شباط (فبراير) 2008
كثيرون ممن ينادون بالإنجيل، طالما يتطرق إلى نفوسهم روح الفشل، لأنهم يلاحظون أن الذين يسمعونهم كأنهم لا يتأثرون بما يسمعون، وكثيراً ما يرتفع الصوت في ذهن العامل: ”ما الفائدة من الاستمرار وفي مثل هذه الحالة“. ولكن في الواقع، من الخطر التوقّف وعدم الاستمرار. إنه ليس أمراً قليل الأهمية أن يختزن الشخص حقائق الإنجيل المباركة في ذهنه. لأنه ربما، في الوقت المعين، يثير الله اهتماماً في نفسه وشعوراً بالخطية والحاجة للخلاص منها. وهنا تظهر قيمة ما اختزنه من كلمة الله في ذهنه لأنه فيها يستطيع أن يجد جواباً لحالته. والقصة الآتية توضّح هذه الحقيقة:
قضى ”جون“ الشاب فترة عمره - من 12-20 سنة - في جوّ كتابي، وفي وسط أصدقاء يحبون المسيح. وكانوا يودون أن يقبل ”جون“ المسيح ويعترف به فادياً. ورغم أنهم شرحوا له طريق الخلاص بكل وضوح، لكنه لم يخلص.
مر الوقت، ثم دُعي ”جون“ للالتحاق بإحدى فرق الجيش. وبعد فترة تدريب قصيرة، أُرسل في رحلة مع آخرين. وبينما الطائرة في طريقها ارتفع في نفسه الصوت: ”ماذا يكون مصير نفسي لو تحطمت الطائرة؟“ وعمل روح الله في نفسه وشعر بتبكيت شديد على خطاياه. ولم يكن معه رفيق مسيحي بالحق يوجهه إلى المسيح.
وهنا نأتي إلى وجهة النظر التي نحن بصددها: كان هذا الشاب قد عرف طريق الخلاص. كان قد سمع كثيراً بشارة الخلاص ”بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان“. كان قد عرف أن المسيح هو جواب الله لكل نفس متعبة ولكل ضمير متحيّر. وهو في هذه الحالة، قَبِل المسيح مخلصاً له. وبعد أن انتهت مدة خدمته، عاد إلى وطنه وبيته فرحاً مبتهجاً بالرب الذي استطاع أن يخلصه في طائرة.