Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول December 2013

Anis Bahnam"مشتهى كل الأمم" (حجي 7:2)، "عليه سيكون رجاء الأمم" (رومية 12:15). هذا الشخص الفريد هو موضوعنا في هذا المقال، وهو موضوع الكتاب المقدس كله، فهو بلا شك محور مقاصد الله.
وما أعظم هذه المقاصد الإلهية، وما أجمل التأمل فيها. تعجب الرسول بولس إزاءها وكتب بوحي إلهي قائلاً: "يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!  لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟. لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ" (رومية 33:11-36).
في البدء خلق الله السماوات والأرض (تكوين 1:1). "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته" (عدد 26-27). وأحاطه الله بكل وسائل الراحة والسعادة، وأعطاه وصية كما أعطاه حرية الاختيار. ولكن الإنسان أصغى لصوت الشيطان فسقط في الخطيئة. "بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم، وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" (رومية 12:5). ولكن خبث الشيطان، وضعف وجهل الإنسان لا يمكن أن يبطل خطة الله. فبمجرد أن أخطأ الإنسان واستحق الهلاك الأبدي، وبدا وكأن الشيطان قد انتصر، جاء الوعد الإلهي عن نسل المرأة الذي سيسحق رأس الحية التي هي إبليس والشيطان (انظر تكوين 14:3-15؛ ورؤيا 9:12). بعد ذلك تكاثر الجنس البشري "ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض... فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته... وأما نوح فوجد نعمة في عينّي الرب" (تكوين 5:6-8). فأرسل الرب الطوفان على الأرض. وبعد الطوفان تكاثر الجنس البشري مرة أخرى، وجاءت عبادة الأوثان. ولكن مقاصد الله لا بد أن تتم وذلك بواسطة نسل المرأة الموعود به. فاختار الله إبراهيم وباركه، ووعده قائلاً: "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 8:22). "لا يقول: ‘وفي الأنسال’ كأنه عن كثيرين، بل كأنه عن واحد ‘وفي نسلك’ الذي هو المسيح" (غلاطية 16:3). وتكلم الأنبياء منذ ذلك الوقت إلى نهاية العهد القديم عن هذا الشخص الفريد الذي سيكون عليه رجاء الأمم.
تنبأ إشعياء عن ولادته من العذراء فقال: "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل" (إشعياء 14:7). وعمانوئيل معناها "الله معنا". وقال إشعياء أيضًا: "لأنه يولد لنا ولد، ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه. ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام" (إشعياء 6:9). وتنبأ ميخا عن مكان ولادته فقال: "أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ" (ميخا 2:5). وهناك مئات النبوءات التي جاءت عنه في العهد القديم، اقتبسنا منها القليل. ومن هذا القليل نتعلم أنه هو "الله معنا"، وأنه "أزليّ وأبديّ"، وأنه "الإله القدير". وهذه الحقائق موضحة في العهد الجديد، إذ نتعلم أنه الله المتجسد. "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد" (1تيموثاوس 16:3). وأنه كلمة الله الذي به كل شيء كان "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يوحنا 1:1-3). وأيضًا "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقًا... ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا ونعمة فوق نعمة" (يوحنا 14:1، 16). قال لليهود: "الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن" (يوحنا 58:8).
