Voice of Preaching the Gospel

vopg

أذار March 2013

الدكتور ناجي منصور"وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (1يوحنا 3:1).
لا يختلف كثيرًا مفهوم الشركة في الكتاب المقدس عن مفهومها العام. فالكلمة تعني اتحادًا أو اتفاقًا بين اثنين أو أكثر على تحقيق هدف مشترك أو مصلحة مشتركة. ولكي ينجح هذا الاتحاد يجب أن تتوافر في الشركاء ثلاثة عوامل: الوحدة في الهدف، والتوافق في الفكر والأسلوب، والتكافؤ في القدرة والصفات.
من الممكن أن يتفق الإنسان مع الله في الهدف. فالله "يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تيموثاوس 4:2). وبالنسبة إلى توافقنا مع الله في الفكر، فالله يقول: "لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب. لأنه كما علت السماوات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" (إشعياء 8:55–9). هكذا الحال أيضًا بالنسبة للتكافؤ بيننا وبين الله، فالحقيقة هي أنه ليس هناك أوجه مقارنة بين قداسة الله وعدم قداسة الإنسان. وهذا يسوقنا إلى استحالة قيام شركة بيننا وبين الله، إذ ليس هناك شركة بين البر والإثم أو بين الظلمة والنور، "لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟" (2كورنثوس 14:6). ويذكر الكتاب "أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة" (1يوحنا 5:1). وعن طهارة الله يقول النبي حبقوق: "عيناك أطهر من أن تنظرا الشر ولا تستطيع النظر إلى الجور" (حبقوق 13:1). إذن ما هو الحل؟ وما هو الطريق للشركة مع الرب؟
وبالرغم من هذا التباين الواضح بيننا وبين الله، إلا أن الكتاب يقول صريحًا بأن قدرة الله "الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" (2بطرس 3:1-4). وهذا يعني أن الله القدير قد وهب لنا كل ما هو ضروري للتقوى والحياة معه وذلك عن طريق معرفتنا بالرب يسوع المسيح. فالمسيح هو الذي دعانا عن طريق مجده [بوجوده الآن في السماء عن يمين العرش كشفيع ورئيس كهنة لنا]، وعن طريق فضيلته [أي ما صنعه هنا على الأرض من فضائل وعلى رأسها تقديم نفسه ذبيحة]، فهو "الذي أحبنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه" (رؤيا 5:1). إن هذا المجد وهذه الفضيلة لم يقتصرا على تقديم الدعوة لنا، بل صار لنا بهما مواعيد عظمى وثمينة لكي نصير بها شركاء الطبيعة الالهية. فمع كوننا ظلمة لا يجوز لنا أن نتمتع بالشركة مع الله، إلا أنه هناك دم المسيح الذي يطهرنا من كل خطية، "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يوحنا 7:1)، ويخرجنا إلى النور، "لأنكم كنتم قبلا ظلمة وأما الآن فنور في الرب" (أفسس 8:5). وبانتقالنا إلى النور أصبحنا مؤهلين للشركة أيضًا في الميراث مع باقى القديسين. يقول الرسول بولس: "شاكرين الآب الذي أهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته" (كولوسي 12:1–14).
ولكن الآن، إذ قد تأهلنا للشركة مع الرب، علينا أن نسلك في النور برفقة الله وحضوره، إذ هو يسكن فينا بروحه القدوس، والمسيح نفسه يحل في قلوبنا بالإيمان! هذا هو معنى السلوك في النور: "ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية"(1يوحنا 7:1). فنحن قد نخطئ، ولكن لوجودنا في النور فإنه يكشف كل شيء ويظهر تعدياتنا ويعيدنا سريعًا إلى حضن الله. هذا المفهوم للسير في النور يعتبر عكس ما كنا نعتقده في فهم هذه الآية، فنحن كنا نخلط بين السلوك حسب النور والسلوك في النور، والمسألة هنا ليست كيف نسلك ولكن أين نسلك؟ إذن النور هو المكان العام لوجود كل مؤمن في المسيح يسوع. ووجودنا مقيمين ومقدسين في دائرة النور ليس ادعاء أو ضربًا من الكبرياء، لأن ذلك ليس بسبب برٍّ فينا نحن بل نتيجة لبره هو. يقول الكتاب: "فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عبرانيين 10:10).

ما هو دور المؤمن في حياة الشركة؟

صحيح أن الله قد أهّلنا للشركة معه، إذ طهرنا بدم ابنه وقدسنا فيه، إنما ذلك لا ينفي أن للمؤمن دورًا هامًا ومؤثرًا في الثبات والمحافظة على هذه الشركة، فعلينا:

  • ألا نسلك في الظلمة، "إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق" (1يوحنا 6:1).
  • أن نحفظ وصاياه. "وأما من حفظ كلمته فحقًا في هذا قد تكمّلت محبة الله. بهذا نعرف أننا فيه: من قال أنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضًا" (1يوحنا 5:2–6)، أي نسلك كالمسيح.
  • أن نعترف بخطايانا ونثق بغفران الرب وشفاعته. "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" (1يوحنا 1:2-2).
  • أن نحب الإخوة. "من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة" (1يوحنا 9:2).
  • ألا نحب العالم. "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب" (1يوحنا 15:2).
  • أن يدرك بأن له مسحة الروح القدس.

على كل مؤمن حقيقي جاء إلى المسيح أن يثق ويقر بأن له مسحة الروح القدس. هذه المسحة القادرة على منحه كل القوة، "وأما أنتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبا. كما علَّمَتْكم تثبتون فيه" (1يوحنا 27:2).

المجموعة: أذار March 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

171 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578482