Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الثاني (يناير) 2007

رسالة يعقوب هي رسالة عملية مليئة بالنصائح النافعة لنا في حياتنا اليومية. ولذلك سيذكر عشرة نصائح واردة في الفصل الأول مع تعليقات بسيطة.

 

النصيحة الأولى: ”إحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً، وأما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين، غير ناقصين في شيء“ (2:1-4). وترد عبارة ”يا إخوتي“، أو ”يا إخوتي الأحباء“ حوالي 15 مرة في هذه الرسالة. أن نفرح في التجارب هو أمر مخالف لطبيعتنا البشرية، ولكنه ممكن للطبيعة الجديدة التي نلناها بالولادة الثانية التي يتكلم عنها في عدد 18. ولكي يشجعنا على الفرح في التجارب يذكر لنا النتائج المباركة لمن يتمسك بالصبر إلى النهاية، فيصبح تاماً وكاملاً أي ناضجاً غير ناقص في شيء.

النصيحة الثانية: وما أثمنها حقاً! فهي وعد إلهي لكل من يعترف بحاجته للحكمة.  ”وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر فسيُعطى له“ (5:1). إن الإنسان الذي لا يشعر بحاجته إلى الحكمة هو في الحقيقة أشدّ الناس حاجة إليها. لقد سُرّ الرب بسليمان حين قال له الله: ”إسأل ماذا أعطيك“. فطلب سليمان منه أن يعطيه حكمة وفهماً، فقال له الله: ”هوذا أعطيتك قلباً حكيماً ومميزاً“ (1ملوك 5:3-13). هذه النصيحة تشجعنا على أن نطلب من الله يومياً الحكمة التي نحتاج إليها في علاقتنا مع الله، ومع أفراد عائلاتنا، ومع المؤمنين الآخرين، ومع جميع الناس.

النصيحة الثالثة: من يطلب من الله يجب أن ”يطلب بإيمان غير مرتاب البتة“، أي بإيمان حقيقي لا يساوره شك. كانت العبارة التي يكررها كثيراً هدسون تايلور المرسل لبلاد الصين هي ”ثق في أمانة الله“. فالشك هو إهانة لله. والمرتاب، أي الذي يساوره شك، هو مثل موج البحر الذي تخبطه الريح وتدفعه، فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئاً من عند الله“ (6:1-7).

النصيحة الرابعة: لا تعرّج بين الفرقتين. ”رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه“ (8:1). وما أكثر هؤلاء الذين ينطبق عليهم المثل الدارج: ”عين في الجنة وعين في النار“، أو ساعة لربك وساعة لقلبك“. يجب أن يكون أمام المؤمن هدف واحد وهو أن يعمل ما يمجد الله. هذه هي العين البسيطة التي تجعل الجسد كله نيِّراً - أي تجعل سلوكه كله في النور.

النصيحة الخامسة: لا نفتخر بالغنى أو بأي شيء من الأمور الزائلة. ”لأنه كزهر العشب يزول“ (10:1). بل لنفتخر بأن الرب رفعنا من مزبلة الخطيئة والفساد  وأجلسنا مع الشرفاء أي مع القديسين. ”حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب“ (1كورنثوس 31:1).

النصيحة السادسة: التمييز بين التجارب التي يسمح بها الرب لفائدتنا، والتجارب التي نجلبها على أنفسنا فنقع في الخطيئة. التجارب التي يسمح بها الله، أي الظروف الصعبة مثل الاضطهاد، أو المرض، أو الاحتياجات المادية هي لفائدتنا. ويقول عنها: ”طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه“ (12:1). أما التجارب التي هدفها إيقاع المؤمن في الخطيئة فهي ليست من الله ”لأن الله غير مجرَّب في الشرور وهو لا يجرّب أحداً. ولكن كل واحد يجرّب إذا انجذب وانخدع من شهوته“ (13:1-15). فالله لا يضع أمامنا الصور الخليعة ولا يغرينا بالغش أو السرقة. وإنما الإنسان يعمل هذا حينما يُخدع من شهوته. والرب ينصحنا أن نهرب من هذه التجارب.

