نيسان April 2011
"الزُّهُورُ ظَهَرَتْ فِي الأَرْضِ... وَصَوْتُ الْيَمَامَةِ سُمِعَ فِي أَرْضِنَا... قُومِي... وَتَعَالَيْ... أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ..." (نشيد 12:2-14)
ترتكز المسيحية على أعمدة قوية وثابتة لا تتزعزع منذ نشأتها وحتى مجيء الساعة. وهذه الأعمدة هي تجسد المسيح، وصلبه، وموته، وقيامته، وصعوده إلى السماء، ومجيئه الثاني. وإذا ألقينا نظرة عميقة على هذه الأمور سنجد أن القيامة هي جوهرها وسر بقائها وفعاليتها. فلولاها لأصبح التجسد بلا معنى، والصلب والموت بلا مغزى، والصعود والمجيء الثاني أمران مستحيلان.
والرسول بولس تحدث عن أهمية قيامة المسيح فقال: "وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا!". ولو توقّف حديث الوحي المقدس عند هذا الحد لأصبحت المسيحية ظلامًا بلا نور، وليلاً بلا نهار!
استمرّ حديث الرسول بولس فقال: "ولكن"، وما أجمل هذه الكلمة! إنها أعظم "لكن" ذُكرت في كل الأجيال والعصور لأنها غيّرت المسار تغييرًا جذريًا وكليًا، "وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ". بهذا القول المجيد صارت قيامة المسيح حقيقة مؤكدة وواقعًا مجيدًا.
تضافرت ثلاث حواس من حواس الإنسان الخمسة على إثبات قيامة المسيح، وهذه الحواس الثلاث هي السمع والبصر واللمس. سمع الجميع من الأعداء والأصدقاء، وعامة الشعب خبر قيامة المسيح، ورأوا الجميع المسيح ولمسه كثيرون منهم التلاميذ الذين قال لهم المسيح: "اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي"، وسمع توما ورأى ولمس شخص الرب يسوع المسيح فهتف قائلاً: "ربي وإلهي".
وحول قيامة المسيح أحدّثكم في ثلاثة أمور:
أولاً: زهور ظهرت
ثانيًا: أصوات سُمعت
ثالثًا: نداءات قُدّمت
أولاً: زهور ظهرت
يقول الجزء الأول من كلمات الوحي المقدس والتي اتخذها ليدور حولها حديثي: "الزهور ظهرت في الأرض". وما أكثر وأعظم الزهور التي ظهرت بقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له كل المجد!
1- زهرة الخلاص والتبرير: يقول الوحي المقدس بفم الرسول بولس: "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا". بقيامة المسيح ظهرت هذه الزهرة الرائعة... وربما يسأل أحدهم: هل يوجد فرق بين الخلاص والتبرير؟ أليس الخلاص هو التبرير والتبرير هو الخلاص؟ هناك فرق واضح، فالخلاص هو تبرئة الإنسان أمام البشر ولكن التبرير هو تبرئة الإنسان أمام الله. وسأذكر مثلاً لتوضيح هذه الحقيقة. إنسان اتُّهم بجريمة، وحُوِّل للقضاء. وبعد تحقيقات ومحاكمات حكم القاضي ببراءة ذلك الإنسان. ماذا يحدث لملفّ قضيّته؟ سيتحوّل إلى مضابط المحكمة؛ بهذا يكون الأصل لجريمته موجود. ولكن أن يُحرق ملف قضيته، يكون بذلك قد انتهت التهمة تمامًا وكأنه لم يتّهم. البراءة الأولى هي بمثابة الخلاص، ولكن ملاشاة ملفّه بحرقه يكون ذلك بمثابة التبرير. وشكرًا للرب لأنه بموت المسيح وقيامته تخلّصنا وتبررنا مجانًا دون أن ندفع أي ثمن، ذلك لأنه المسيح دفع فينا ثمنًا غاليًا. "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ".
2- زهرة الفرح الكثير: بموت المسيح ودفنه في القبر امتلأت قلوب تابعيه ومريديه بالأحزان الشديدة... التلاميذ حزنوا حزنًا شديدًا واكتأبوا، وجلس كل واحد منطويًا على ذاته "يلوك" أحزانه... لم تعرف الابتسامة طريقها لأي منهم، والنسوة اللواتي حملن الأطياب والحنوط كن حزينات حزنًا لا يوصف لأنهنّ فقدن المحب الفريد والمقتدر الوحيد... كن مكتئبات، وهن في بيتهن، وفي طريقهن للقبر... يتذكرن ببكاء شديد أفعاله وجمائله معهن ومع غيرهن.
