كانون الأول December 2013
"لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهر أمام كرسي المسيح" (1كورنثوس 10:5).
كنا نتوقع أن يكون الآب هو الديان، فهو الذي أخطأ إليه الإنسان، لكننا نجده قد أعطى كل الدينونة للابن: "لأن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن" (يوحنا 22:5).
وكرسي المسيح يشير إلى مجلس سينعقد ثلاث مرات:
أولاً: لمحاسبة المؤمنين ومكافأتهم بالأكاليل على أعمالهم الصالحة، التي سيحرم منها كل مؤمن ليس له رصيد من الأعمال الصالحة.
ثانيًا: للفصل بين الخراف والجداء، بين من آمن في فترة الضيقة ومن لم يؤمن.
ثالثًا: يعقد بعد انقضاء العالم حيث يقام الأموات الأشرار للدينونة حيث يُطرحون في النار (مع الملاحظة أن الأموات من المؤمنين قد قاموا من قبل وقت الاختطاف).
أولاً: لمحاسبة المؤمنين بعد الاختطاف
ستكون الوقفة الأولى أمام كرسي المسيح، وهي للمؤمنين الحقيقيين فقط، وستكون في السماء، وستعقد بعد الاختطاف وقبيل ظهور الرب بالمجد، أي بعد أن يخطف الجميع إلى بيت الآب حيث نمكث فيه سبع سنين، ثم يجيء الوقت لكي نُظهر مع المسيح. ولكن قبيل هذا الظهور، سوف نقف أمام كرسي المسيح لكي ننال المكافآت، او لنحرم منها، كل على حسب أعماله. "فعمل كل واحد سيصير ظاهرًا لأن اليوم سيبيّنه. لأنه بنار يُستعلن، وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة. إن احترق عمل أحد فسيخسر، وأما هو فسيخلص، ولكن كما بنار" (1كورنثوس 13:3–15).
هذا ما سيحدث للمؤمنين فقط: الحصول على المكافآت أو الحرمان منها. ولكن، ليس عليهم أي دينونة مطلقًا، لأنهم قد غُسلوا بدم المسيح، ودينونتهم قد أخذها هو، والله الآب يراهم فقط في المسيح بدون ذنوب. "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع..." (رومية 1:8). وحتى الذي فشل في أن يحافظ على حياة الشركة مع الرب، بل والذي ليس له أي رصيد من الأعمال الصالحة، لن يدان، ولن يُلقى في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، بل سينقذ ولكن "كما بنار"، كما جاء في اكورنثوس 15:3؛ وهو في هذا الإنقاذ مثاله مثل لوط عندما أخرجه الملاكان من وسط النار في اللحظة الأخيرة من سدوم.
هناك خمسة أنواع من الأكاليل التي ستُعطى للمؤمنين كُلٍّ حسب أعماله، وهذه الأكاليل هي: إكليل البر (2تيموثاوس 8:4)؛ إكليل الحياة (يعقوب 12:1)؛ إكليل الافتخار (1تسالونيكي 19:2)؛ إكليل المجد (1بطرس 4:5)؛ والإكليل الذي لا يفنى (1كورنثوس 25:9).
ثانيا: دينونة الأحياء (الخراف والجداء)
هذه هي المناسبة الثانية التي سيعقد فيها كرسي المسيح، وستكون بعد نهاية سبع سني الضيقة، وهي للفصل بين من تبقّى على الأرض بعد اختطاف الكنيسة: "ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم... ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكته" (متى 31:25–41).
ثالثًا: دينونة العرش العظيم الأبيض
حتى الآن لم نذكر شيئًا عن هؤلاء الذين ماتوا من قبل وهم أشرار، وذلك من بدء الخليقة وحتى نهاية العالم. فهؤلاء سيقومون مرة أخرى، لكن على خلاف المرة الأولى التي قام فيها الأموات من المؤمنين. هي دينونة للأموات من الأشرار فقط غير المؤمنين، حيث يجلس المسيح في النهاية لدينونتهم، وتسمّى دينونة العرش العظيم الأبيض. "ثم رأيت عرشًا عظيمًا أبيض، والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء، ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسلم البحر الأموات الذين فيه، وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما. ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني. وكل من لم يوجد مكتوبًا في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار" (رؤيا 11:20-15).