Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الثاني November 2013

NagyMansourيذكر الكتاب المقدس أن عقوبة الخطية هي موت، "لأن أجرة الخطية هي موت" (رومية 23:6)، ويذكر أيضًا أننا كمسيحيين حقيقيين قد تبررنا من كل خطايانا: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5)، فأصبحنا "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رومية 24:3)؛ وليس هذا فقط بل: "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رومية 1:8).
فكيف يكون ذلك؟
وكيف نتبرر ونحن خطاة؟
قبل أن نسترسل في هذا الأمر، دعونا نعرف أولاً ما المقصود بالبر والتبرير؟
وما الفرق بين التبرير والتبرئة؟
أو كيف أن المسيح بررنا ولم يبرئنا؟
البر، هو الصلاح والعدل والاستقامة في الحياة بدون تعدٍّ على وصايا الله.
والتبرئة، هي إعلان براءة شخصٍ مما نُسبت إليه أخطاء لم يفعلها.
أما التبرير، فهو إعلان براءة شخص ما من كل ما ارتكبه من جرم. إذن هو تبرئة له، وبتبريره يعتبر بارًا رغم كونه مجرمًا!

فما دام هناك حكم يستوجب الموت، على من سينفذ؟

هناك جرم تعدٍ على الله، والمجرم لم ينل بعد عقابه الذي يستحقه، وعدل الله يستوجب العقاب بدون استثناء، فعلى من إذن سيقع عقاب هذا المجرم؟
لا بد من وجود بديل آخر يحمل عنه عقاب جرائمه، فيقع عليه الحكم الصادر، ويصبح هو النائب والبديل عنه؛ أي يتبادلان المواقع، فيصير هو لعنة، بينما يكتسب ذلك الشخص المذنب صفة البراءة التي كانت للذي فداه فيصبح بارًا.
هذا بالضبط ما فعله الرب يسوع المسيح - له كل المجد - معنا إذ أخذ عنا خطايانا، ومات على الصليب، "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من عُلق على خشبة" (غلاطية 13:3)، وأعطانا بره الكامل لنصير أبرارًا أمام الله. "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه" (2كورنثوس 21:5). لقد أعطانا بره هو كرداء يسترنا به، فنظهر أمام الآب مستورين ببره هو؛ بر المسيح! هذا ما عّبر عنه إشعياء حين قال: "فرحًا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر، مثل عريس يتزين بعمامة، ومثل عروس تتزين بحليها" (إشعياء 10:61). ولباس العرس هو الذي تكلم عنه الرب يسوع المسيح عندما ذكر المثل عن عرس ابن الملك، الذي فيه سأل الملك الشخص الذي لم يكن عليه لباس العرس: "يا صاحب، كيف دخلت إلى هنا وليس عليك لباس العرس؟ فسكت" (متى 12:22)، ونتيجة لعدم ارتدائه لباس العرس أمر الملك بأن يُربط من رجليه ويديه ويُطرح في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. يا للعجب! فكم من خير صنعت هاتان اليدان وهاتان الرجلان؟ وكم من جهدٍ بذل لكي يصل إلى العرس؟ مع أنه لم يفعل كما فعل غيره من المدعوين الذين رفضوا الحضور، ومنهم من شتم عبيد الملك وقتلوهم. لكن صاحبنا هذا، وعلى الرغم من أنه لم يرتكب أيًا من هذه الأفعال المشينة، بل بذل الجهد ساعيًا لهذه الشركة إذ جاء وحضر العرس – مع أن حضور العرس هنا يعني الشركة مع الله والوجود في محضره – إلا أن الملك لم يقبل وجوده لأنه لم يرتدِ ثوب العرس، أي ثوب البر الذي يهبه الملك للمدعوين.

ما هو ثوب العرس؟ وكيف نحصل عليه حتى لا نطرد من محضر الرب؟

إن ثوب العرس هذا هو نفسه ثوب الخلاص الذي تكلم عنه النبي إشعياء قائلاً: "فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ" (إشعياء 10:61).
منذ بدء الخليقة، عندما أخطأ آدم وحواء، فقدا برهما المخلوقين عليه (إذ خلقهما الله على صورته) وأحسا بعرييهما. وحين سأله الله أين هو أجاب: "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت" (تكوين 10:3). لقد عرّته الخطية وأخجلته! ثم نجده مع حواء يحاولان عبثًا أن يغطيا نفسيهما بأوراق شجرة التين، فلم يستطعا أن يستترا أمام الله. في هذا إشارة إلى قصور الإنسان وأعماله – مهما كانت صالحة – عن تغطية ذنوبه وتبريره أمام خالقه. لذلك يوضح الكتاب المقدس أن الرب الإله صنع "لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما" (تكوين 21:3).  وكان هذا رمزًا إلى ثوب البر الذي سيغطي الله به عري الإنسان، ويشير إليه الوحي الإلهي في سفر الرؤيا بوضوح حين قال:  "أشير عليك أن تشتري مني... ثيابًا بيضًا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك" (رؤيا 18:3).

