Voice of Preaching the Gospel

vopg

نقطة تحوّلٍ تسمَّى أيضًا "مُفترَق الطُرق"، مثلما تقول إحدى الترجمات الإنكليزية "قفوا على مفترق الطرق وانظروا." (إرميا 16:6)

وهي اللحظة التي يتجاوب فيها الإنسان مع عملٍ إلهيٍ في القلب وتنفتح البصيرة الروحية، وتسفر النتيجة عن تغيّر في سير الحياة تغيّرًا جذريًّا. ولكن، إذا كان هناك رفض، مثلما حدث مع الشعب قديمًا عندما قالوا: "لن نسير فيها!" أي، لن نسير في الطريق الصالح، بل استمروا في طرقهم الرديئة... ستكون هناك عواقب وخِيمَةٌ لِسَبب سوء القرار في "اللحظة الحاسمة" أو مفترق الطرق.
بعض الأمثلة لتوضيح نقطة التحوّل:


قيامة المسيح
قيامة المسيح هي نقطة تحوّل في حياة التلاميذ، إذ تحوَّل الحزن إلى فرح (يوحنا 20:16) واستُبدل الخوف والحزن، بالسلام والفرح (يوحنا 19:20-20) وهي نقطة تحوّل في حياة كل مسيحي حقيقي.

ظهور الرب يسوع لشاول الطرسوسي كان نقطة تحوُّل
ما حدث في طريق دمشق حولّ شاول من مقاوم ومضطهد لاسم يسوع إلى بولس رسول يسوع المسيح. فماذا كانت حياته قبلًا؟ كان يضطهد كنيسة الله! كان يلقي الكثيرين في السجون... كان يُصوّت على رجم المؤمنين بالمسيح... كان يضطرّ المؤمنين بالمسيح إلى التجديف وعليه فهم يستوجبون الرجم... كان لديه كراهية قاتلة لجميع المؤمنين بيسوع... كان قلبه يفور بالتهديد والقتل وبنفس الوقت كان يريد أن يحفظ ثياب الذين رجموا استفانوس لكيلا تتلطخ بدماء [الكافر] حسب ظنه!
وصف بولس حياته قبل الإيمان: "أنا الذي كنت قبلًا مجدّفًا، ومضطهدًا ومفتريًا (أي رجل عنف)." (1تيموثاوس 13:1) يا لها من نقطة تحوّل! جعلت شاول الطرسوسي يصبح بولس رسول يسوع المسيح ويستخدمه الروح القدس لكتابة أكثر من ثلاثة عشر رسالة لا تكاد رسالة منها تخلو من النعمة والمحبة التي من الله والتي تغيّر قلب الإنسان وتعطيه قلبًا جديدًا.

نقطة تحوّل في حياة إنسانٍ منبوذ مفيبوشث ابن يوناثان (2صموئيل 9)
قبِلَ دعوة الملك داود فكانت نقطة تحوّل في حياته!
تحوّل من شخص مُهمَل يعيش في مكان مُقفِر إلى شخص محترم في قصر الملك.
انتقل من مكان معنى اسمه "لا مرعى" إلى رعاية ملكيّة برعاية الملك داود.
انتقل من مكانٍ ناءٍ معناه "لا اتصال" ليكون قريبًا من بيت الله في أورشليم.
انتقل من بيت معنى اسم صاحبه "مُباع" إلى بيت داود الغني ويعني اسمه "محبوب".
انتقل من مكان مخيف، إلى أورشليم مدينة السلام.
انتقل من تحقير ذاته بـ "كلبٍ ميّتٍ..." إلى التفكير بأنه واحد من الأمراء!
هذه الحادثة الحقيقية هي أيضًا نبوّة رائعة تحكي قصتي وقصتك، فنحن أيضًا جاءتنا الدعوة من ربّ داوُد، ملك الملوك ورب الأرباب يسوع المسيح...
دعوة لنأكل خبزًا على مائدته لأنه هو خبز الحياة، وفيه كل الشبع الروحي لحياتنا.
دعوة لكي نتمتّع بغنى المسيح، فغناه لا يُستقصى وبركاته لا تُعدّ ولا تُحصى.
دعوة فيها انتقال من الخوف ومن الموت إلى الحياة الأبدية والسلام مع الله.
دعوة نقلنا فيها من العداوة لله إلى المصالحة مع الله، عاملًا الصلح بدم صليبه.
دعوة نقلنا فيها من خزي خطايانا إلى الكرامة والمجد في المسيح يسوع.

