Voice of Preaching the Gospel

vopg

تشرين الثاني November 2013

Anwar Wadieإن أردت أن تحصل على فرح حقيقي، يجب أن تطلبه من مصدره وهو الرب، وتأكد أنك إن استبعدت الرب من حياتك فعبثًا تطلب الفرح.
ومع أنه لا يوجد هنا على الأرض شيء يمكن أن يعطي فرحًا مستمرًا، إلا أن الناس، بكل أسف، بطيئو القلوب في تعلمه. فمن يطلب فرحًا حقيقيًا من أمور الحياة الحاضرة لا بد أن يخيب،  لأنها مظهر عابر لا بد وأن يزول سريعًا. وما ينتج عن هذه الأمور من مسرة قليلة سرعان ما يزول. فالأصحاح الثالث من رسالة فيلبي يبدأ بالعبارة: "أخيرًا يا إخوتي افرحوا في الرب". والرسول بولس عندما كتب هذه الكلمات كان سجينًا مقيد الحرية، وكانت ظروفه تحنيه، لكن قلبه كان مليئًا بالفرح. وكتب لنا مخبرًا إيانا عن المكان الذي فيه نجد هذا الفرح؛ ليس في الظروف بل في الرب وحده، الذي فيه كل ما نرجو وأكثر، وهو للنعماء مصدر.
إن سيدنا هو فوق كل الظروف! هو ابن الله الأزلي، خالق كل الأشياء وحامل لها جميعًا. "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يوحنا 3:1)، ومكتوب عنه: "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عبرانيين 3:1). لقد دُفع إليه كل شيء، ليس كالابن الأزلي بل كالإنسان أيضًا، "كل شيء قد دُفع إليّ من أبي" (متى 27:11)، وأيضًا "دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (متى 18:28). إن له قلبًا محبًا وعطوفًا وحنانًا، ليس إلهيًا فقط بل إنسانيًا أيضًا، لأنه جُرّب في كل شيء مثلنا بلا خطية، ولهذا يعرف تجاربنا ومصادر أوجاعنا... لذلك يجب أن نفرح إذ نعلم أن كل ما يخصنا هو في يديه.

