Voice of Preaching the Gospel

vopg

بعض الخدام يحاولون تجميل حياتهم الظاهرية ليظهروا للناس بأنهم أتقياء، لكن حياتهم السرية تقول غير ذلك. إن أهمية حياة خادم الرب السرية لا تقلّ أهمية عن حياته الظاهرية.

كل مؤمن وكل خادم تصدر عليه أحكامًا من خمس محاكم: محكمة الضمير، ومحكمة الأسرة، ومحكمة الأصدقاء، ومحكمة الأعداء، ومحكمة الله. المحاكم الأربع الأولى قد تُصدر أحكامًا مغلوطة، لكن محكمة الله تصدر أحكامًا صحيحة مئة في المئة، لأن الله يعرف الداخل والخارج. قال كاتب مزمور 139: «يَا رَبُّ، قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ...» ويقول الوحي في سفر الرؤيا: «أنا عارف أعمالك.» فليس المهم ما يقوله الخادم عن نفسه أو ما يقوله عنه أفراد أسرته وأصدقاؤه وأعداؤه، لكن المهم ما يقوله الله عنه.
ما أروع هذه الكلمات التي يقولها كاتب العبرانيين عن كل من هابيل وأخنوخ! يقول عن هابيل: «إذ شهد الله عن قرابينه.» ويقول عن أخنوخ: «قبل نقله شُهد له عنه بأنه قد أرضى الله.»
ما هي الصفات التي يجب أن يتحلّى بها خادم الرب؟

1- الأمانة
يقول الرسول بولس: «هكَذَا فَلْيَحْسِبْنَا الإِنْسَانُ كَخُدَّامِ الْمَسِيحِ، وَوُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ، ثُمَّ يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِينًا.» الأمانة صفة رائعة، يقول الكتاب عنها: «الرجل الأمين كثير البركات.» يذكر الوحي المقدس في 1صموئيل 35:2 «وَأُقِيمُ لِنَفْسِي كَاهِنًا أَمِينًا يَعْمَلُ حَسَبَ مَا بِقَلْبِي وَنَفْسِي.» ويقول الرائي: «كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة.» وهذه الأمانة يجب أن تستمر إلى النهاية... وتستمرّ حتى إن أدّت إلى الموت.
أمينًا نحو الله: أمينًا في توصيل الرسالة كما يريدها الرب، لا كما يستحسنها الخادم. فمثلاً، لو أراد الرب من الخادم أن يقول في رسالته: «بعد أربعين يومًا تنقلب المدينة»، قد يوصّل الخادم الرسالة بتصرّف، وكأنه يقول: «أنا جاي أطمئنكم أن الرب بيحبكم... وأُعلن لكم يا ريت تحبّوا حياة أفضل من الحياة اللي أنتم عايشينها دلوقت. لأنه ممكن الرب يقضي ويعاقبكم بقلب المدينة...» صحيح أن كل ما قاله عن الرب حقيقي 100%، لكن الأسلوب الذي يريده الرب اختفى!
أمينًا في إعطاء الله حقه: الرب له حق في المال وفي الوقت. تحدّث أحد خدام الرب المبتدئين مع أحد الخدام القدامى عن دفع الخادم للعشور. فتوقف الخادم المبتدئ عن دفع العشور إلى أن قرأ بأن اللاويين كان لا بد لهم أن يدفعوا عشر العشر. فابتدأ يدفع حق الرب. إذ كيف يخدم الرب وهو سالبه؟
أمينًا نحو أسرته: لا يهمل زوجته أو أولاده أو والديه. مرة سمعت بأن مذيعًا سأل أحد خدام الرب عن أولاده، وفي أي سنوات دراسية هم؟ فقال: لا أعلم. أنا مشغول بخدمة الرب وتارك مسؤوليات الأبناء على الزوجة. كم ضايقني هذا الأمر أن يهمل خادم الرب أولاده. المفروض أن خادم الرب يقضي وقتًا مع أولاده وزوجته ووالديه، ليتعرّف على ظروف أسرته. تربية الأطفال لا تقلّ عن أهمية الخدمة.
قال شخص: إني من ثلاث سنوات لم أر أولادي. أقوم للعمل قبل أن يستيقظوا لمدارسهم، وأرجع إلى البيت بعد أن يكونوا قد خلدوا إلى النوم.
أمينًا نحو كنيسته: وتظهر هذه الأمانة في معاملة أعضاء الكنيسة بطريقة واحدة دون تمييز بين عضو وآخر. فعندما يعظ، ينبغي ألاّ يشهّر بأي شخص، أو أن ينتقم لنفسه من أي شخص. وعندما تحصل مشكلة بين عضوين يجب ألا ينحاز لأي منهما.

