هذه هي الوصية التي أوصى بها الرب خادم الإنجيل: "معرفة اعرف حال غنمك واجعل قلبك إلى قطعانك" (أمثال 23:27).
فأعضاء كنيستك يختلف الواحد منهم عن الآخر، والواحدة عن الأخرى. فبعض أعضاء كنيستك والمترددون عليها:
يسيطر عليهم الخوف... الخوف من المرض، الخوف من قلة الدخل، الخوف من مفاجآت الحياة، والخوف من الناس.
سريعو الغضب، فهم يغضبون لأقل شيء يمس شخصياتهم أو كبرياءهم.
مضطربو التفكير.
مصابون بالكآبة الدائمة.
مصابون بالشك في معاملات الله.
مصابون بحب القيادة رغم أنهم لا يعرفون كيف يقودون، لا تعطِ لهؤلاء مكان قيادة في كنيستك لئلا يتصلفوا.
مصابون بالغيرة من نجاح الآخرين.
مصابون بالإحساس بالوحدة.
عديمو الصبر.
مصابون بالكبرياء والغرور.
فقدوا شهيتهم في قراءة ودراسة وفهم الكتاب المقدس.
مصابون بالإحساس بالفشل.
يمرون في مشاكل زوجية، أو مشاكل مالية، أو مشاكل في العمل.
تهاجمهم الأفكار الجنسية.
تهاجمهم أفكار الانتحار.
واقعون سرًّا في تناول المخدرات أو المسكرات.
كسالى يهربون من العمل.
محبون للمال بدرجة أن المال صار صنمًا يعبدونه.
مصابون بالشعور برثاء النفس.
يتمنّون الموت بسبب الظروف التي يجتازون فيها.
هل شعرت بأن رأسك تدور بعد أن قرأت هذه القائمة وعرفت أنك مسؤول عن هذه الأصناف المختلفة من الرعية، وعليك أن تجد العلاج لكل واحد وكل واحدة؟
إن سبب فشل الكثيرين من خدام الإنجيل في رعايتهم لكنائسهم، أنهم لم يتصوّروا أن يكون بين رعيتهم من تنطبق عليهم هذه الصفات، هؤلاء الرعاة يعيشون في وادٍ ورعيتهم في وادٍ آخر، يرعون أنفسهم ولا يرعون رعيتهم الذين هم في احتياج شديد لرعايتهم.
وعن أمثال هؤلاء الرعاة تكلم الرب إلى حزقيال النبي، وهذه كلماته: "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى رُعَاةِ إِسْرَائِيلَ، تَنَبَّأْ وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلرُّعَاةِ: وَيْلٌ لِرُعَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يَرْعَوْنَ أَنْفُسَهُمْ. أَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ الْغَنَمَ؟ تَأْكُلُونَ الشَّحْمَ، وَتَلْبَسُونَ الصُّوفَ وَتَذْبَحُونَ السَّمِينَ، وَلاَ تَرْعَوْنَ الْغَنَمَ. الْمَرِيضُ لَمْ تُقَوُّوهُ، وَالْمَجْرُوحُ لَمْ تَعْصِبُوهُ، وَالْمَكْسُورُ لَمْ تَجْبُرُوهُ، وَالْمَطْرُودُ لَمْ تَسْتَرِدُّوهُ... وَرَعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ وَلَمْ يَرْعَوْا غَنَمِي، فَلِذلِكَ أَيُّهَا الرُّعَاةُ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَى الرُّعَاةِ وَأَطْلُبُ غَنَمِي مِنْ يَدِهِمْ، وَأَكُفُّهُمْ عَنْ رَعْيِ الْغَنَمِ، وَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ بَعْدُ، فَأُخَلِّصُ غَنَمِي مِنْ أَفْوَاهِهِمْ فَلاَ تَكُونُ لَهُمْ مَأْكَلاً" (حزقيال 1:34-10).
يا خادم الإنجيل، هل أدركت عظم مسؤوليتك تجاه رعيتك؟ وأن هناك عقابًا شديدًا سيقع عليك إن أهملت مسؤوليتك؟
اذكر أن هناك علاجًا أكيدًا لكل صنف من رعيتك، والعلاج يتطلب منك الدرس الدائم لكلمة الله، وحفظ الآيات التي تعالج مختلف الحالات، والجلوس مع مرضى شعبك، وكتابك المقدس في يدك، لتقدّم لهم العلاج لحالتهم. وسأعطي فيما يلي بعض الأمثلة:
إلى المرضى بالخوف من رعيتك، عليك أن تقرأ لهم مواعيد الرب الخاصة بالخوف... واذكر هنا أن كلمة "لا تخف" ذُكرت في الكتاب المقدس 366 مرة لأن الرب عرف أن شهر فبراير أحيانًا يكون 29 يومًا في السنة الكبيسة، فأعطى وعدًا لهذا اليوم. وخذ مثالاً لمواعيد الرب الخاصة بالخوف "لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ" (إشعياء 1:43-2).
إلى الذين تهاجمهم الأفكار الجنسية، اقرأ لهم هذه الآيات: "أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا" (فيلبي 8:4).
"لأَنَّنَا وَإِنْ كنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ" (2كورنثوس 3:10-5).
إلى الذين يهاجمهم روح الفشل، اقرأ لهم الكلمات التي كتبها بولس الرسول إلى تيموثاوس تلميذه المحبوب: "إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا. فَلِهذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ، لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ" (2تيموثاوس 5:1-7).
إلى سريعي الغضب، اقرأ لهم كلمات بولس الرسول للقديسين في أفسس: "لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ" (أفسس 29:4-32).
إلى محبي المال، اقرأ لهم كلمات بولس الرسول: "لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا. وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ. لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ" (1تيموثاوس 7:6-11).
إلى الكسالى، اقرأ لهم كلمات سفر الأمثال: "اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا. الَّتِي لَيْسَ لَهَا قَائِدٌ أَوْ عَرِيفٌ أَوْ مُتَسَلِّطٌ، وَتُعِدُّ فِي الصَّيْفِ طَعَامَهَا، وَتَجْمَعُ فِي الْحَصَادِ أُكْلَهَا. إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ؟ مَتَى تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِكَ؟" (أمثال 6:6-9).
إلى الذين يمرون في أزمة منتصف العمر التي تؤدي إلى مشاكل زوجية، اقرأ لهم كلمات بولس الرسول التي وجّهها إلى الزوجين: "أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ... أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا" (أفسس 22:5-29).
أخيرًا أقول: كن تلميذًا مجتهدًا في مدرسة المسيح... اقرأ كتابك بلذّة، وعمق، وفهم... انظر إلى كتابك المقدس باعتباره صيدلية فيها مختلف أصناف الدواء، ولكل داء دواء. وليبارك الرب خدمتك وينمّي كنيستك.
أخوكم في الخدمة المقدسة
القس لبيب ميخائيل