أذار March 2011
"كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ."(يوحنا 10:1-11)
المسيح، مبدع العالم وخالقه، والله المتجسّد الذي قال: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ"، قد رفضه شعبه عندما جاء وحلّ بينهم في الجسد. لقد تصوّر شعب الله القديم أن المسيح سيأتي كملك لكي يملك على الأرض ويخلصهم من السبي والرومان.
وكما حدث مع داود حين كان مطارَدًا في الجبال هربًا من شاول الملك وابنه أبشالوم، كذلك المسيح - وهو من سلالة داود - اضطر والداه أن ينزلا به إلى مصر وهو طفل، هربًا من الملك هيرودس الذي كان يطلب أن يقتله خوفًا على ملكه؛ إذ ظن أن المسيح جاء ليملك على الأرض.
علامات رفضه
1- هروبه إلى مصر
كان هروبه إلى مصر علامة من علامات النفي إذ أن أرض مصر كانت تمثل المنفى وأرض عبودية شعب الله القديم الذي قاسى من استعباد المصريين لهم.
2- سيُدعى "ناصريًّا"
كان المسيح من الناصرة، ودُعي ناصريًّا، لأنه عندما مات الملك هيرودس، عاد به يوسف أباه والعذراء مريم أمه إلى الناصرة. وكانت كلمة "ناصري" إهانة كبيرة لمن يُنعت بها، لأن كلمة " ناصرة" تعني عرقًا من أرض يابسة". وهذا ما جاء بالنبوة عنه في سفر إشعياء 2:53، "نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ".
والناصرة كانت قرية صغيرة وفقيرة، لا يخرج منها شيء صالح كما قال نثنائيل لفيلبس في إنجيل يوحنا 46:1، "أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟".
ونجد في مجيء الرب يسوع إلى أرضنا في الجسد النقاط التالية :
أولاً: إتمامٌ لوعد الرب
كان في فكر الله منذ الأزل أن يخلّص العالم عن طريق صلب ابنه يسوع المسيح وموته وقيامته من الأموات. لقد وعد الملك داود بذلك أنه من نسله سيأتي مخلص العالم الذي ليس لملكه نهاية كما جاء في سفر 2صموئيل 12:7-14، "مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا".
وتقول النبوّة في سفر إشعياء 6:9، "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ".
ثانيًا: تحقيق النبوات
لقد تحققت النبوّة المذكورة في سفر هوشع 1:11، "لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي"، حين ظهر الملاك ليوسف لكي يرجع من مصر إلى اليهودية.
"وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني".
وتحققت أيضًا نبوة إرميا 15:31، "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ، بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ".
ثالثًا: خطة الله لا بد أن تنفّذ وتتمّ بالخلاص لكل من يؤمن
قال ملاك الرب ليوسف بأن مريم العذراء "سَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ" (متى 21:1). وهكذا تمت خطة الله، وجاء المسيح إلى أرضنا لكي يرفع خطية العالم؛ إذ بموته على الصليب دفع ثمن خطيتنا بدمه الغالي والثمين، لكي نكون بلا لوم أمامه كما جاء في رسالة رومية 1:8 "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ". فالذي يؤمن بالمسيح يخلص من الموت الأبدي في جهنم، حيث النار لا تُطفأ والدود لا يموت - كما قال المسيح.
هذا الخلاص مقدّم لكل من يؤمن بالمسيح ويقبله مخلصًا شخصيًا له. إنه خلاص مجاني لأن المسيح دفع بنفسه الثمن على الصليب. "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ" ( أفسس 8:2).
رابعًا: ما هى خطة الله لحياتك؟ هل تعرفها؟
هل تعرف لماذا وُجِدْت على الأرض؟ الله لا يصنع أو يخلق شيئًا لا قيمة له. لقد خلق الله الإنسان لكي يعبده ويمجده، وعلى كل إنسان واجب وعمل ومهمة خلال حياته على الأرض.
فإن كنت لا تعرف خطة الله لحياتك، أرجو أن تطلبه الآن بكل قلبك وتسأله قبل فوات الأوان . إنه موجود في كل وقت، وينتظرك أن تطلبه لكي يستجيب لك.
لقد قال في سفر إرميا 11:29–13 "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً. فَتَدْعُونَنِي وَتَذْهَبُونَ وَتُصَلُّونَ إِلَيَّ فَأَسْمَعُ لَكُمْ. وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ".
اطلبه من كل قلبك وسيستجيب.