كتب بولس الرسول إلى ابنه في الإيمان تيموثاوس يقول: «إلى أن أجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم. لا تهمل الموهبة التي فيك... اهتم بهذا. كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرًا في كل شيء.» (اتيموثاوس 13:4-15)
ليس سرًّا أن أقول إن كثيرين من خدام الإنجيل أهملوا القراءة، أو في القليل فإنهم يقرأون ما لا يفيد... وبولس الرسول عرف قيمة القراءة فقال لتيموثاوس خادم الرب: «اعكف على القراءة...» وأنا أعيد هذه الكلمات ليذكرها كل خادم من خدام المسيح.
1- اعكف على قراءة الكتاب المقدس للتعبد والتعمق في معرفة الله، لا لمجرد اختيار آية لموعظتك
مما يؤسَف له أشد الأسف أن كثيرين من خدام الإنجيل لا يقرأون الكتاب المقدس يوميًا...
ولا يقرأونه لسماع صوت الرب إلى قلوبهم في كلماته...
إنهم يقرأونه للبحث عن آية أو قصة تصلح لموعظة صباح الأحد. ومن هنا صارت مواعظهم جافة لا تشبع قطيع الرب...
ولكل واحد من هؤلاء أقول: «اعكف على قراءة الكتاب المقدس» يوميًا... للتعبّد... ولمعرفة إرادة الله الصالحة لحياتك، وحياة الرعية التي ترعاها... ولتعرف كيف تفصّل كلمة الحق بالاستقامة... ولتشرح لرعيتك ثمن التلمذة الحقيقية للمسيح.
2- اعكف على قراءة تفاسير الكتاب المقدس لكبار المفسرين
قراءة تفسير الكتاب المقدس لمتى هنري، وآرثر بنك، وتشارلز هادون سبرجن، وكامبل مورجان، وغيرهم من المفسرين الأتقياء ستعمِّق درايتك بكلمة الله... وتعطيك إجابات للأسئلة الصعبة، والآيات العسرة الفهم. وهكذا تصير «عاملًا لا يُخْزَى.»
3- اعكف على قراءة قصص حياة الخدام الأتقياء، الذين استخدمهم الرب بقوة الروح القدس
اقرأ قصة حياة:
دوايت لايمان مودي، وتشارلس فني، وجون وسلي، وتشارلس وسلي،
وسي إس لويس، وجون نيوتن، وجون باتون، وأزوالد شمبرز، وجون كلفن، وويليام كاري، وهدسون تايلور، وجورج مولر، وتشارلس سبرجن، ومارتن لوثر، وجون هايد، وجوناثان إدواردز، وفرانسيس شيفرز، وغيرهم من الخدام الممتازين.
إن قراءة قصص حياة هؤلاء الرجال ستعلمك الكثير، وترفع تطلعاتك في الخدمة إلى مستوى عال، «اذكروا مرشديكم الذين كلّموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم.» (عبرانيين 7:13)
4- اعكف على قراءة عالم الطيور
«انظروا إلى طيور السماء. إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها؟» (متى 26:6) «أليست خمسة عصافير تباع بفلسين. وواحد منها ليس منسيًا أمام الله.» (لوقا 6:12) إن قراءتك لعالم الطيور ستؤكد لك عناية الله بك وإتمامه لوعده القائل: «فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع.» (فيلبي 19:4)
5- اعكف على قراءة عالم النبات
«تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.» (متى 28:6)
قراءة عالم النبات يعلّمك أن تحتفظ دائمًا بمظهرك، باعتبارك سفيرًا للمسيح.
أعود مكررًا لخادم الإنجيل:
«اعكف على القراءة.»
اعكف على قراءة الكتاب المقدس... اعكف على قراءة تفاسير كبار المفسرين... والكتب التي تزيد معرفتك لحاجات رعيتك... اعكف على قراءة قصص حياة الخدام العظام... اعكف على قراءة عالم الطيور... اعكف على قراءة عالم النباتات.
اعكف على القراءة... لأن القراءة تجعلك دائمًا مستعدًا للكلام في أي ظرف توجد فيه.
يا خدام الإنجيل، «قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف.» (1بطرس 15:3)
والرب يستخدمكم بنعمته وقوته لربح الكثيرين للمسيح.