لماذا لا يفرح في الرب سوى قليلين؟

لأن الكثيرين منا لا يريدون أن يعمل الرب ما يحسن في عينيه هو، رغم علمهم أنه يستطيع تنفيذ ما يريده، لكنهم يريدون من الرب أن ينفذ لا مشيئته هو بل إرادتهم هم، وهنا يكمن التعب والألم! فلماذا لا نترك الرب يتصرف كما يريد؟ رغم أننا نعلم أن حكمته غير محدودة، ومحبته لا حدّ لها، ولا نعلم ماذا سيلده الغد، لكن مستقبل حياتنا مكشوف أمامه كسفر مفتوح، ولا يوجد سر في المستقبل إلا ويعلمه. فمن مثله يتولّى أمورنا بمهارة لا تخطئ البتة؟! ونحن بدونه لا نستطيع أن نفعل شيئًا! تأمل في محبته وعظمته... هل توجد بركة أعظم من أن يدير الرب نفسه كل حياتنا وأعمالنا؟ لندعه يرسم لنا خط سيرنا في هذه الحياة. كثيرون من المؤمنين محرومون من الفرح الحقيقي لأنهم لم يسلموا زمام أمورهم للرب تسليمًا كليًا. فعوضًا عن أن يملأ السلام قلوبهم تملؤها كثرة المشغوليات والمخاوف. ينظرون إلى ما حولهم حاضرًا ومستقبلاً، وإذا كل شيء يبعث على القلق ويتحوّل نظرهم عن السيد الذي أحبهم ومات لأجلهم، لا بل وقام وكل القوات مخضعة له، وهو سيد العالمين! فيتحوّل نظرهم عن الرب العظيم ويحرمون أنفسهم من الطمأنينة والفرح، ذلك لأنهم يريدون تنفيذ مشيئتهم الخاصة. فهم يصلّون من أجل تنفيذ أشياء يريدونها هم لا أشياء يريدها الرب، بل تتنازع داخلهم رغبات وأغراض مختلفة، بدلاً من الرجوع للرب والطلب منه أن يخليهم من كل رغبة لا يريدها الرب ويملأهم بكل ما يؤول لمجد اسمه.
أليس محزنًا أنّ من يصبح وارثًا للمجد وابنًا لله الأزلي تكثر شكواه وقلقه ومخاوفه، ويكون في حالة يرثى لها؟ بينما كان يجب أن يمتلئ بالفرح في الرب لو أنه سلم نفسه وحياته له. فالمؤمن، من امتيازه أن يرفع قلبه إلى ذلك المجد الأسنى حيث يجلس سيده، الذي في يده كل سلطان، ويمتلئ قلبه بالفرح في شخصه المبارك.
أيها المتعب والحزين، ألقِ على الرب همك، وضع حدًا لنشاط إرادتك الذاتية، وأخضع ذاتك بالكلية للسيد الحكيم فتحصل على الفرح بكيفية لم يسبق لك اختبارها من قبل.
في رؤيا 9:1، نفي الرسول يوحنا إلى جزيرة بطمس لا لذنب اقترفه بل من أجل أمانته في الشهادة للرب، فكان نفيه أشد إيلامًا لنفسه بسبب الظلم الواقع عليه، لكن الرب تكلم معه: "أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ يَقُولُ الرَّبُّ... الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (رؤيا 8:1). وهكذا يعلن لعبده أن لا يهتم بشيء، لأنه فوق كل شيء: "فاترك أمرك لي...". ثم يستمر معه ليريه المستقبل، وفي النهاية يريه سماء جديدة وأرضًا جديدة حيث "سيمسح الله كل دمعة... والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد..." (رؤيا 4:21 و7).
ثم يُظهر الرب نفسه كابن الإنسان يسوع، الذي كان هنا، ووجهه يسطع كالشمس وهي تضيء في قوتها. "فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ... إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ... وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ" (رؤيا 17:1-18). نعم، له المفاتيح وكأنه يعلن ليوحنا أن لا يضطرب. فله مفاتيح كل شيء!
لا تخف. أنا معك! فأنا الحي، ولأني أحبك مت لأجلك، لكني حي إلى الأبد! أنا الأول والآخر. أترك أمرك بين يدي.
هل نعرف نحن أيضًا ما قال الرب ليوحنا، حتى نستريح على صدق وعده؟
عندما نُفي يوحنا إلى جزيرة بطمس بدت آماله وكأنها قد تبددت. ولكن، كان للرب خطة أفضل... أراد أن يعلن له المستقبل ويريه أنه بالرغم من كل قوة الشيطان، وفساد الإنسان، ففي النهاية سيعود منتصرًا غالبًا وجميع مفدييه معه (رؤيا 11:19-21).
أيها المؤمن العزيز المجرب والمتألم، إن للرب غرضًا ساميًا لك، وهو أن تكون معه في بهاء ذلك المجد الأبدي. ارفع عينيك، وانظر إلى ذلك المجد القريب، الذي سيكون لك فيه نصيبًا مباركًا. دع هذا الرجاء يثلج صدرك ويبهج قلبك، ويسطع بنوره على طريقك في هذه الحياة. إنه الحي الذي مات لأجلك. إنه الأول والآخر، فهل تستطيع أن تعتمد عليه؟ إنك تسير في البرية الآن، لكنه قال: "لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ" (عبرانيين 5:13). نعم، "إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي" (مزمور 4:23).
إنه الشخص المبارك الحي الذي وعد أن يسير معك في برية هذا العالم. هل تتكل عليه من كل قلبك؟ هل تفرح فيه؟

المجموعة: تشرين الثاني November 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

547 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577787