2- التواضع
إن أكثر شيء يتعرّض له خادم الرب هو الكبرياء. هناك خدام يقدمون الرسالة وينتظرون أن يسمعوا مديحًا من السامعين. فإذا لم يحدث هذا، يتساءل: لعلي أكون قد وفقت اليوم في تقديم الرسالة. لقد بذلت فيها مجهودًا كبيرًا، هي خلاصة بعض الكتب. وإذا سمع مديحًا من الناس يستريح. خادم بهذه الصورة لا فائدة تُجنى من خدمته. مكتوب: «قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح.» الله يقاوم المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة. «فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه.» ليت كل خادم يأخذ الرب مثالاً له. فمع أنه كان عظيمًا صار لهم خادمًا، خلع ثيابه واتزر بمنشفة، وبدأ يغسل أرجل التلاميذ. «ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.»
إن خادم الرب ينبغي ألاّ يفتخر بنفسه بل بالصليب، ولا يطلب شهرة أو تقديرًا من العالم. يقول الرب: «مجدًا من الناس لست أقبل.» والرسول بولس يقول: «ولا طلبنا مجدًا من الناس...»

3- الشجاعة
لا يخجل بشهادة ربنا بل ينطق بها أمام ملوك. قال الرب عن شاول الطرسوسي: لأنه هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل. يقول كاتب مزمور 46:119 «وَأَتَكَلَّمُ بِشَهَادَاتِكَ قُدَّامَ مُلُوكٍ وَلاَ أَخْزَى.»
كان خادم الرب إيليا شجاعًا، قال للملك أخآب: «لم أكدّر إسرائيل، بل أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب.» ويقول أيضًا: «هل قتلت وورثت أيضًا؟»
وانظر شجاعة الفتية عندما قالوا لنبوخذنصّر: «إننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته.» ودانيآل الذي بشجاعة تامة دخل إلى عليته وكواه مفتوحة، وصلى إلى الله وطلبه ثلاث مرات كما كان يفعل من قبل. وشجاعة خادم الرب يوحنا المعمدان الذي قال بكل جرأة للملك هيرودس: لا يحلّ لك أن تأخذ هيروديا امرأة أخيك زوجة لك.
تعجبني الكلمات الرائعة: «وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة.»

4- القداسة
شهدت الشونمية عن خادم الرب أليشع: «فقالت لرجلها: قد علمت أنه رجل الله، مقدس الذي يمرّ علينا دائمًا.» خادم الرب يجب أن يكون مقدسًا يحيا حياة القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب. أمر الرب شعبه أن يكونوا مقدسين وكاملين: «فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل.» ويقول على فم بطرس: «نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة. لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأني أنا قدوس.» ما أروع ما قاله الوحي المقدس عن خادم الرب زكريا وزوجته أليصابات: «وكان كلاهما بارّين أمام الله، سالكَين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم.» ويقول الرسول بولس: «وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح.» يجب أن يعيش خادم الرب كما يحق لإنجيل المسيح، ويجب أن يسلك حسب الدعوة، ويسلك بالروح وبتدقيق. كما أنه يجب عليه أن يسلك كما سلك الرب يسوع المسيح.

5- المحبة
يجب أن يحب الله من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته ومن كل فكره. عند يحب أحد الرب يخدمه. ثم يحب كل البشر الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم. سُئل أحد الخدام: هل تحب هذا الشخص؟ فقال: خادم لا أحبّه ولا أكرهه. لأنه لم يفعل معي خيرًا ولا سوءًا. خادم الرب يجب أن يحب الجميع. وإذا أحبهم سوف يبذل كل جهده في خدمتهم، وقيادتهم إلى المخلص الوحيد. تحدث خادم الرب في مدارس الأحد عن وجوب محبة جميع الناس مؤمنين وأشرار. فسألت طفلة قائلة: حتى وإن كان لص أو قاتل؟ فأجاب خادم الرب: نعم. وفي طريق عودتها إلى البيت رأت شخصًا مقيّد اليدين يمشي بين عسكريين فجرت نحوه وقالت له: يسوع يحبك وأنا أيضًا أحبك. ولما خلا إلى نفسه في السجن قال: أنا كل الناس تكرهني، حتى أنا بكره نفسي. «مين يسوع ده اللي قالت عنه الفتاة الصغيرة؟ ثم لماذا تحبني هذه الفتاة؟» فابتدأ يسأل من معه في السجن: «من منكم يعرف شخصًا اسمه يسوع؟ فقيل له: في الصباح سيأتي واحد من أتباعه ويجتمع بمن يريد وسيتحدّث عن يسوع. ولما جاء قسيس السجن اجتمع هذا الشخص معه، فسمع وسلّم حياته للرب يسوع المسيح وقبله ربًا ومخلصًا لنفسه.
يجب على خادم الرب أن يحب الجميع. يحب خدام الطوائف الأخرى، والخدام الذين يخدمون معه، ويحب الخطاة. وبالإجماع، يجب على خادم الرب أن يكون قدوة صالحة للآخرين. أوصى رئيس طائفة شخصًا تقدم ليخدم الرب وقال: لا تكن أنت الواعظ فقط بل كن أنت العظة. كن أنت المثال والقدوة.


– القس رسمي إسحق

المجموعة: 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

157 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10628040