Voice of Preaching the Gospel

vopg

نشرة مع الخدام

انشغل العهد الجديد بموضوع الكرازة والتبشير. فيتخلل التشديد على الكرازة كل أسفار العهد الجديد.

وكان السيد المسيح النموذج الأمثل في هذا المضمار من بدأ خدمته فيقول الوحي عنه: "وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيل.]" (مرقس 14:1-15) وقال لتلاميذه: "لِنَذْهَبْ إِلَى الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لأَكْرِزَ هُنَاكَ أَيْضًا لأَنِّي لِهَذَا خَرَجْتُ." (مرقس 38:1)
ونستطيع أن نتبيَّن من الأناجيل أن الكرازة كانت عنصرًا أساسيًا وهامًا، ولها الأولوية الأولى في حياته، لذلك جاءت وصيته الأخيرة لتلاميذه: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها." (مرقس 15:16) ولقد تبع الرسل معلمهم في هذا الموضوع الهام الذي يُعتبر قلب الخدمة المسيحية. فيقول الرسول بولس: "لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ." (1كورنثوس 16:9) وناشد تلميذه تيموثاوس قائلًا: "أُنَاشِدُكَ إِذًا أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ: اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ." (2تيموثاوس 1:4-2) ومجمل القول، كما كانت الكرازة قلب خدمة المسيح، كذلك كانت أسلوب حياة عند رسله. ولا أريد أن أسهب في الأدلة التي تبرهن على ذلك بل أودّ أن أركّز كلامي على عوامل النجاح في الكرازة أو بقول آخر: الكرازة الفعالة، متى تكون ذات نتائج إيجابية مثمرة؟ وهنا أذكر بعض النقاط بصورة مختصرة:

1– إن محور الكرازة، يجب أن يكون موضوعه دائمًا شخص المسيح وعمله بحسب الكلمة المقدسة، فنقدّم يسوع المحبّ للآخرين، يسوع المخلص الوحيد الذي ليس بأحد غيره الخلاص، يسوع المصلوب، فيقول الرسول بولس لأهل كورنثوس: "لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا." (1كورنثوس 2:2) ويقول أيضًا: "لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى.»" (رومية 9:10-10) وكانت إجابته لسجّان فيلبي: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك." (أعمال 31:16) وقال أيضًا: " فإننا لسنا نكرز بأنفسنا، بل بالمسيح يسوع ربًّا." (2كورنثوس 5:4)

2- يجب أن تؤسس الكرازة على كلمة الله، فيقول: "اكرزْ بالكلمة" أي بكلمة الإنجيل، الذي هو قوة الله للخلاص "لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا.]" (رومية 16:1-17) لنستبعد في كرازتنا النظريات الشخصية، والمعتقدات الطائفية، والفلسفات البشرية، ونركّز على الكلمة النبويّة، لأن كلمة الله حيّة وفعّالة ولا ترجع إليه فارغة، وهي كمطرقة تحطّم القلوب الصخرية.

3- الصلاة هي وقود الكرازة، وبدون نيران الصلاة تكون الكرازة كالوقود المطفأ، لكن عندما نشعله تدبّ فيه الحرارة التي تعمل عملها في خلاص النفوس. نصلى ليرشدنا الرب إلى الشخص المقصود، وإلى الرسالة النافعة والمناسبة له، لكي يعطى الرب قوة تأثيرٍ للكلمة التي تقدَّم، وليواصل عمله في قلب الشخص.

4- المحبة العملية للخطاة هي من أهم عوامل نجاح الكرازة. فليست هناك قوة رابحة مثل قوة المحبة. فهي التي تجذب الآخرين إلينا، وتفتح الآذان والقلوب لسماع الرسالة. كان سيدنا ومعلمنا يسوع المسيح صديقًا ومحبًّا للعشارين والخطاة، فربح الكثيرين منهم، فلنقتدِ به.
5– قبل أن نبدأ الكرازة يجب أن ندخل العلية لنمتلئ من الروح القدس. قال الرب يسوع المسيح للتلاميذ: "وها أنا أرسل إليكم موعد أبي. فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبَسوا قوةً من الأعالي." (لوقا 49:24) وقال أيضًا: "لكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض." (أعمال 8:1) عندئذ امتلأ الجميع من الروح القدس ففتنوا المسكونة!

6– لندعم كرازتنا بالقدوة الصالحة والحياة المكرّسة. "فليضئ نوركم هكذا قدّام الناس، لكي يرَوْا أعمالكم الحسنة، ويمجِّدوا أباكم الذي في السماوات." فكما أننا لا نقدِّم التفّاح الجميل بأيدٍ قذرة، كذلك لا نقدِّم كلمة الله بحياة ملوّثة بالعثرات والخطايا، بل لتكن لنا رائحة المسيح الذكية التي تجذب الآخرين لسماع الكلمة.

7 – لا تفشل من عدم ظهور النتائج والثمار بسرعة. إن دورنا هو أن نزرع ونروي، ودور الرب هو في إنتاج الثمر بخلاص النفوس. والمبدأ الكتابي هو "ليس الغارس شيئًا ولا الساقي بل الله الذي ينمي... لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح... الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذِهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلًا مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلًا حُزَمَهُ." (مزمور 5:126-6)

المجموعة: 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

66 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10662809