Voice of Preaching the Gospel

vopg

ما أحوجنا في هذه الأيام إلى التعليم عن الوكالة المسيحية.
وأول ما قد يخطر ببال بعضنا أن التعليم عن الوكالة المسيحية يقتصر على الحديث عن المال.

لكن الحقيقة أن الوكالة المسيحية تشمل – إلى جانب المال – كل جوانب الحياة التي وُهبت لنا والتي نحن مسؤولون عنها. فإن الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه تفكيرنا في هذا الموضوع هو أن كل ما لدينا ليس في الأصل منا أو مُلكًا لنا، بل قد أعطانا إياه الله... لأن الله له العظمة والجبروت والجلال والبهاء والمجد، وله كل ما في السماء والأرض، وله المُلك، والغنى، والكرامة من لدنه (1أخبار 11:29-12)، وهو الذي خلق العالم وكل ما فيه... وهو الذي يعطي حياة ونفسًا وكل شيء... لأننا به نحيا ونتحرّك ونوجد (أعمال 24:17-25، 28). وحول هذا المعنى يتساءل الرسول بولس: "أي شيء لك لم تأخذه؟" (1كورنثوس 7:4)
هذا هو الفكر الذي يجب أن يكون سائدًا في حياة المسيحي. فهو يتحدث عن كل ما لديه، ليس باعتباره مالكًا له بل باعتباره مسؤولاً عنه.
وعندما نذكر البركات الروحية التي أعطاها الله لنا، ونذكر نعمة ربنا يسوع المسيح الذي من أجلنا افتقر وهو غني لكي نستغني نحن بفقره (2كورنثوس 9:8)، ونذكر محبة الله للعالم التي جعلته يبذل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 16:3)، وعندما نلهج بالحديث عن هذه المحبة الإلهية الباذلة المضحية من أجلنا، عندئذ فقط يمكننا أن نبدأ في فهم معنى العطاء الحقيقي.
ولو تأملنا في مثَل الوزنات الواردة في متى 14:25-30 لرأينا أننا لا نملك شيئًا مما لدينا، ولكننا فقط مجرد وكلاء عليه ومسؤولون عنه. وإزاء هذا يذكرنا الرسول أن "كل واحد منا سيُعطي عن نفسه حسابًا لله." (رومية 12:14) وكوكلاء على ما لدينا من وزنات يجب أن نكون أمناء (1كورنثوس 2:4).
إذًا الوكالة المسيحية تتطلب منا أشياء أكثر بكثير من وضع بضعة نقود في طبق العطاء في يوم الرب. إنها تتطلب منا أن نقدِّم أجسادنا ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتنا العقلية (رومية 1:12). فإن الله الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتّع (1تيموثاوس 17:6)، والذي افتدانا بدم كريم هو دم ابنه الوحيد (1بطرس 18:1-19) له الحق الأول في أن نقدّم له حبنا وعبادتنا، ونقدم له إلى جانب ذلك كل وقتنا، وعملنا، وبيتنا، وطاقاتنا ونشاطاتنا، لتكون كلها مكرسة لتمجيد اسمه القدوس في حياتنا.
أما عن المال، فليكن أيضًا مكرّسًا لخدمة الله، بطاعة وسرور، وبالطريقة التي يريدها هو. وإلى هذا يشير الرسول بولس قائلاً: "المعطي فبسخاء، المدبّر فباجتهاد، الراحم فبسرور... مشتركين في احتياجات القديسين، عاكفين على إضافة الغرباء." (رومية 8:12، 13) ويقول يوحنا أيضًا: "وأما من كان له معيشة العالم، ونظر أخاه محتاجًا، وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه؟ يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق!" (1يوحنا 17:3-18)
ولا يفوتنا أن نذكر أننا كوكلاء صالحين مسؤولون أيضًا عن استخدام مواهبنا الروحية في خدمة الآخرين لكي يتمجّد الله في كل شيء. (1بطرس 10:4-11) فليست المسيحية تعني فقط الإيمان بيسوع المسيح كمخلصنا من الخطية، ولكنها تشمل أيضًا الشهادة للمسيح والشركة في الصلاة والعبادة مع المسيحيين الآخرين، كما تشمل الاهتمام باحتياجات الآخرين المتنوّعة. وعندما نفعل كل هذه بأمانة فإنه يُعتبر دليلاً على أننا نفسح المجال لله لكي يستخدمنا استخدامًا كاملاً لمجده في حياتنا كوكلاء عنه.

المجموعة: 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

130 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10627669