير في طريق الرب.
وأنت إذ تزور كل بيت، يجب أن تكون مستعداً لتقديم العلاج لكل الحالات التي ذكرت. هؤلاء جميعاً يغلب أنهم أعضاء في كنيستك، وواجبك يحتم عليك إيجاد الحل لمشاكلهم الشخصية والاجتماعية والعائلية.. وأؤكد لك أن يسوع هو الجواب "لأنه في ما هو قد تألم مجرَّباً يقدر أن يُعين المجربين" (عبرانيين 18:2).
ادرس أفسس 25:5-29، وكولوسي 19:3، و 1بطرس 27:35 فستجد علاجاً للزوج المستبد.
وادرس 1تسالونيكي 11:4و12 و 2تسالونيكي 10:3-12 فستجد علاجاً للزوج الكسول.
وادرس 1بطرس 1:3-6 فستجد علاجاً للزوجة المنحرفة.
وادرس سفر الأمثال فستجد علاجاً للشبان والشابات.
وادرس الرسائل الرعوية، رسالتي تيموثاوس الأولى والثانية والرسالة إلى تيطس. اقرأ هذه الرسائل وأعد قراءتها وتأمل كلماتها، إنها ستجعلك مؤهلاً لزيارة البيوت ومساعدة كل فرد فيها.
وليساعدك الرب لتكون قسيس كل بيت، وليس قسيس يوم الأحد فقط.
زميلك في الخدمة المقدسة،
القس لبيب ميخائيل
