أذار March 2011
"إِنْ كَانَ يَجِبُ الافْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضَعْفِي" (2 كورنثوس 30:11)
الضعف الذي يقصده الوحي هنا ليس الضعف الروحي، لأنه يحثّنا الكتاب المقدّس بأن نكون حارين في الروح ومتقوّين في الرب وفي شدة قوته، أي أن نكون أبطالاً في الإيمان. المقصود في هذه الآية هو ضعف أوانينا الخزفية.
لقد اختار الله في قصده السامي، أن يصمّم كل واحد منا بطريقة معجزّية كما يقول داود: "أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا [بإعجاز مدهش]" (مزمور 14:139). فمثلاً، كان بولس قصير القامة ونحيفًا. فعندما كانت هناك مؤامرة لقتل بولس في فترة إقامته في دمشق، استطاع التلاميذ أن ينقذوه. ولأنه كان صغير الحجم وخفيف الوزن، استطاعوا أن يضعوه في زنبيل، أي في سلة مصنوعة من سعف النخيل، وكان ذلك بمثابة "مصعد" يدوي يُنْزَل راكبه بسلامة إلى الأرض. وبهذه الطريقة حافظ الرب على يدي بولس، لأنه لو اختار بولس أن ينزل متدلّيًا بالحبل بيديه لاحترقتا من شدة الاحتكاك بالحبل، لكن الله يحافظ على سلامة عبده ولا يعيق كتابة إنجيله.
وما نتعلمه من هذه الآية يتعلق بأجسادنا التي قد تكون ضعيفة أو بها عاهة مستديمة؛ بأننا نستطيع أن نفتخر بضعفنا ونعطي المجد لله، وهو يستخدمنا لتحقيق مقاصده الأبدية لخيرنا ولمدح مجده.
ربما سمعت عن خادم الرب الأسترالي الفاقد الأطراف Nick Vujicic، الذي يعظ بفرح وبابتسامة على وجهه لأنه يعلم أن الله في قصده الأزلي استهدف أن يصممه بهذا الشكل. لقد تعلّم أن لا يسأل كما سأل التلاميذ "من أخطأ هذا أم أبواه؟" بل لسان حاله "أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ". وهذا يدفعنا أن نحترم ونوقّر الخدام الضعفاء في الجسد، ولا نستهزئ بهم كما فعل بعض من إخوة كورنثوس تجاه ضعف بولس الذي أكّد ذلك بالقول: "الرَّسَائِلُ ثَقِيلَةٌ وَقَوِيَّةٌ، وَأَمَّا حُضُورُ الْجَسَدِ فَضَعِيفٌ، وَالْكَلاَمُ حَقِيرٌ"؛ فنحن كثيرًا ما ننخدع بالمظاهر الخارجية. فلننظرنّ إذًا كما ينظر الرب إلى القلب لا إلى المظهر الخارجي.
موقع خادم الرب: www.lifewithoutlimbs.org