Voice of Preaching the Gospel

vopg

نشرة مع الخدام

"اذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات." (2تيموثاوس 8:2)
في مناسبة من أروع المناسبات التي لها مكانة في قلوب المؤمنين وسائر المجتمعات المسيحية؛

وهي مناسبة ذكرى قيامة الرب يسوع المسيح من الأموات. إن كانت لهذه المناسبة مكانة خاصة بين الأفراد والأسر والمجتمعات المسيحية فلها مكانة أخصّ في قلوب خدام الرب الذين يحتفلون بها احتفالات تليق بها إذ يجهزون الرسائل المنبرية والرسائل المكتوبة في المجلات المسيحية، ويبذلون في إعدادها مجهودات كبيرة. وقبل أن أتحدث للزملاء الأجلاء والأعزاء أوجّه لهم ولأسرهم وكنائسهم التي يخدمون الرب فيها أجمل التهاني القلبية راجيًا من الرب أن يعيده الله عليهم وهم أكثر قوة ونشاطًا متمتّعين بكل بركة روحية في السماويات في المسيح.
الآية التي وضعتها على رأس رسالتي "اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات." كتبها الرسول بولس لتلميذه خادم الرب تيموثاوس لأنه يرى أن هذه الذكرى مفيدة لخدام الرب ومهمة جدًا في حياتهم وخدماتهم، ولي معكم ثلاثة أمور:

أولاً: قيامة المسيح وما سبقها
لقد سبقها صليب وموت ودفن... لا يجب أن يفوتنا أن في طريق خدمتنا توجد صلبان مؤلمة يجب علينا أن نحملها. ونلاحظ أنه من بين شروط التلمذة حمل الصليب كما يتّضح لنا من قول الرب يسوع: "إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني." ويمكن أن نخصص ذلك في حياة خدام الكلمة... وبحملنا لهذه الصلبان نكون شركاء آلام المسيح. يقول الرسول بولس: "لأعرفه، وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبِّهًا بموته." والبعض يتساءلون: ألم يعرف الرسول بولس الرب يسوع؟ ألم يعرفه عندما ظهر له في الطريق وهو ذاهب إلى دمشق، وقال له تلك العبارة: "شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس." فقال متسائلاً: "من أنت يا سيد؟ (الذي أنا اضطهده؟)" فقال الرب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده." إذًا لقد عرفه، وعرفه أكثر عندما جاءه حنانيا، ولكن ها هو يطلب معرفته... هذه المعرفة هي من نوع جديد... يريد أن يعرف شركة آلامه... إن خادم الرب بحمله الصليب يكون شريكًا للرب يسوع في آلامه... وكما يقول الكتاب أنه يكمّل في جسده نقائص شدائد المسيح في جسمه (كولوسي 24:1).
قد يكون صليبنا من أشخاص أحسنّا إليهم وأكرمناهم ورفعنا من شأنهم... لا تندهش ولا تستغرب! لأن الرب يسوع عندما سُئل بالنبوّة: "ما هذه الجروح في يديك؟" قال: "هي التي جُرحت بها في بيت أحبائي." ويخيّل إليّ أن بعضًا من الأشخاص الذين صرخوا: "اصلبه، اصلبه!" هم أناس من بين الذين صنع الرب معهم معجزات... إذ شفى أمراضهم، وأشبعهم من بين الآلاف التي أشبعها... وإن لم تكن المعجزات قد حدثت معهم، تكون قد حدثت مع أقربائهم وذويهم. وأرجو أن نضع هذا نصب عيوننا دائمًا أننا "إن كنّا نتألم معه لكي نتمجّد أيضًا معه."
قد يكون أحد الصلبان التي نحملها هي اتهامات من بعض الناس بأننا نخدم الرب لمصلحتنا وفائدتنا المادية... كما اتهم الكورنثيون بولس بأنه يخدم لمصلحته الشخصية للحصول على شهرة واسعة وكسب ماديّ...
راجعوا معي الآلام التي تحمّلها الرسول بولس: "فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ." (كورنثوس 23:11-27)
الرب يسوع لم يواجه الصليب فقط بل مات ودُفن... ويقول الرسول بولس: "من أجلك نُمات كل النهار. قد حُسبنا كغنم للذبح... ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا."