النصيحة السابعة: ”ليكن كل إنسان مسرعاً في الاستماع مبطئاً في التكلم مبطئاً في الغضب“ (19:1). هذه أيضاً نصيحة نافعة ولازمة. فالتسرع في الكلام يسبب أضراراً كثيرة لأن ”كثرة الكلام لا تخلو من معصية. أما الضابط شفتيه فعاقل“
(أمثال 19:1). كما أن المتسرع في الكلام يصبح قليل الاستماع ويحرم نفسه من الفهم والمعرفة. وأفضل استماع هو الاستماع لكلام الرب، كما يقول في أمثال 33:8-34 ”فالآن أيها البنون اسمعوا لي. فطوبى للذين يحفظون طرقي. اسمعوا التعليم وكونوا حكماء ولا ترفضوه. طوبى للإنسان الذي يسمع لي ساهراً كل يوم“.

وكذلك يجب أن لا نتسرع في الغضب ”لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله“ (20:1). فمن المعروف أن الغضب يعرّضنا لأن نخطئ. هناك ظروف قد تؤدي للغضب، لكن الكتاب يقول لنا إذا غضبنا يجب أن لا نخطئ وأيضاً أن لا تغرب الشمس على غيظنا (أنظر أفسس 26:4-27). أي يجب أن لا نغضب بسرعة وأن نتخلص من الغضب بسرعة ولا نسمح له أن يقودنا إلى الخطأ مثل الشتائم أو الانتقام.

النصيحة الثامنة هي أن نطرح النجاسة والشر ونقبل كلام الله ”لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم“ (21:1).

فمن الناحية الواحدة نرفض الشر والنجاسة ومن الناحية الأخرى نقبل كلمة الله. ولكي تكون لنا الفائدة الحقيقية يجب أولا أن نقبلها بوداعة، فهي ليست لكي نفتخر بمعلوماتنا. ثانياً، أن تُغرس في القلب فلا يكون تأثيرها سطحياً. ثالثاً، أن لا نسمع فقط خادعين أنفسنا بل عاملين بالكلمة ”لأن من ليس سامعاً ناسياً بل عاملاً بالكلمة فهذا يكون مغبوطاً في عمله“
(أنظر 21:1-25).

النصيحة التاسعة: على كل منا أن يلجم لسانه ”لأن من لا يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة“ (26:1). تكلم يعقوب عن هذا الموضوع بتفصيل أكثر في الفصل الثالث. والسبب في تكرار الكلام عن موضوع اللسان هو أهميته. فكم من مصائب حدثت لعائلات بسبب عدم التحكم باللسان. وكم من كنائس أصيبت بخلافات وانقسامات إذ لم يلجم شخص لسانه. قال سليمان: ”الموت والحياة في يد اللسان“ (أمثال 20:18). لذلك يجب أن نطلب من الرب المعونة كما فعل داود إذ قال: ”اجعل يا رب حارساً لفمي. احفظ باب شفتي“ (مزمور 3:141). وقال أيضاً: ”لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب صخرتي ووليّي“ (مزمور 14:19).

النصيحة العاشرة تعلمنا نتائج ودلائل الديانة المقبولة لدى الله ”الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه. افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم“ (27:1). أي إنها إحسان وبر، أي عمل الخير وحياة التقوى. فنحن مخلصون بالنعمة فقط وليس بأعمالنا. ولكننا أيضاً ”مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها“ (أفسس 10:2). وكذلك يجب أن نسلك في القداسة لأن الله ”دعانا دعوة مقدسة“ (2تيموثاوس 9:1).

”لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة“ (1تسالونيكي 7:4). هذه هي الديانة الحقيقية المقبولة عند الله.

الخلاصة:

اقتبسنا بعض الدروس الواردة في الفصل الأول من رسالة يعقوب وهي:

الصبر في احتمال التجارب، الحكمة، الصلاة بإيمان، ألا نكون ذوي رأيين، أن لا نفتخر بأمور الزمان مثل الغنى والشهوة. أن لا ننجذب وننخدع بشهوات الجسد. أن لا نكون مسرعين في الكلام أو في الغضب، أن نطرح كل شر ونقبل كلمة الله بوداعة، وأن نلجم اللسان، وأن نتصف بالديانة الطاهرة النقية عند الله الآب.

 ليساعدنا إلهنا وله كل المجد.

المجموعة: 200701

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

506 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577298