Voice of Preaching the Gospel

vopg

الأخ أنور وديعهذه العبارة ذُكرت ثلاث مرات في العهد الجديد:

1- "وقال: [يا أبا الآب] كل شيء مستطاع لك فأجزْ عني هذه الكأس ولكن ليكن لا ما أريد بل ما تريد أنت." (مرقس 36:14)
2- "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ: [يا أبا الآب.] " (رومية 15:8)
3- "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخًا: [يا أبا الآب]."
(غلاطية 6:4)
وكلمة "أبا" كلمة كلدانية معناها الآب والعبارة "أبا الآب" أكثر قوة من كلمة الآب وحدها.
في المرة الأولى، قالها الرب يسوع – له كل المجد – في بستان جثسيماني: "وقال: [يا أبا الآب، كل شيء مستطاع لك، فأجزْ عني هذه الكأس." (مرقس 36:14) وإذ تطلّع إلى كأس الصليب وشعر بكل ما تحمله هذه الكأس المريرة من أهوال، صلّى ثلاث مرات طالبًا من الآب أن يجيز عنه هذه الكأس. ولأن شركته مع الآب كانت كاملة، في جوّ الشعور التام بالعلاقة المباركة التي تعلنها العبارة "يا أبا الآب"، وفي نفس الوقت كان خضوعه للآب كاملاً أيضًا لذا يضيف العبارة "ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت."
أما العبارتان التاليتان نجدهما في رومية 15:8 وغلاطية 6:4. وقد ذكر هذا التعبير "يا أبا الآب" مرتبطًا بالمقام المبارك والعلاقة السامية التي أُدخل إليها المؤمن عن طريق نعمة الله المطلقة. وقد أعلن ربنا يسوع نفسه أولاً هذه العلاقة الجديدة لمريم المجدلية بعد قيامته من الأموات عندما أرسلها حاملة رسالته: "اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم." (يوحنا 17:20) وهنا لا يعلنُ لنا اللهَ المرتفع القدير حاميَ الآباء في أرض كنعان، ولا يهوه الذي يكمّل كل المواعيد لشعبه الأرضي، بل يعلنه بصفته "الآب" لهذه العلاقة الجديدة التي ذكرها الابن الحبيب المُقام من الأموات.
والموضوع الهام الذي تعلنه المسيحية هو أن الآب قد أُظهر للناس بواسطة الابن. والمؤمنون في العهد القديم لم يعرفوا هذه العلاقة لأنه لم يكن ممكنًا إعطاء هذا الإعلان قبل موت ربنا يسوع المسيح وقيامته ونزول الروح القدس إلى الأرض ليسكن في المؤمنين. والآن أرسل الله روح ابنه إلى قلوب جميع المؤمنين صارخًا: "يا أبا الآب". حقًا، ما أسمى هذه العلاقة التي لا تُنال بمظاهر التديّن الخارجي بل بمعرفة المسيح معرفة حقيقيّة، لأنه - له كل المجد - هو "الطريق والحق والحياة." أي، إن الابن هو الطريق إلى الآب. فهو في الآب والآب فيه. لذا فهو الحق الذي يكشف لنا الله وهو نبع الحياة التي هي مظهر تلك العلاقة المعروفة التي سلك هو نفسه فيها والتي من امتيازنا أن نسلك فيها نحن أيضًا. وهكذا نجد الحقائق العظيمة كالآتي:
1- إعلان الآب بواسطة الابن.
2- ابن الإنسان في السماء هو رأسٌ لجسدِه الكنيسة.
3- الروح القدس في الأرض يشهد للمسيح الرأس في السماء.
4- مجيء المسيح على الهواء ليقيم الراقدين، والأحياء المؤمنون يتغيرون على صورة جسد مجده، الأمر الذي هو رجاء الكنيسة، وسوف نُخطف جميعًا على سحاب المجد لنكون مع الرب كل حين إلى أبد الآبدين.
وهكذا نجد أن غرض الله بالنسبة لشعبه أن يعرفوا هذه العلاقة التي أدخلهم إليها ويتمتعوا بها، لذلك أُعطي الروح القدس لكل مؤمن.
"ثمّ بما أنكم أبناء، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخًا: [يا أبا الآب.]" (غلاطية 6:4) وهكذا يعيش المؤمن في العالم كل لحظة أينما وجد متمتّعًا بالمركز السامي الذي منحته نعمة الله في المسيح يسوع للأولاد في الإيمان، والأحداث، والآباء بحسب ما ورد في 1يوحنا 13:2. فهذا النصيب المشترك لجميع المؤمنين هو لكي يرفعوا عيونهم إلى العلاء وينظروا إلى وجه الآب قائلين: "يا أبا الآب". فهذا هو امتيازهم ونصيبهم لكي يتمتّعوا به. لذلك علينا أن نعرف مسؤولياتنا أن مصدرها ينبع من المقام والقربى التي أنعم الله بهما علينا. فإن كنا في نعمة الله الغنية قد صرنا أولاد الله بالإيمان بالمسيح يسوع، فواجبنا أن نحرص أن تكون حياتنا مطابقة لنسبتنا المجيدة فنعيش كما يحق لله الذي دعانا إلى ملكوته ومجده لنكون هكذا لمجد اسمه ويكون لسان حالنا: "إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذًا ماتوا وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام." (2كورنثوس 14:5-15)
كان الإعلان الإلهي للآباء قديمًا هو "الله القدير". ومما تجدر ملاحظته أن الرب يسوع لم يخاطب الله بالكلمة "الله" سوى مرة واحدة كما وردت في متى 46:27 "إلهي، إلهي! لماذا تركتني؟" لكنه كان يخاطبه بكلمة الآب في كل مرة أخرى، ولا يوجد بين الأسماء والألقاب الإلهية ما هو أكثر تعزية وأعظم تأثير من لقب "يا أبا الآب" حيث يعلن العلاقة الممتازة ومقياس القربى المباركة التي يتمتّع بها كل مؤمن والتي أساسها عمل المسيح الكامل على الصليب.

المجموعة: آب (أغسطس) 2019

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

112 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10623724