المحبة تتأنى
بعد أن مسح صموئيل النبي داود ملكًا على إسرائيل، تأنى داود لسنين طوال قبل أن يتبوّأ العرش ويملك فعليًّا (1صموئيل 1:16-13)، وبقي يرعى غنم أبيه يسى.
سؤال وقرار: هل أقدر أن أنتظر مواعيد الله بتأنٍ دون أن أستعجلها بقدراتي الذاتية؟
المحبة ترفق
عندما تمرّد أبشالوم على داود أبيه، أوصى الملك داود [يوآب وأبيشاي وإتاي قائلًا: ترفّقوا بالفتى أبشالوم.] (2صموئيل 5:18)
سؤال وقرار: هل أظهر في تعاملاتي اليومية الرفق بالناس حتى ولو كانوا عنفاء أو تمردوا وعصوا كلامي؟
المحبة لا تحسد
مع أن داود قد مسح ملكًا، لم يحسد شاول الملك بل كان مستعدًا أن يعزف له على العود حتى يرتاح ويذهب عنه الروح الرديء.
سؤال وقرار: هل في قلبي تلك المحبة التي تخدم لإسعاد الآخرين بدون حسد فأريح قلب من يحسدني وأطيّبه؟
المحبة لا تتفاخر
لقد قتل داود جليات (1صموئيل 17) لكن داود لم يفتخر بذلك. وعندما سأله شاول: ابن من أنت يا غلام؟ (1صموئيل 57:17) لم يقل له: [أنا لست غلامًا بل أنا البطل الذي قتل جليات]، بل أجابه بكل تواضع: [أنا ابن عبدك يسى البيتلحميّ.] يا له من جواب يدل على تواضع ليس فيه أي افتخار!
سؤال وقرار: هل في قلبي المحبة التي انسكبت بالروح القدس لترشدني إلى طريق التواضع فلا أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح؟
المحبة لا تنتفخ
عندما سمع داود من عبيد شاول، أنّ شاول يريد أن يزوّجه ابنته، لم ينتفخ بل بكل وداعة قال لهم: "هل هو مستخفّ في أعينكم مصاهرة الملك؟ وأنا رجل مسكينٌ وحقيرٌ؟" (1صموئيل 23:18).
سؤال وقرار: هل عندي تلك المحبة التي وإن أخذت أو أعطيت شيئًا ما، لا أنتفخ بأنني أفضل من باقي الناس؟ هل أحترس دائمًا من الإنسان العتيق الذي يشبه الطفل الذي يحاول أن يلبس حذاء أبيه أو أمه؟
المحبة لا تقبح
رغم أنّ ما عمله شاول كان مشينًا إذ وعد داود أن يعطيه ابنته ميرب، لكنه ما أن حان وقت زفافها لداود، أعطيت لعدريئيل المحوليّ امرأة (1صموئيل 17:1-19). لكن داود لم يقبّح شاول بل بقي يشعر بعدم أهليته للارتباط بعائلة شاول.
سؤال وقرار: هل عندي المحبة التي لا تقبّح بعمل أي إنسان يحتقرني وينكث بعهده معي وله صفات رديئة كشاول بن قيس؟ هل أتحذّر من الإنسان العتيق الذي يحاول أن يقاوم الشر بالشر؟
المحبة لا تطلب ما لنفسها
عندما أخذ داود الملك، لم يكن يفكر بما يفرّح نفسه، بل بحث عن عائلة من عاداه لكي يعمل معها إحسان الله، فطلب الخير لمفيبوشث (2صموئيل 9)
سؤال وقرار: هل أسعى دائمًا لأعمل ما يناسب مصلحتي الخاصة؟ إن الأنانية والانتهازية لا علاقة لهما بالمحبة. ليتني أشبع الآخرين قبل أن أطعم نفسي، وأطلب لهم الخير قبل أن أطلبه لنفسي.
المحبة لا تحتد
رغم أنّ رجال داود حرضوه على قتل شاول مرتين (1صموئيل 4:24-7؛ 8:26)، إلا أن داود لم يحتدّ ولم يسمح بأفكار الانتقام أن تسوده، بل بالعكس أشفق على شاول ووبّخ رجاله قائلًا: [حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي، بمسيح الرب، فأمدّ يدي إليه، لأنه مسيح الرب هو.] فوبخ داود رجاله ولم يدعهم يقومون على شاول.
سؤال وقرار: هل يستفزني الآخرون سريعًا؟ هل أثور كالبركان إذا صرح أحد ما بكلمات ليست من عند الله؟ الثوران السريع يدل على نشاط الإنسان العتيق الذي فينا الذي يحتاج أن يكون في حكم الصليب لكي يخمد إلى الأبد. بكلمات أخرى، علينا أن نتذكر أن إنساننا العتيق قد تسمّر بالصليب لكي نحيا بالإنسان الجديد المخلوق بعمل الله.
المحبة لا تظن السوء
لم يكن داود يفكر أفكارًا شريرة على شاول، لكن شاول كان يفكر أفكارًا غير طاهرة على داود (1صموئيل 26:20).
سؤال وقرار: هل نفتكر أفكارًا حسنة وإيجابية عن إخوتنا بالإيمان أم نفكر أفكارًا سيئة أو سلبية عنهم؟
المحبة لا تفرح بالإثم
لم يفرح داود عندما سمع أنّ شاول ذهب للعرافة ولم يفرح عندما سمع خبر موت شاول وابنه بل قام برثائهما. (2صموئيل 19:1-27)
سؤال وقرار: هل نفرح إذا سقط أحد في خطية معينة، أو نحزن ونصلي للرب لكي يخرجه منها؟
إن كان داود رجلاً حسب قلب الرب وفي زمن الناموس قد عاش بهذه المبادئ العظيمة، فكم بالحري نحن الذين نحيا في زمن النعمة وعمل الروح القدس في حياتنا، فمن الأولى بنا أن نعمل أكثر بهذه الوصايا التي ليست ثقيلة.