نقطة التحوّل في مأساة الابن الضال
"رجع إلى نفسه." (لوقا 17:15)
كانت هذه مفترق الطرق التي جعلته يُفكِّر التفكير السليم. أي إنه صارح نفسه وأدرك أنه هالك ومُتغرِّب عن النعمة الحقيقيّة، ونقطة التحوّل هذه كان فيها قرار حاسم "أقوم وأرجع إلى أبي."
رجع من مكان لم يشفق فيه عليه أحد إلى حضن الأب الذي تحنّن عليه.
رجع من الإفلاس إلى غنى الأب.
رجع من الذلّ إلى الكرامة والمكانة المرموقة في بيت أبيه.
رجع بملابس رثَّة فألبسه أبوه الحُلَّة الأولى أي أفخر الثياب.
رجع من طرقه الرديئة إلى سلوك جديد (حذاء في رجليه).
رجع من الكآبة واليأس إلى الأفراح التي بدأت وبدون نهاية.
رجع من سلطان الخطيئة والشيطان إلى سلطان محبة الآب الذي وضع خاتمًا في يده.
رجع من اشتهاء الخرنوب إلى العجل المسمَّن، أي إلى الشِبَع الحقيقي في بيت أبيه.
والآن، ماذا نقول عن المؤمنين سواء في العهد القديم أو العهد الجديد في هذا الأمر؟ نعم، هناك نقطة تحوّل في حياتهم - ويؤكد الكتاب المقدس ذلك - اذكر لك البعض على سبيل المثال لا الحصر، فمثلًا يقول الكتاب في مواضع عديدة:
"كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا،" ولكن صرنا أحياء.
"كنا... أبناء الغضب" ولكن صرنا الأبناء المباركين بكل البركات.
"كنتم قبلًا ظلمة، أما الآن فنور في الرب."
"كنتم عبيدًا للخطيّة" ولكن صرنا عبيدًا للبّر.
كنا "مقيّدين" بالخطايا، والمسيح فكَّنا وأطلقنا أحرارًا.
كنا بسبب الخطيّة "تحت اللعنة" أما الآن فقد صرنا تحت النعمة.
كنا تحت "سلطان الظلمة" ولكن الآب نقلنا إلى ملكوت ابن محبته.
كنا "بعيدين" عن الله ولكن صرنا قريبين بدم المسيح.
كنا تحت الدينونة، والآن "لا شيء من الدينونة... على الذين هم في المسيح يسوع."
لم نكن مرحومين أما الآن فمرحومون.
عوضًا عن الكآبة التي سببتها الخطيّة، غمرنا بفرح الخلاص.
كان مستقبلنا الأبدي هو الطرح في بحيرة النار والكبريت ولكن الآن أصبح بيت الآب هو بيتنا الأبدي حول عرش فادينا ومُخلصنا حمل الله.
أشجعك أن تقرأ الكتاب المقدس وتبحث عن كلمة "كنا" أو "كنتم قبلًا"، وكلمة "صرنا" أو "وأما الآن"، لكي تتأكد بنفسك أن هناك نقطة تحوّل وتغيّر جذري في حياة كل مؤمن حقيقي، قال عنها الرسول بولس بصورة شاملة:
"إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا." (2كورنثوس 17:5)
أخيرًا، أضع أمامك سؤالًا مهمًّا جدًّا: هل هناك نقطة تحوّل في حياتك من ناحية الإيمان بالمسيح؟ امتحن نفسك - بينك وبين الرب العارف القلوب - إن كان جوابك: نعم، فطوبى لك لأنك حصلت على أعظم كنز في الوجود وهو المُخلّص الوحيد الرب يسوع المسيح، وإن كان جوابك: "لا"، ففرصة النعمة ما زالت موجودة بين يديك، والمسيح يدعوك الآن لكي تأخذ منه مجانًا كل الهبات والبركات لأنه هو وحده حمل خطايانا على الصليب، لكي يستطيع كل خاطئ أن يأتي إليه، ويقبل دعوته، فتبدأ نقطة التحوّل ويصبح التغيّر كاملًا، كما قال المولود الأعمى من بطن أمه عندما شفاه الرب يسوع: "كنت أعمى والآن أبصر!"
أخيرًا تأمل بمفترق الطرق في هذه الآية:
يقول الرب يسوع: "الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة." (يوحنا 24:5)

ملاحظة: المقالة لا تتحدّث عن الأطفال الذين تربّوا في مخافة الرب وفي معرفة أقواله في الكتاب المقدس، وفي عائلات مسيحية تقيّة، إذ نجد ذلك في حياة تيموثاوس (2تيموثاوس 15:3)؛ فمثل هؤلاء عندما يشبّون في الإيمان لا يذكرون نقطة التحوّل بل يدركون أنهم قبلوا الرب يسوع المسيح مخلصًا لهم منذ نعومة أظفارهم. ولكنَّ ذلك لا يمنع أن تكون هناك نقاط تحوّل في حياتهم كالتي أشرنا إليها سابقًا.

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

393 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10630405