Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الأول October 2011

Dr. Labibكثيرون يشكّون في وجود الله وعدالة الله عندما يرون الكوارث التي تحدث للأمم والأفراد... لكن نوح لم يشكّ في عدالة الله عندما أخبره الله تبارك وتعالى: "نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ" (تكوين 13:6).

كثيرون يشكّون في وجود الله وعدالة الله عندما يرون الكوارث التي تحدث للأمم والأفراد... لكن نوح لم يشكّ في عدالة الله عندما أخبره الله تبارك وتعالى: "نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ" (تكوين 13:6). لم يعترض نوح على حكم الله.. مع أن الحكم صدر بهلاك كل سكان العالم وقتئذ دفعة واحدة. لماذا لم يشكّ نوح في عدالة الله، ولم يعترض على هذا الحكم الرهيب؟ أولاً: لأنه أدرك مدى ارتفاع قداسة الله الله قدوس، والإنسان لا يستطيع أن يدرك ارتفاع قداسته، "الله نور وليس فيه ظلمة البتة" (يوحنا 5:1). وقد خاطبه النبي حبقوق بالكلمات: "عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ، وَلاَ تَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَى الْجَوْرِ" (حبقوق 13:1). وفي أيام نوح، "رَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ" (تكوين 5:6). ازداد شرّ الإنسان أيام نوح، لأن أبناء الله (الملائكة الذين سقطوا) - وهم أبناء الله لأن الله خلقهم - رأوا بنات الناس أنهنّ حسنات، فسكنوا في أجساد الطغاة واتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا. ويصف سفر التكوين المشهد بالكلمات: "كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ (Nephilim) فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ" (تكوين 4:6). وقد ربط بطرس الرسول هؤلاء الملائكة الأشرار بالعالم القديم الذي أهلكه الله بالطوفان فقال: "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ، وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحًا ثَامِنًا كَارِزًا لِلْبِرِّ، إِذْ جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ" (2بطرس 4:2-5) لقد صار العالم في أيام نوح مزيجًا من نسل الملائكة الساقطين والناس الفجّار. خلال هذا الوقت قضى نوح مئة سنة يكرز بالتوبة لأهل زمانه ولم يتب أحد. إلى هذا الدرك الأسفل انحدر الناس في أيام نوح، وكان لا بد من القضاء على العالم القديم قضاء تامًا، حتى لا يبقى منه أناس من نسل الملائكة الساقطين ينشرون الفساد والفجور. لقد أدرك نوح عظمة قداسة الله، فلم يشكّ في عدالته حين قضى بالطوفان على سكان الأرض. ثانيًا: لأنه عرف قيمة الأشرار في نظر الله الإنسان في كبريائه وجهله يعتقد أنه عظيم في ذاته، وعقله، وتظهر عظمته في اختراعاته... فهو قد ذهب إلى القمر، واكتشف الكهرباء، واستخدم الذرّة، وغاص أعماق المحيطات، وصنع الأمصال والدواء لعلاج الكثير من الأمراض، واخترع الكمبيوتر والانترنت. ولكن الله الخالق العظيم يعلن عن قيمة الإنسان الطبيعي في عينيه بكلماته: "هُوَذَا الأُمَمُ كَنُقْطَةٍ مِنْ دَلْوٍ، وَكَغُبَارِ الْمِيزَانِ تُحْسَبُ... كُلُّ الأُمَمِ كَلاَ شَيْءٍ قُدَّامَهُ. مِنَ الْعَدَمِ وَالْبَاطِلِ تُحْسَبُ عِنْدَهُ" (إشعياء 15:40 و17). هذه هي القيمة الحقيقية للأشرار في تقدير الله... كَنُقْطَةٍ مِنْ دَلْوٍ، وَكَغُبَارِ الْمِيزَانِ. وهذه ملاحظة جديرة بالاعتبار. ليس من حقّ الإنسان أن يشك في عدالة الله حين يرسل زلزالاً قويًا كالزلزال الذي حدث في اليابان، أو فيضانًا يغرق الألوف كالذي حدث في أكثر من مكان، أو وبأ يبيد الملايين، أو حين يصاب بكوارث فردية يموت فيها عدد من أفراد أسرته في حوادث اصطدام سيارات أو سقوط طيارات. نقرأ في إنجيل لوقا: "وَكَانَ حَاضِرًا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟ كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ. أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ". (لوقا 1:13-5) إن الإنسان بطبيعته الساقطة عدو لله، عبد للخطية، يعيش تحت سلطان الشيطان... وبالتالي تحت غضب الله. هو تراب وإلى تراب يعود... حياته أشبار، وعمره كلا شيء وهو نفخة، ويتمشى كخيال (مزمور 5:39-6)، وأفكاره باطلة "الرب يعرف أفكار الإنسان أنها باطلة" (مزمور 11:94)، وحياته بخار يظهر قليلاً ثم يضمحلّ (يعقوب 14:4). فإذا كنت مصابًا بكبرياء العلم، أو كبرياء الغنى، أو كبرياء القوة... فأنت مسكين تجهل تمامًا قيمة نفسك في نظر الله. وهي أنك كغبار الميزان. في أيام حزقيا ملك يهوذا صعد سنحاريب ملك أشور على جميع مدن يهوذا الحصينة وأخذها... وتكلم بعجرفة ضدّ الرب