ثانيًا: القيامة وإظهارها
كثيرون يتحدثون عن القيامة ويكتبون عنها رسائل كثيرة، ولكن لا يُظهروها في حياتهم.
جلس أحد خدام الرب كئيبًا حزينًا واجمًا وشاردًا تكاد الدموع تتساقط من عينيه، فسألته زوجته: "ماذا بك؟ هل حدث شيء لم تعلمني إياه؟" فقال: "أنت عارفي أن المدارس قاربت أن تفتح أبوابها في سنة دراسية جديدة. وعندنا أربعة أولاد يحتاجون جميعهم إلى ثياب وأحذية وشنط، وأدوات هندسية، وأدوات مدرسية ورسوم... وكما تعلمين أن المرتب الذي أتقاضاه بعد إخراج نصيب الرب منه يكفي بالكاد لمطاليب البيت، وأنا محتار! مش عارف... أجيب المصاريف دي كلها منين؟! أنا أستحي أن أمدّ يدي وأقترض بعض الأموال... ولو فرض أني وجدت من يقرضني، كيف أسدّد القرض؟"
فقالت له زوجته: أنت عندك زيارات أعطيت لها مواعيد اليوم... قم اذهب للزيارة؟ فذهب ولما عاد وجد زوجته وقد علقت ستائر سوداء على الحوائط... فسألها: ماذا حدث؟ من مات؟ فقالت له: "شخص عزيز جدًا على قلوبنا... مات!"
فقال لها: "مين؟ قولي لي بسرعة."
فقالت: "الرب يسوع مات؟" فقال لها: "نعم. إنه مات ولكن قام في اليوم الثالث."
فسألته زوجته: "هل أنت متأكد من ذلك؟"
فقال: "نعم! هو أنتِ عندك شك في هذا الأمر؟"
قالت له: "النهار ده بس صار عندي شك..."
قال لها: "إزاي؟"
فقالت: "أنت اللي شككتني في أمر القيامة."
فقال: "كيف؟"
قالت له: "اليوم قبلما تخرج للزيارات كنت جالسًا حزينًا مكتئبًا وواجمًا وعابسًا... فأنت لو كنت متأكدًا أن الرب يسوع قام وهو حيّ الآن ما كنت تعول الهمّ أبدًا... ألم تقل كلمة الله: ألقِ على الرب همك فهو يعولك؟ وملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم؟ مع كل أسف، بكلامك تقول: إن الرب يسوع قام وبتصرفاتك تنكر قيامته."
يا خادم الرب، "اذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات... سلّم له طريقك واتكل عليه وهو يجري."
تظهر حقيقة القيامة عندما نشكر ولا نتذمّر... نفرح ولا نحزن حتى إن دخلنا في أصعب التجارب. يقول الرسول يعقوب: "احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوّعة." لم يقل: "احسبوه فرحًا يا إخوتي"، لكن "كل فرح." ويقول الرسول بطرس: "الذي به تبتهجون، مع أنكم الآن إن كان يجب تُحزنون يسيرًا بتجارب متنوّعة، لكي تكون تزكية إيمانكم، وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يُمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح، الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد."

ثالثًا، القيامة وماذا بعدها
كان بعد القيامة مجموعة من ظهورات أكدتها وأيّدتها... ولكن حدث شيء آخر وهو الذي سأركز عليه مع حضراتكم وهو حلّ لمشكلات، وتصحيح أوضاع... وقد حُلّت المشكلات بطريقة رائعة.
بطرس في إنجيل يوحنا 21، وبدون سبب ظاهر، قال قدام التلاميذ: "أنا أذهب لأتصيّد." ونسي قول الرب عندما دعاه قائلاً: "من الآن تكون تصطاد الناس." بمعنى أنك لن ترجع للصيد مرة أخرى. وما يؤسف له أن ستة تلاميذ "قالوا له: [نذهب نحن أيضًا معك.] فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت. وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئًا. ولما كان الصبح، وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع. فقال لهم يسوع: [يا غلمان، ألعلّ عندكم إدامًا؟] أجابوه: [لا!]"
وقفت أمام العبارة "يا غلمان"، مع أنهم رجال. إن كانوا رجالًا في مظهرهم ولكن عقولهم هي عقول غلمان حديثي السن – "فقال لهم: [ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا.] فألقوا، ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك." فقال يوحنا: "هو الرب."
لم يعرفوه من هيئته ولم يعرفوه من صوته – ولكن عرفوه بمعجزته! "فلما خرجوا إلى الأرض نظروا جمرًا موضوعًا وسمكًا موضوعًا عليه وخبزًا... قال لهم يسوع: [هلموا تغدوا!]" بذلك عالج فشلهم الزمني وبعد ذلك عالج مشكلتهم الروحية بأن قال لقائد المجموعة سمعان بطرس وسأله ثلاث مرات: "[أتحبني أكثر من هؤلاء؟!] قال له: [نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك.] قال له: [ارعَ خرافي.]" وفي المرة الثانية... وقد أجاب بطرس نفس الإجابة، قال له: ارع غنمي... وفي المرة الثالثة حزن بطرس ولكن أجاب بنفس الإجابة فقال له: "ارعَ غنمي." وبذلك حلّ مشكلته الروحية...
لنتعلم يا خدام الرب كيف نحلّ المشكلات الزمنية والروحية.
سمعت عن أحد خدام الرب قال مرة لشخص عنده ضعفات روحية: "أريد أن أكلمك كلمتين في المحبة: "أنت، الشيطان ضحك عليك وملك قلبك، أنت إنسان كاذب ولا تتكلم بالصراحة."
فقال له الأخ: إن كانت هذه كلمات في المحبة فماذا يكون كلامك إذا كنت تبغضني؟ كان يجب أن يتبع خادم الرب طريقة كتابية متمثلاً بالرب يسوع.
أقول أخيرًا لنفسي ولزملائي خدام الرب: لنذكر يسوع المسيح المقام من الأموات.

المجموعة: 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

265 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10662508