وتلميذَا عمواس كانا وهما في طريقهما للقرية ماشيين عابسين يتطارحان الأحاديث عن شخص الرب يسوع الذي كان مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله والناس. هذه صورة مما كان عليه البشر قبل قيامة الرب يسوع، ولكن تعالوا بنا لنتعرف على أحوال هؤلاء بعد أن تأكدوا من قيامة الرب يسوع. ولنبدأ بالنسوة اللواتي وصلن إلى القبر فرأين الحجر مدحرجًا ويجلس عليه ملاك... قال هذا الملاك لاثنتين منهن: "لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ". فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح راكضتين لتخبرا تلاميذه. "وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ:« سَلاَمٌ لَكُمَا".
والتلاميذ كانوا مجتمعين في العلية "فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»... وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ".
وتلميذَا عمواس، كم كان فرحهما عظيمًا عندما عرفاه عند كسر الخبز... لقد فرح الجميع بقيامة الرب يسوع، له المجد!
3- زهرة الانتصار الكبير: بعد موت المسيح ودفنه فرح الشيطان وجنوده فرحًا عظيمًا وهتفوا هتافًا متواصلاً. ويخيّل لي أن الشيطان أعلن لجنوده أن المسيح انتصر عليّ عندما جرّبته في البرية تجاربي الثلاث، ولكني اليوم أعلن أمامكم انتصاري عليه.
ولكن انتصار الشيطان لم يستمرّ سوى ثلاثة أيام، ذلك لأن الرب يسوع قام من بين الأموات... حدثت زلزلة عظيمة لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن باب القبر، وقام الرب يسوع منتصرًا كاسرًا شوكة الموت ناقضًا أوجاعه إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسك منه.
في حياته، حقق المسيح انتصارات متوالية: انتصر على الفقر، وعلى الشيطان، وعلى الطبيعة، وعلى الأمراض بمختلف أنواعها، وانتصر على الفريسيين والصدوقيين وعلى الكهنة والكتبة، وعلى الرومانيين، وفي كل المواجهات انتصر انتصارًا أكيدًا، ولكن انتصاره على الموت بقيامته كان قمة هذه الانتصارات.
4- زهرة السلام الوفير: في الفترة ما بين موت المسيح وقيامته كانت حالة التلاميذ يُرثى لها؛ انتُزع من قلوبهم كل سلام، وحلّ مكانه الخوف. والدليل على ذلك ما قاله الوحي المقدس: "كَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ". وإنني أتخيّل أن مريم التي كلفها المسيح بتوصيل رسالة القيامة للتلاميذ، وجدت صعوبة شديدة في الوصول إليهم، فمما لا شك فيه أنها ظلت تطرق على باب العلية وقتًا طويلاً، ولخوف التلاميذ لم يفتحوا الباب إلا بعد أن تأكدوا من شخصيتها. وما أن دخلت وبدأت الحديث عن قيامة الرب يسوع المسيح حتى لاحظت وجوم التلاميذ وعدم مبالاتهم. فقد تراءى لهم كلامها كالهذيان، ولم يصدقوها، إلا أن بطرس ويوحنا قاما وذهبا إلى القبر فانحنيا ونظرا الأكفان موضوعة وحدها، فرجعا متعجبين مما كان. وفي عشية ذلك اليوم جاء المسيح بنفسه والأبواب مغلّقة "وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: سَلاَمٌ لَكُمْ!". لاحظ أنه كرر عبارة "سلام لكم" مرتين... وامتلأت قلوب التلاميذ بسلام الله الذي يفوق كل عقل.
