الشذوذ الجنسي يعني ممارسة الجنس بين رجل ورجل، أو امرأة وامرأة، أو رجل وبهيمة.
والشذوذ الجنسي خطية قديمة نقرأ عنها في سفر التكوين، فقد حدث أن الرب أرسل ملاكين إلى سدوم، ودخل الملاكان بيت "لوط"، "وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا أَحَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ، رِجَالُ سَدُومَ، مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ، كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَقْصَاهَا. فَنَادَوْا لُوطًا وَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا" (تكوين 4:19-5).
وكلمة "نعرفهما" معناها نمارس الجنس معهما.
تفشى الشذوذ الجنسي في سدوم بشكل وبائي، ومارسه الحدث والشيخ، ولذا يُطلق على الذين يمارسون هذه الخطية السوداء اسم سدوميين Sodomites.
ويحاول البعض أن يبرروا هذا الشر العظيم بالادعاء أن من يمارسون الشذوذ الجنسي لا ذنب لهم لأنهم وُلدوا شاذين من بطون أمهاتهم... وهذا ادعاء لا أساس له من الصحة. فالرب الذي خلق الإنسان هو وحده الذي له الحق في أن يرينا بكلمته الخطأ والصواب في سلوك الإنسان.
والآن تعال معي لنقرأ ما قاله الكتاب المقدس عن الشذوذ الجنسي، وما قاله الكتاب المقدس هو الفيصل في أي قضية تتصل بالحياة الروحية والأخلاقية.
1- الشذوذ الجنسي هو انحراف من يمارسه عن الطبيعة التي خلق الله بها الإنسان
الله تبارك وتعالى عندما خلق الإنسان قال: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا... فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (تكوين 26:1-27).
هذه صورة الإنسان عندما خلقه الله... خُلق طاهرًا نقيًا بغير خطية. أجل، عندما خلق الله آدم خلقه رجلاً كاملاً، بكل ما تعنيه كلمة الرجولة. وحين خلق له حواء، خلقها جميلة وجذابة بأعضاء تختلف عن أعضاء الرجل التناسلية، فأعطاها رحمًا يحمل الطفل من لحظة الحبل به، وأعطاها ثديين لإرضاع طفلها بعد أن يولد.
عصيان الإنسان أوصله للهوان، ومع ذلك فلا مجال للادعاء بأن الشاذ جنسيًا يولد هكذا، فلو أن الإنسان يولد شاذًا لخلق الله مع آدم رجالاً آخرين ومع حواء نساء أخريات ليمارس كل واحد الجنس كما يشاء لكن الله خلق امرأة واحدة لرجل واحد. فحجة المدعين بأن الشاذ جنسيًا يولد هكذا حجة باطلة. والحق أن الذين يمارسون الشذوذ الجنسي من الرجال والنساء يمارسون أمرًا على خلاف الطبيعة. ويطلق على من يمارسن الشذوذ الجنسي من النساء اسم Lesbians. وقد أعلن بولس الرسول أن هذا الشذوذ على خلاف الطبيعة.
2- الشذوذ الجنسي رجس أمام الله
"وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ" (لاويين 22:18).
وكلمة رجس معناها قذر ونجاسة. فالشاذ جنسيًا قذر ونجس.
3- الشذوذ الجنسي كان عقابه في العهد القديم قتل الذين يفعلونه
"وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا" (لاويين 13:20).
"وَإِذَا جَعَلَ رَجُلٌ مَضْجَعَهُ مَعَ بَهِيمَةٍ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، وَالْبَهِيمَةُ تُمِيتُونَهَا" (لاويين 15:20).
هكذا تدهور الإنسان بعد عصيانه لوصية الله، وخضوعه لغواية الشيطان حتى صار يضطجع مع البهائم، وهذا شذوذ جنسي وصل بالإنسان إلى أقل من مستوى الحيوان. فليس عند الحيوانات شذوذ جنسي.
وممارسة الشذوذ الجنسي يهدم المجتمع من أساسه إذ لا نسل لهؤلاء الشواذ ولا أسرة ولا امتداد للوجود
4- الشذوذ الجنسي يجلب غضب الله من السماء على الذين يمارسونه
"لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ... لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ". (رومية 18:1 و26-27)
فالناس الذين يمارسون الشذوذ الجنسي هم تحت الغضب الإلهي. ومن يحتمل الغضب الإلهي؟
لقد عاقب الله الأشرار الذين عاشوا أيام نوح بإغراقهم بماء الطوفان، لكنه عاقب أهل سدوم وعمورة الذين مارسوا الشذوذ الجنسي بحرقهم بالنار، كما نقرأ "فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ" (تكوين 24:19). فيا لهول يوم العقاب!
5- الشذوذ الجنسي يحرم ممارسيه من وراثة ملكوت الله
قال بولس الرسول لكنيسة كورنثوس: "لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ (المأبون هو الذي يأخذ مكان المرأة أثناء المضاجعة) وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ". (1كورنثوس 9:6-10)
لا مجال للشك في أن الذين يمارسون الشذوذ الجنسي لن يرثوا ملكوت الله. أضف إلى هذا ما يصيبهم من الأمراض على هذه الأرض.
طريق الخلاص من الشذوذ
بعد أن أعلن بولس بكلمات واضحة أن الذين يمارسون الشذوذ الجنسي من الرجال والنساء لن يرثوا ملكوت الله، فتح باب الخلاص أمامهم فقال لهم: "وَهكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا" (1كورنثوس 11:6).
ففي صليب المسيح الخلاص، وفي دم المسيح قوة غافرة، وقوة محررة وقوة مطهرة.
فإذا تاب من يمارس الشذوذ الجنسي توبة صادقة، وجاء إلى المسيح، وآمن به فاديًا ومخلصًا، يحرره المسيح من سلطان هذه الخطية وينجو من العقاب وينال الحياة الأبدية.
شريككم في الخدمة المقدسة
القس لبيب ميخائيل