أما أن اسمه يدعى "عجيبًا" فهو موضوع يحلو للمؤمن أن يتأمل فيه. فهو عجيب في ولادته، وعجيب في حياته، حياة القداسة المطلقة، وشاء الله أن تشهد بذلك حتى الأرواح النجسة التي كان يطردها بكلمة منه، وفي القرون التي جاءت بعده شهد له الكثيرون من الذين لم يعرفوه مخلصًا شخصيًا. قال الزعيم الهندي غاندي: لو أن المسيحيين أطاعوا تعاليمه لما كانت هناك ديانة أخرى في هذا العالم. وقال مؤسس ديانة أخرى أن كل مولود من امرأة أصابه الشيطان بسهمه ما عدا المولود من العذراء مريم. ونحن تكفينا شهادة الآب عنه، إذ قال: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (متى 17:3). ولا يسعنا المجال أن نتكلم عن معجزاته الكثيرة التي "إن كُتبت واحدة واحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (يوحنا 25:21).
والآن نرجع مرة أخرى إلى العهد القديم عهد النبوات: فنجد أن النبوءات ازدادت جدًا من القرن الثامن إلى القرن الخامس قبل الميلاد، أي من أيام إشعياء النبي إلى أيام ملاخي. ثم جاءت فترة صمت. فهل تبطّل الوعد بمجيء المخلص الموعود الذي يسحق رأس الشيطان؟ ألن يحقق الله وعده بمجيء مشتهى كل الأمم، الذي يكون عليه رجاء الأمم؟ لقد بطلت شهادة الشعب الذي جاء من نسل إبراهيم، والذي بنى الهيكل، وفيه تابوت الشهادة. للأسف، يخبرنا النبي حزقيال أن مجد الرب ترك هيكل الرب، وبعد ذلك لا نسمع عن مجد الرب على هذه الأرض لمدة حوالي 600 سنة. "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت الناموس" (غلاطية 4:4). ولما وُلد يسوع في بيت لحم "كان في تلك الكورة رعاة متبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفًا عظيمًا، فقال لهم الملاك: لا تخافوا. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مقمّطًا مضجعًا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لوقا 8:2-14). لقد جاء المخلص الموعود، نسل المرأة، رئيس السلام! "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" (يوحنا 11:1). قالوا: "لا نريد أن هذا يملك علينا" (لوقا 14:19). "ليس لنا ملك إلا قيصر" (يوحنا 15:19). وصرخوا قائلين: "اصلبه. اصلبه" (عدد 6). فأسلمه بيلاطس لإرادتهم، فصلبوه بأيدٍ أثمة. فهل بطل الوعد؟ مستحيل! أقامه الله من الأموات وأجلسه عن يمينه فوق كل رياسة وسلطان (أفسس 20:1-21).
ولما ارتفع إلى السماء، وكان التلاميذ يشخصون إلى السماء "وإذا رجلان وقفا بهم بلباس أبيض وقالا: أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء".
(أعمال 10:1-11)
وإذ نأتي إلى آخر سفر في الكتاب المقدس، سفر الرؤيا فهو يخبرنا عن مجيء المسيح الثاني، والحوادث التي تسبق ذلك. فبعد أن أخبرنا عن انسكاب غضب الله على هذه الأرض من أصحاح 6 إلى 18، رأى يوحنا السماء مفتوحة "وإذا فرس أبيض والجالس عليه يُدعى أمينًا وصادقًا... ويُدعى اسمه كلمة الله... وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب" (يوحنا 11:19-16).
ورأى يوحنا أيضًا ملاكًا نازلاً من السماء "فقبض على التنين، الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان وقيّده ألف سنة، وطرحه في الهاوية، وأغلق عليه وختم عليه لكي لا يضلّ الأمم" (رؤيا 2:20-3). ولا ينتهي الأمر عند ذلك، بل يقول بعد ذلك: "وإبليس الذي كان يضلّهم طُرح في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الكذاب، وسيُعذّبون نهارًا وليلاً إلى أبد الآبدين" (رؤيا 10:20). عندئذ تتم الكلمة المكتوبة أن نسل المرأة يسحق رأس الحية. يسوع المسيح الذي يحتفل الكثيرون في هذا الوقت بولادته من العذراء، الذي لم يكن له مكان في المنزل، فوضعته أمه في مذود، جاء لفداء الإنسان! "وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم. لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممّن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب لمجد الله الآب" (فيلبي 8:2-11).

المجموعة: كانون الأول December 2013

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

106 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10555217