إن الإيمان الذي يمنح الخلاص ليس إيمانًا بكتاب، حتى ولو كان هذا الكتاب هو الكتاب المقدس... وليس إيمانًا بعقيدة مستقيمة... وليس إيمانًا بمؤسسة حتى ولو كانت هذه المؤسسة كنيسة... إن الإيمان الذي يخلص هو الإيمان بالرب يسوع المسيح.
قال بولس الرسول أنه يعظ "بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح" (أعمال 21:20). إذًا يجب أن تكون التوبة لله، لأن الخطية ضد الله، والإيمان يجب أن يكون بالرب يسوع المسيح لأنه هو الذي كفّر عن خطايانا. وهناك عدة عناصر في الإيمان:
أولًا، التصديق
يعتبر التصديق العنصر العقلي في الإيمان، فحتى يخلص الإنسان عليه أن يصدق المكتوب والحقائق الكتابية المنطقية للإيمان. وبما أن الإيمان هو بالرب يسوع المسيح، على الإنسان أن يسلم عقليًا بحقيقة شخص المسيح وعمله كما هو مكتوب في العهد الجديد. قال أحدهم: "إني أفضل أن أؤمن كثيرًا جدًا من أن أومن قليلًا جدًا" ولكن التصديق في حد ذاته ليس الإيمان الذي يخلِّص، فقد يصدّق الفرد كل ما ورد في الكتاب المقدس مما له علاقة بالمسيح، ومع ذلك لا يكون مسيحيًا حقيقيًا؟ "اذًا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (رومية 17:10).
ثانياً، القبول
ولكي يخلص الفرد لا بد له من أن يقبل يسوع المسيح مخلصًا شخصيًا. يجب أن يعتبر عمل المسيح المخلص خاصًا به. قد يؤمن الفرد بأن الطعام يحفظ الحياة وينمي الجسد، لكنه سيموت جوعًا إن لم يتناول الطعام. لذلك قد يعتقد أحدهم أن المسيح قد مات من أجل خطاياه وكفر عنها جميعًا ومع هذا فقد يموت في خطاياه إن لم يقبل المسيح مخلصًا شخصيًا له. "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يوحنا12:1).
ثالثًا، التسليم
الإيمان المخلِّص ليس فقط الاعتقاد بالمسيح وقبوله، لكنه أيضًا التسليم للمسيح، أي أن يشعر بالتبكيت من جراء خطاياه، ويعرف أنه هالك، ويرى في يسوع المسيح أمله الوحيد فيسلّم ذاته له.
إن اختبار الخلاص مثل رجل سقط في بحر هائج فراحت الأمواج تتقاذفه بعيدًا عن الشاطئ. لكن قاربًا من قوارب النجاة أقبل لنجدته. قد يؤمن هذا الإنسان البائس بأن هذا القارب سيوصله سالمًا إلى الشاطئ، وبالبحّار الماهر الذي في القارب الذي يستطيع التغلب على الموج الصاخب ليقود القارب في مجراه ويوصله إلى شاطئ النجاة، لكنه لن يُنقذ حتى يتسلق جانب القارب ويرمي بنفسه إلى قاعه ويستسلم لعناية البحار.
إن الخاطئ قد يؤمن بأن المسيح قد كفّر عن خطاياه وأنه قادر أن يخلصه من خطاياه، لكنه لن يخلص أبدًا حتى يسلم ذاته للمسيح. هاتان هما الخطوتان اللازمتان للتجديد. التوبة لله والإيمان بالرب يسوع المسيح المخلص.
