أيار May 2010
”وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ... فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ... لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا“ (تكوين 18:2، 21-22، 24).
هذا ما جاء في سفر التكوين عن قصد الله من الزواج: فالله يعلمنا من خلال كلمته أشياء عظيمة جداً عن الزواج. ولذلك فإن ما يعلمه عن الطلاق يرجع إلى نظرته وفكره السامي نحو الزواج. ففي المسيحية يُعتبر الزواج مقدساً، ويتعامل الكتاب المقدس بصرامة مع موضوع الطلاق.
ويعلمنا بوضوح أن الزواج هو ارتباط رجل واحد بامرأة واحدة، ارتباطاً مقدساً أمام الله.
حينما سأل بعض الفريسيين الرب يسوع إن كان يحلّ للرجل أن يطلق امرأته، وأشاروا إلى أن موسى سمح للرجل بأن يطلق امرأته ويعطيها شهادة طلاق، أجاب الرب يسوع:
”مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ“ (مرقس 5:10).
يستخدم الكتاب المقدس لغة شديدة القوة ليصف الوحدة بين الزوج والزوجة. والغرض من ذلك شديد الوضوح: إن الزواج آحادي ولمدى الحياة. لكن ما زالت الخطية تدمر العلاقات في العالم وبطرق شديدة التنوّع.
إن وجود مشكلات في الزواج ليس أمراً مخجلاً بل طبيعي، لأن الزوجين مختلفان في تكوينهما؛ فقد نشأا بشكل مختلف، ونضجا في بيئة مختلفة، ولذلك فالزوج ليس في قدرته أن يغير طريقة تفكير أو طباع زوجته. كما أن الزوجة على نفس الوضع — لكن الذي يستطيع أن يغيّر كل الأمور هو الله وحده، وكل ما يستطيع الزوجان أن يعملاه هو مزج تفكيرهما معاً. والاحتمال والتسامح ضروري عند وجود اختلاف أو مشكلة حتى لا تتفاقم الأمور. ولا يتأتى الاحتمال والتسامح إلا بالحب الذي يملأ قلبيهما. قال الكتاب: ”بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ“ (أفسس 2:4).
لقد قطعت عهداً أمام الله والناس أن تظل مع زوجك (زوجتك) في السراء والضراء. فالمشاعر قد تتغيّر ولكننا كمسيحيين نؤمن أن الحب هو أساساً عمل إرادي. ولذلك فإننا نصمم على أن نفعل الأفضل للآخر وهذا ما يباركه الله.