أورشليم الحاضرة
يصرّ رجال الدينِ والسياسة على وصف مدينة أورشليم بأنّها عاصمة أبديّة، ولا يذكرون أو يعترفون بحقيقة كونها مدينة أرضيّة ووقتيّة.
فوصف أية مدينة بصفة الأبديّة يعني تأليه المدينة وإعطائها إحدى صفات الله، أي الأزليّة.
المدينة الحالية ليست أصليّة، ولكنّها تحمل اسم مدينة أورشليم القديمة التي دمّرها الرّومان بقيادة الجنرال تيطس سنة 70 ميلاديّة.
أصبحت أورشليم الحاليّة وبجدارة مدينة القتل، والانحراف، والتّديُّن الخارجي المزيّف، والكراهية، والأسوار، والحواجز السّياسية، والدّينية، والعرقيّة.
أصبحت أورشليم الأرضيّة مدينة إلحادٍ، وتجديفٍ، وتجارة، وسياسة، وتعصّب، وصراعٍ متعدِّد الوجوه والعنصريّة.
ويصف الكتاب المقدّس أورشليم الحاضرة قائلًا:
"أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا". (غلاطية 25:4)
أورشليم الحاضرة تئنّ تحت عبودية شرِّ الأشرار والخطيّة. أورشليم الأرضيّة لا تعرف معنى أو طعم الحرّية!
أورشليم الجديدة
ولكن الكتاب المقدّس يقول عن أورشليم الجديدة والقادمة والحقيقيّة:
"وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعًا، فَهِيَ حُرَّةٌ". (غلاطية 26:4)
أورشليم العليا هي المدينة الوحيدة الحرّة من كل أشكال الشّر والنّجاسات والخطيّة.
أورشليم الأرضية مصيرها الزّوال والدّمار والحريق، فالكتاب المقدّس يقول:
"لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ." والعتيدة هي أورشليم العليا أي السّماويّة.
أورشليم السّماويّة هي المدينة الّتي بحث عنها وطلبها رجل الله إبراهيم، ومن بعده كلُّ أنبياء ورسل الله وخدّامه، أثناء حياتهم الأرضيّة والوقتيّة.
نقرأ عن رجل الله إبراهيم بأنه: "كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ." أي المدينة الحقيقيّة. فكل مدن العالم زائلة، إلّا المدينة الّتي بناها وصنعها الله، فهي مدينة مقدّسة وسيسكنها كل من تاب وآمن.
أورشليم الأرضيّة هي مثل مصر القديمة، أي إنها رمز العبوديّة.
أورشليم الحاليّة هي مثل سدوم التي دمّرها الله بكبريتٍ ونارٍ بسبب الانحراف الجنسي وشتّى أنواع الخطيّة.
نقرأ في كتاب الله المقدّس عن أورشليم الأرضيّة: "الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُدْعَى رُوحِيًّا سَدُومَ وَمِصْرَ، حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا أَيْضًا". (رؤيا يوحنّا 8:11) فهي رمز السّلطة والنّجاسة وشتّى الخطايا البشريّة. أمّا أورشليم السّماويّة فهي مقدّسة وطاهرة ورمزٌ للنّقاء والبر والحياة التي هي غنية بالخير والجمال:
"وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً:
«هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ." (رؤيا 2:21-4).
"وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ." (رؤيا يوحنّا 10:21-11)
"وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا. وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا. وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا، وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا. وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ نَهَارًا، لأَنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ. وَيَجِيئُونَ بِمَجْدِ الأُمَمِ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا. وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِلَّا الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ." (رؤيا يوحنا 22:21-27)
اسألْ نفسك: هل اسمك مكتوبٌ في "سفر الحياة"؟ أي، هل أنت متأكّدٌ بأن لك حياة أبديّة؟ إن كنت لا تعرف الإجابة، أو كان جوابك بالنّفي، فعليك الآن أن تأتي إلى الله بالتوبة طالبًا منه أن يطهّرك بدم الرّب يسوع الّذي سفكه على الصّليب من أجل خطايا كل البشريّة. فقد أعلن لنا الله في إنجيله المقدّس بأن دم الرّب يسوع المسيح يطهّرنا من كل خطيّة.
واقبل يسوع المسيح ربًّا ومخلّصًا لحياتك، وتأكد من وعده بأن كل من يتوب ويؤمن به له حياة أبديّة.
وعندها سيكتب الله اسمك في "سفر الحياة"، وتعيش حياتك بلا خوف، وتنعم بالحرّية والفرح والسّعادة السّماويّة.