Voice of Preaching the Gospel

vopg

من مِنّا لا يشعر بأنّ ضغوط العيش تعصف به كدوّامة؟ فالركض لمتطلّبات العيش، وهموم الحياة، وسماع أخبار مزعجة، والتفكير في تسديد الفواتير، وضيق الوقت، والإرهاق بسبب الحياة المعاصرة، وضغوط العمل، وتراكمات أشغال البيت...

كانت هذه بعض آراء الأشخاص الذين سألتهم عن معنى ضغوط الحياة - أُخذت هذه الآراء قبل وباء الكورونا. لو سألنا الآن نفس الأشخاص أو آخرين عن ضغوط الحياة، فتكون الإجابة بالتأكيد: إن الضغوط أكثر إيلامًا ومنها الخوف مما يأتي على المسكونة - ومن علامات ضغوط الحياة هي القلق والأرق، والكآبة، والإجهاد النفسي، والهلع، وحِدَّةِ الطباع.

عندما ندرس الكتاب نجد أن موسى تعرّض لضغوط من الشعب المتذمِّر وكانت النتيجة أنه "فرَطَ بشفتيه." (مزمور 33:106) وفعل ما لم يأمر به الرب "وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ." (العدد 1:20-13) وعندما تعرّض إيليا لضغوطٍ وتهديداتٍ من إيزابل الشريرة، صلى صلاة بعكس مشيئة الرب: "وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ." (1ملوك 4:19) وعندما تعرّض خدّام الإنجيل للإجهاد بسبب الخدمة حدثت مشاجرة "فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ." (أعمال 36:15-39). وهذا أكبر دليل على أنه لا يوجد أحد يخلو من ضغوط الحياة.
من المهم جدًّا أن نُريح أجسادنا ولكن هذا لا يكفي، فنحن نحتاج إلى راحة الفكر والضمير، وراحة النفس والمشاعر لكي نعيش بفرح وسلام.
يُشبِّه الكتاب المقدس ظروف العيش كأنها في أرض مُقفرة وخلاءٍ مستوحش، مُحاطون بالخوف والموت والأعداء، لذا نحتاج إلى صديق يُنقذنا، ويُسنِدُنا، ويُشدِّدُنا، ويتفَهَّمنا، ويصوننا كحدقة العين... صديقٌ ليس له نظير! إنه الرب يسوع المسيح الذي لا يُسمِّينا عبيدًا بل أصدقاء! ودعوته لك: "تعالوا إليّ"؛ "ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك"؛ أريد أن أعطيك فرحي وسلامي... ويُربّت على كتفك قائلًا لك: أنا معك... لا تخف! وبصوته الحنون العذب يجذبنا إليه ومحبته اللامتناهية تحُوطنا... وعنده نجد هدوء القلب وسكون النفس! ولكن قد تسألني: كيف يكون ذلك عمليًا؟
في سطور قليلة أقدّم لك بعض النصائح العملية لكي تعيش بفرح وسلام:

في كل صباح اغلق أبواب الضجيج كالتلفاز وهاتفك النقّال وكلّ وسائل الإعلام، وافتح الكتاب المقدس واقرأ فصلًا أو أكثر من أقوال الله، وإن توافر الوقت إقرأ أكثر بحسب شهيّتك الروحية. اقرأ بهدوء وارجع لقراءة الآية مرتين أو أكثر، وتفَكَّر في الكلمات بقلبك، وصلِّ: يا رب افتح ذهني وبصيرتي الروحية لأفهم كلمتك.
صلِّ مثل صاحب المزمور: "اكشف عن عينَيَّ فأرى عجائب من شريعتك." (مزمور 18:119) واطلب من الرب نعمة لطاعة المكتوب.