ثانيًا: أصوات سُمعت
تقول كلمة الله: "وَصَوْتُ الْيَمَامَةِ سُمِعَ فِي أَرْضِنَا". بقيامة المسيح سُمعت أصوات مباركة تعلن ثلاثة أمور:
1- الباطل مقهور: في بعض الأحيان، يبدو الباطل وكأنه المنتصر، وهذا أمر يملأ النفوس بالأسى والألم... ولو ألقينا نظرة على أحداث ما قبل القيامة سنرى الباطل وقد رفع رأسه معلنًا انتصاره... عندما حوكم المسيح من البشر، أليس في ذلك انتصار للباطل؟ وعندما كُلل جبينه الطاهر بإكليل من شوك وجُلد جلدات قاسيات، أليس ذلك انتصارًا للباطل؟ أليس في إطلاق باراباس المجرم الخطير والحكم بالموت على القدوس، الذي اعترف الأعداء قبل الأصدقاء أنه لا يوجد فيه علة ولا ذنب... أليس في صراخ الشعب قائلين: اصلبه، اصلبه، انتصار للباطل؟ ولكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو، هل يرفع الباطل علامة الانتصار دائمًا؟ الجواب، كلا يا أحبائي، فقد جاء الوقت الذي فيه أعلن انتصار الحق، وهزيمة الباطل بقيامة شخص الرب يسوع المسيح من الأموات.
2- الحق سيخرج إلى النور: قال الرب يسوع عن نفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة"، ولما مات المسيح ودُفن، ضرب الناس أخماسًا في أسداد لأنهم رأوا الحق وقد اختفى فتساءل بعضهم: أين الحق الذي كان يملأ الدنيا؟ لقد اختفى ولن يعود للظهور مرة أخرى... ولكن بقيامة المسيح من الأموات عاد الحق للظهور وخرج للنور وأصبح واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار. "يخرج مثل النور برك وحقك مثل الظهيرة".
3- القوة تتغلب في كل العصور: رأى الناس في المسيح إنسانًا ضعيفًا عديم الحيلة، رأوه صامتًا لا يرد على الأسئلة التي وجهت إليه... لا يقدِّم عن نفسه دفاعًا، لم يقاوم عندما كلل بالشوك ولا عندما جُلد وضُرب. ولما سقط عندما حمّلوه الصليب اعتبر الناس أن ذلك ضعفًا وعجزًا، وربما كان البعض يشفقون عليه في داخلهم، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك تمامًا، فكل ما حدث هو محصلة قوة وليس ضعفًا... وقد تبرهن ذلك عندما قام المسيح من بين الأموات غالبًا منتصرًا وهو يقول: "أين شوكتك يا موت. أين غلبتك يا هاوية؟".
ثالثًا: نداءات قدّمت: "قُومِي... وَتَعَالَيْ... أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ".
نفس هذه النداءات يقدمها شخص الرب يسوع المسيح المُقام من الأموات
1- دعوة للقيامة الروحية: قومي... وتعالي... قومي كما قمت أنا من بين الأموات... إن قيامة المسيح مهدت الطريق أمام البشر الخطاة ليقوموا معه. ما زال الرب يسوع ينادي كل ميت بذنوبه وخطاياه قائلاً: "اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ".
تعجبني كلمات الوحي المقدس التي وجهها الروح القدس لمؤمني كنيسة أفسس بفم الرسول بولس: " وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ... اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ".
عزيزي، إن كنت حتى الآن ما زلت في خطاياك وآثامك، فاعلم أنك لم تستفد بعد من قيامة الرب يسوع... واعلم أنه ما زال ينادي ويطلب "قم من قبر خطاياك".
2- دعوة للشركة الحقيقية: "قُومِي... وَتَعَالَيْ... أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ". إنها نفس نداءات المسيح المُقام من الأموات. إنه ينادينا لنقترب إليه. "تعالوا..." اقتربوا إلى فأقترب إليكم. ثم يضيف قائلاً: "أريني وجهك". وليقل كل واحد "إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِنًا فِي السَّمَاوَاتِ". ثم يستمر في ندائه فيقول: "أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ". وإنني أتعجّب من هذه النداءات التي يقدمها الرب المقام من الأموات... ألسنا نحن الذين ينطبق القول على كل واحد منا "بالآثام صُوِّرت وبالخطية حبلت بي أمي". "كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ، وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ. مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ". ولكن تعجبي أيتها الأرض واندهشي أيتها السماء فإن الرب ينادينا قائلاً: قوموا... وتعالوا.... أروني وجوهكم... أسمعوني أصواتًا لأني أريدكم أن تكونوا في شركة حقيقية معي.
يحق لنا نحن الذين استجبنا لنداءات المقام من بين الأموات أن نقول بملء شدقينا: "أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح"، "انظروا أية محبة أعطانا الآب".