ولكن، كيف يتبرر الإنسان؟

يذكر الكتاب آيات مختلفة تتحدث كلها عن خطة الله المباركة لتبرير الإنسان. لكن المشكلة أنه عند قراءة هذه الآيات يتبين للقارئ لأول وهلة أنه هناك ثمة تعارض في الأفكار. فهناك آية تحدثنا عن التبرير أنه بالنعمة، وأخرى تقول أنه بدم المسيح، وغيرها تقول أنه بالإيمان، وأخرى تقول أنه بقيامة المسيح من الأموات.
ما هو العنصر الفعال في تبرير الإنسان؟
أهو بالنعمة، أو بالدم، أو بالقيامة، أو بالإيمان؟
في الواقع، ليس هناك تعارض في أي من العناصر السالفة الذكر، وهي كلها كلمات اختارها الوحي الإلهي بدقة شديدة لكى يشرح لنا منظومة التبرير الإلهي وكيف تتم مجتمعة. ولكن كلٌ في مكانه له دور مهم في هذه الخطة المباركة، خطة الله لتبرير الإنسان وخلاصه، ونقله من كونه مجرمًا في حق الله إلى بار لم يرتكب إثمًا.

العامل الأول: دم المسيح


"فبالأولى كثيرًا ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب" (رومية 9:5). من كلمات هذه الآية نتبيّن أن دم المسيح هو العامل الأساسي في طريق الغفران، وهذا صحيح لأنه هناك آية تقول لنا: "وكل شيء تقريبًا يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 22:9)، ودم المسيح هنا هو الثمن المدفوع لأجل تبريرنا.

العامل الثاني: إيماننا


تقول الآية: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5). تشير هذه الآية إلى أن التبرير قد تم بالإيمان، وهو كلام صحيح أيضًا. فإذا كان دم المسيح هو الثمن المدفوع في خطة التبرير، فإن إيماننا بهذا العمل هو الدور المطلوب منا للقيام به في هذه الخطة. فالعمل بجملته هو للرب يسوع المسيح، والتبرير هو نتيجة الثمن المدفوع فيه  دم مخلصنا يسوع، ودوري أنا هو أن أعترف بفمي وأؤمن بقلبي بهذا العمل الفريد الذي صُنع من أجلي. "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت. لأن القلب يؤمَن به للبر، والفم يُعترف به للخلاص. لأن الكتاب يقول: كل من يؤمن به لا يُخزى" (رومية 9:10-11).

العامل الثالث: النعمة


والآية تقول: "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (أفسس 5:2). هنا يأتي  دور النعمة في خطة الله الخلاصية. فالنعمة هي السبب لقيام الرب يسوع بهذا العمل الفريد من أجلنا، فنحن لا نستحق ذلك، فلأجل النعمة أُعطي لنا الخلاص مجانًا.

العامل الرابع: قيامة المسيح


"الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رومية 25:4).
قد يحكم الله ببراءة الإنسان الذي آمن بموت المسيح وعمله الكفاري على الصليب، ويكون هذا على حساب عمل النعمة، وثمنه المدفوع هو دم المسيح. ولكن، يأتي دور القيامة الذي هو بمثابة يوم النطق بالحكم. ففي القيامة من الأموات يعلن المسيح أنه هو الله الذي أقام نفسه من بين الأموات، ولم يسبقه أحد من قبل في عمل مثل هذا، فبهذا يعلن ويبرهن أنه قادر أيضًا على إقامتنا نحن أيضًا من تحت حكم الموت.
إن تبريرنا أمام الله قد تم بثمن مدفوع هو دم المسيح، وبإيماننا بهذا الثمن، وأُعطي لنا مجانًا بالنعمة، وأُعلن عنه يوم قيامة المسيح من الموت.

المجموعة: تشرين الثاني November 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

114 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10473085