Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الثاني November 2012

القس عصام العطاللهلقد بلغ تعداد سكان الأرض في عام 2011 سبعة مليارات نسمة، والسؤال المطروح هو:
ما مصير مليارات البشر الذين لم يسمعوا بالمسيح، هل يعقل أن يهلكوا جميعًا في جهنم؟
إن جواب هذا السؤال يكمن في معرفة أساس دينونة الله وهو: أولاً: عدالة الله؛ وثانيًا: الموقف من إعلان الله

أولاً: عدالة الله

يقدم الكتاب المقدس أدلة واضحة تفيد بأن الله قاض عادل، وهو قادر أن يحكم بالعدل لأنه مطلق الصفات والكمالات، "الله قاض عادل وإله يسخط في كل يوم" (مزمور 11:7).  فهو وحده عادل لأنه وحده الخالق كلي العلم والوجود والقدرة، أي لديه كل المعطيات والحيثيات والتفاصيل الدقيقة عن كل الخليقة لكي يبت في قضية الجنس البشري، فهو واضع القوانين الأخلاقية وهو ذو سلطان على تطبيقها ومعاقبة من يخالفها. "العدل والحق قاعدة كرسيك. الرحمة والأمانة تتقدمان أمام وجهك" (مزمور 14:89).

ثانيًا: الموقف من إعلان الله

منذ سقوط الإنسان في الخطيئة لا يزال الله يسعى لاستعادته إليه والتواصل معه بشتى الطرق، فهو يخاطبه
- عبر عناصر الطبيعة من كواكب ومجرات: "السماء تحدّث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه" (مزمور 1:19).
- وعبر الصوت الداخلي، تبكيت الضمير (رومية 15:2).
- وعبر الوحي المكتوب الكتاب المقدس. وهكذا لم يترك الله نفسه بلا شاهد في كل العصور.
إن بصمات الله  تدل عليه في كل مكان من الخليقة، ولا يوجد عذر ولا حجة لأي إنسان بعدم المعرفة. القضية الأساسية في دينونة الله ليست مقدار المعرفة، بل الموقف الأخلاقي من إعلان الله. هل يتجاوب الإنسان مع صوت الله ويتعرّف عليه وينال حياة أبدية أم يرفض الإصغاء لصوت الله ويهلك في خطاياه؟ يقول الملك سليمان أن الله جعل الأبدية في قلب الإنسان (جامعة 11:3)، بمعنى أنه وضع فضولاً في داخلنا لمعرفة المستقبل والتوق للأبدية. ففي داخل كل إنسان إحساس فطري بالأبدية، وهي معرفة مبدئية ليست كاملة ولكنها كافية لإيجاد الله.
يصنّف بولس الرسول في رومية 19:1 و1:2 الجنس البشري البعيد عن الله في فئتين: الأمم واليهود. الأمم لديهم معرفة الله من وحي الطبيعة والضمير، واليهود لديهم وحي الله المكتوب في التوراة، ولكن كلاهما رفضا الاصغاء لصوت الله والتوبة فاستحقا دينونة الله العادلة، حيث لا فرق ولا محاباة عند الله: "لكي يستد كل فم ويصير العالم تحت قصاص من الله" (رومية 19:3).
إن الله يبحث عن الإنسان وما زال صوته  ينادي: "أين أنت؟" (تكوين 9:3). يقول النبي داود بأن "الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق" (مزمور 18:145). وفي حديث الرسول بولس إلى أهل أثينا الوثنيين، يخبرهم بأن الإله الحقيقي قد خلق البشر من دم واحد وحدد مكان وجودهم  حتى يعرفوه، "لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمّسونه فيجدوه مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيدًا" (أعمال 27:17). هنا يؤكد الرسول بولس رغبة الله بالتقرب من البشر وينتظر تجاوبهم. الله قريب من كل البشر في كل العصور ولا يسر بموتهم وهلاكهم في خطاياهم بل بأن يتوبوا ويخلصوا. "هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب. ألا برجوعه عن طريقه فيحيا؟" (حزقيال 23:18). وما زالت هناك فئة قليلة من كل الخلفيات، والأعراق، والمجتمعات، والأديان تسعى بإخلاص لمعرفة الإله الحقيقي، ويمكن تسمية تلك الفئة: بالباحثين عن الحق. وتثبت الاختبارات أن كل شخص مخلص في بحثه عن الحق سوف يجده أخيرًا، والأمثلة كثيرة...
ففي أعمال 1:10 نجد شخصًا وثنيًا تقيًا يدعى كرنيليوس، كان يبحث عن الله بإخلاص ويحاول الوصول إليه بحسب ما يملكه من نور. لكن الحقيقة هي أن الله هو من كان يبحث عنه إذ أرسل ملاكه وأخبره بأن خطوته الأولى جيدة ولكنها غير كافية، ثم أرشده إلى سماع رسالة الإنجيل كاملة على فم بطرس في أعمال 44:10، والنتيجة هي أن آمن كرنيليوس وجماعته وحلّ عليهم الروح القدس.
وهناك أمثلة شاخصة أمام أعيننا، فمن السبعة مليارات نسمة – وهي تعداد سكان الأرض - يوجد حوالي مليارين ونصف ينتمون إلى خلفية مسيحية، وأكثر من 1،5 مليار مسلم، وحوالي مليار بوذي وما يقارب مليار هندوسي ومئات الملايين من القبائل البدائية والمجموعات العرقية والملحدين.
والسؤال: كم من أتباع الخلفية المسيحية الذين ولدوا في جو مسيحي ولديهم كتاب مقدس وكنائس مفتوحة وحرية دينية هم مسيحيون حقيقيون؟
الجواب: هم أقلية.
في المقابل، نجد ملايين من الخلفيات الأخرى يقبلون إلى معرفة المسيح رغم أنهم محرومون من قراءة الإنجيل. لماذا؟ لأنهم يتقون الله ويبحثون عن الحق وقد وصلوا إليه، وهذا يطابق قول الرب يسوع المسيح لليهود: "وأقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات. وأما بنو الملكوت فيُطرحون إلى الظلمة الخارجية" (متى 11:8).
والنتيجة هي أنه ليس هناك عذر لأي إنسان أمام الله، لأن الله قدوس وبار وعادل في أحكامه. وقد أعلن نفسه لكل البشر في كل العصور، فمن يتجاوب مع إعلانه ويؤمن به يخلص، ومن يرفض التجاوب يدان ويهلك.

المجموعة: تشرين الثاني November 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

129 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11576770