Voice of Preaching the Gospel

vopg

"بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي مِنْهُ تُُُُسَمَّّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ.

لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ." (أفسس 14:3-19)
كتب الرسول بولس هذه العبارات الجليلة وهو سجين في روما، وكتبها بوحي من الروح القدس بقلبٍ مملوء بالمحبة نحو المؤمنين في أفسس لتكون سبب بركة لهم، ولجميع المؤمنين منذ ذلك الوقت إلى الآن، وإلى أن نكون جميعًا مع الرب يسوع المسيح؛ الذي ذهب ليعِدّ لنا مكانًا، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا معه في المجد. ليتنا نتأمل كثيرًا في هذه الكلمات المفرحة التي كتبها الرسول السجين لكي نمتلئ إلى كلّ ملء الله. كتبها وهو على ركبتيه متوسّلًا لله من أجلنا.
محبة المسيح: يا لها من كلمة تملأ قلب المؤمن بالفرح والرجاء! محبة المسيح الفائقة المعرفة. المحبة التي كانت في قلبه قبل تأسيس العالم. ولكنها أُظهرت في ملء الزمان. ولكن كيف نعرف ما يفوق المعرفة؟! إن هذه العبارة الجليلة تعني أنه كلما نمَوْنا في معرفة هذه المحبة فإننا نجدها أعظم بكثير مما أدركناه فيزداد تقديرنا لهذه المحبة التي تفوق إدراك عقولنا. كما قال كاتب الترنيمة الجميلة عن حب فادينا:
ليس من حدٍّ له أو قياس أو قرار
كل فكرٍ للورى عند ذا الحب يَحَار
فكأننا على شاطئ بحرٍ أو أوقيانوس لا يُعرف له حدٌّ. فمحبة المسيح ليس لها حدّ إذ ليس لها نهاية. كما أنه هو "ليس له بداءة أيام ولا نهاية." كذلك محبته ليس لها بداءة ولا نهاية، فهو أحبنا منذ الأزل وسيحبنا إلى الأبد. والآن سنتأمل باختصار في بعض التدبيرات الإلهية التي ظهرت فيها هذه المحبة:

أولًا، في الأزل قبل تأسيس العالم
باركنا (بوركنا) بكل بركة روحية في السماويات في المسيح (انظر أفسس 3:1-14 ليمتلئ قلبك بالفرح والسجود).

ثانيًا، في ملء الزمان جاء المسيح إلى أرضنا
أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة وفي نفس الوقت جاء هو بإرادته قائلًا: "هنذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت." "أيها الأحباء، بهذه المشيئة نحن مقدسون." (عبرانيين 1:10)
لكن كيف جاء المسيح؟
يجيب الروح القدس عن هذا السؤال في فيلبي 5:2-11 الذي نقتبس منه هذه العبارات الجليلة: "الذي إذ كان في صورة الله... أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب." وكما يعلمنا الكتاب المقدس أنه "هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به." هذا يعلمنا أن المسيح أحبّ الكنيسة (التي هي نحن المؤمنين) وأسلم نفسه (للموت) لأجلنا." لأجلنا نحن الذين أفسدنا سبلنا، وتنجسنا بالخطايا التي نخجل من ذكرها! يا للعجب! القدوس البار عُلِّق على صليب الجلجثة من أجلي ومن أجلك أيها المؤمن. أليست هذه محبة تفوق المعرفة؟

ثالثًا، سنتأمّل في أعماله التي عملها وهو على هذه الأرض.
لقد لخّصها الرسول بطرس بهذه الكلمات: "جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلّط عليهم إبليس لأن الله كان معه." (أعمال 38:10)
لنتأمل في كلمة "جال": فهو لم يجلس في مكان مريح وكان على المحتاجين أن يأتوا إليه. بل كان هو يبحث عنهم ويذهب إليهم.
جال من اليهودية إلى السامرة من أجل امرأة كانت تعيش مع رجل ليس هو زوجها. لم يكن هذا النوع من الإباحية مقبولًا كما هو الحال عند البعض في أيامنا هذه. تعب المسيح وجلس على البئر وبلطف وحنان ردّها إلى البر ومعرفة الحق (انظر يوحنا 4). وجال إلى أريحا من أجل رئيس للعشارين ودخل بيته فحصل خلاص لهذا البيت (لوقا 1:19-10). وذهب إلى مدينة تُدعى نايين من أجل أرملة مات ابنها الوحيد، فلما رآها الرب تحنّن عليها ولمس النعش فقام الميت!
أيها القارئ العزيز إن أردت أن تعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة اقرأ كثيرًا في الأناجيل الأربعة وتأمل في حياة هذا الشخص الفريد. كنْ في محضره كثيرًا، تأمل فيه وتكلم معه. لا تسمح لوسائل التسلية في هذا العالم أن تحرمك من الفرح والسرور الذي تختبره حين تتأمل فيه وتتحدّث معه. ليتك تقضي أطول وقت ممكن معه. إنه يحبك محبة تفوق إدراك العقل. قلْ مع عروس النشيد: "تحت ظلِّه اشتهيت أن أجلس، وثمرتُه حلوةٌ لحلقي." (نشيد 3:2)
لا يسعنا المجال أن نذكر كل الأعمال الجليلة - أعمال محبته للإنسان، حين كان على هذه الأرض؛ يكفي الآن أن نقتبس ما قاله يوحنا (التلميذ الذي كان يسوع يحبه) بعد أن ذكر سبعة من معجزاته: "وآيات أُخر كثيرة صنع يسوع قدّام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه." (يوحنا 30:20) كما ختم الإنجيل الرابع، إنجيل يوحنا، بهذه العبارة: "وأشياء أُخَر كثيرة صنعها يسوع إن كُتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة، آمين."
أعماله وخدماته تفوق الوصف. ومحبته تفوق المعرفة. هذا هو حبيبنا، فادينا ومخلصنا رجاؤنا وملجأنا. لا عجب أن الرسول بولس قال: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا." (فيلبي 23:1) كما قال المرنم:
كلما أصبو إليه لذّ لي فيه الوفاق
كلما أدنو إليه زادني فيه اشتياق
ونحن نقول: آمين! تعال أيها الرب يسوع.
كلمة ختامية: كلما ازدادت معرفتنا لمحبة المسيح الفائقة المعرفة قلّت محبتنا للعالم وللمال والعكس صحيح.

المجموعة: آب (أغسطس) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

244 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629284