إن قراءتك لكلمة الله هي بمثابة وجبة إفطار يقدّمها الرب يسوع الذي "هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" مثلما قال للتلاميذ قديمًا: "تعالوا تغدّوا" – كما وردت في بعض الترجمات بمعنى "تعالوا تناولوا الفطور"، فعلًا كما يقول داود: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب!" (مزمور 8:34) حقًّا إنه المنّ السماوي وطعمه كرقاقٍ بعسل، لنتذوَّق روحيًّا كل يوم بأن الرب صالح. وعندما تقرأ الكتاب المقدس بانتظام، فأنت أمام نور الله، لأن الله نور، وهذا النور يتزايد في حياتك ليطرد الظلام ويفرّح القلب و"القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا." (الأمثال 13:15)

اهدأ قدام الرب، فالحكمة تقول: "هدوء اللسان شجرة حياة." (الأمثال 4:15) واشكر الرب على مراحمه المتجدّدة في كل صباح، فأنت لا تزال على قيد الحياة. كل يوم هو هدية منه واشكر الرب لأنه سامحك بجميع الخطايا، وسفك دمه الكريم في صليب الجلجثة لأجل فدائك وإنقاذك.

تكلم مع الرب يسوع بالصلاة بكلماتك الخاصة، فالعرش الذي نأتي إليه اسمه عرش النعمة، فتنال رحمة وتجد نعمة عونًا في حينه. أفرِغ ما في قلبك أمامه فهو يعرف ويفهم ضعفاتنا، وألقِ عليه همومك فهو يعتني بك (1بطرس 7:5). وأنت في حضرة الله، اجعل كلمته تعمل في قلبك كفحوصات مختبرية مثلما قال داود "اختبرني (تفحّصني) يا الله واعرف قلبي. امتحنّي واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيّ طريقٌ باطلٌ، واهدني طريقًا أبديًا." (مزمور 23:139-24)

خصص وقتًا لترنِّم للرب، فالترنيم يُدخِل البهجة إلى قلبك، كما يقول المرنم "يبتهج قلبي بخلاصك." (مزامير 5:13) ولا تقل أنا لست مرنمًا، أو إنّ صوتي غير جميل، فالرب ينظر إلى القلب، ولا تنتظر أن ترنم للرب في يوم الأحد فقط.

في منتصف اليوم اجعل ذهنك يُعيد التفكير في القراءات التي قرأتها صباحًا، إنها عملية اجترار روحي، لقد كانت المُطوّبة مريم تفعل هذا "وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متَفَكِّرةً به في قلبها." (لوقا 19:2) وأيضًا في سفر المزامير كلمة [يلهج] بأقوال الله تعني التفكير والهضم الروحي لمعاني أقوال الله.

أيضًا تستطيع أن تقتني كتبًا للتأملات اليومية لبعض رجال الله الأفاضل وهذا يعتبر وجبة سريعة لإنعاشك روحيًا خلال اليوم.

وفي وقت النوم اشكر الرب لأجل يومك الذي انقضى بسلام، ولتكن أشواق قلبك: "يا ربي يسوع، أنا أنتظر مجيئك القريب" كما أنه وقت للاعتراف بالخطايا التي فعلناها سهوًا أو عمدًا (رسالة يوحنا الأولى 9:1) وهذا ما يسمّيه البعض بـ "التنفُّس الروحي." أو يقول عنه الكتاب عملية الطرح "اطرحوا عنكم..."

وأنت على السرير اسمع الكتاب المقدس المتوفر على أقراص CD أو على النِّت، وردد في قلبك الكلمات التي تسمعها، فتنام نومًا هانئًا، وتختبر المكتوب "بسلامة اضطجع بل أيضًا أنام لأنك أنت يا رب منفردًا في طمأنينة تُسكِّنني." (مزمور 8:4) وعندها إن تأنّى الرب في مجيئه تستيقظ في الصباح وينطبق عليك قول الكتاب استيقظت وأنا بعد معك." (مزمور 18:139)

وهكذا تكون ملتصقًا بالرب كل حين، فيهرب الحزن والتنهُّد وتنتهي ضغوط الحياة من جذورها وتختفي جميع مظاهرها فلا تكون إلّا فَرِحًا بالرب.

المجموعة: آب (أغسطس) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

496 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577412