قائلاً: "مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ الأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي، حَتَّى يُنْقِذَ الرَّبُّ أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟" (2ملوك 35:18) "وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ خَرَجَ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلْفٍ وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. وَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيْتَةٌ. فَانْصَرَفَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ وَذَهَبَ رَاجِعًا وَأَقَامَ فِي نِينَوَى" (2ملوك 35:19-36). هذه هي قيمة العالم الشرير في نظر الله. عرف الملك نبوخذنصر ملك الإمبراطورية البابلية هذه الحقيقة بعد أن أذلّه الله وأكل العشب كالثيران لمدة سبعة أزمنة فقال: "وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ، الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ، وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ كَلاَ شَيْءَ، وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ، وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟" (دانيآل 34:4-35). ثالثًا: لأنه أدرك أن الإنسان يَعظُم قدره بالإيمان بعد أن أخبر الرب نوحًا أنه سيهلك البشرية كلها، طلب منه أن يصنع فلكًا لخلاص بيته. "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ" (عبرانيين 7:11). عرف نوح أن الفلك الذي بناه لخلاص بيته هو رمز ليسوع المسيح المزمع أن يأتي، وأنه بدخوله وأفراد أسرته إلى الفلك سينجو تمامًا من الطوفان الذي يعلن غضب الله على فجور الناس. لقد أدرك نوح أن الإنسان تعظم قيمته حين يؤمن بالرب يسوع المسيح، ويصير فيه، ويتطهر، ويحتمي بدمه، وهذا ما قاله بولس الرسول: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ" (رومية 1:5)، وما قاله أيضًا بطرس الرسول: "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ" (1بطرس 18:1-20). الإنسان المحتمي والمفدي بدم المسيح عظيم القيمة، وقيمته العظيمة ليست في ذاته بل في الثمن الذي دفعه الله لشرائه، وهو دم ابنه يسوع المسيح. لقد أغرق الله بالطوفان العالم القديم... ولكنه حفظ نوحًا وبيته من الهلاك داخل الفلك. ونفس المشهد تكرر بصورة أخرى في أرض مصر بعد ذلك بزمن طويل حين قال الرب لموسى: "وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ" (خروج 13:12). لم تكن هناك قيمة لأبكار المصريين... كانوا كنقطة من دلو، وكغبار الميزان... أما أبكار إسرائيل الذين احتموا بدم الخروف المذبوح فكانت قيمتهم عظيمة كما قال داود النبي: "وَتَجْعَلُ لِي تُرْسَ خَلاَصِكَ وَيَمِينُكَ تَعْضُدُنِي، وَلُطْفُكَ يُعَظِّمُنِي" (مزمور 35:18). فلطف الله الذي ظهر في صليب المسيح يعظّم الذين يؤمنون إيمانًا قلبيًا بالمسيح وقيمتهم تُقاس بالثمن العظيم الذي دُفع لنجاتهم. وقبل أن أختم هذه الرسالة لا بد أن أقول، إن قيمة المؤمن المولود ثانية المفدي بدم المسيح تحميه من دينونة الله، لكنها لا تحميه من آلام الحياة... فهناك آلام يجب أن يجتازها المؤمن كما يقول بطرس الرسول: "الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ­ إِنْ كَانَ يَجِبُ ­ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ" (1بطرس 6:1). وعندما سأل المسيح بطرس قائلاً: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟... فَقَالَ لَهُ: يَارَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ... (فقال له يسوع) اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ أَكْثَرَ حَدَاثَةً كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ. وَلكِنْ مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ، وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاءُ. قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُمَجِّدَ اللهَ بِهَا". فرغم حب بطرس للمسيح لم يحمه هذا الحب من أن يموت شهيدًا. ولكن الآلام التي يمر بها المؤمن تزيد أمجاده في الأبدية كما يقول بولس الرسول: "فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا" (رومية 18:8). فيا قارئي الكريم، هل أنت بلا قيمة مهما عظمت مؤهلاتك وازدادت ثروتك؟ أم أنت في المسيح تُغنّي مع داود قائلاً للرب: "وتجعل لي ترس خلاصك... ولطفك يعظّمني".

المجموعة: تشرين الأول October 2011

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

90 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10557050