Voice of Preaching the Gospel

vopg

بشّر الملاك جِبرائيل القديسة مريم العذراء بأنّها ستحبل بالمسيّا المنتظر وقال لها: "وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.

هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرّب الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ." (لوقا 31:1-33)
بعد أن نطق الملاك جِبرائيل بتحيّته الرّائعة، وبعد أن طمأن مريم ونزع اضطرابها، نطق الملاك بالبشارة الّتي جاء لتوصيلها:

هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًًا
نطق ملاك الرّب مخاطبًا فتاةً عذراءَ قائلًا لها: "سَتَحْبَلِينَ". أي أن عجيبة فائقة للطبيعة ستتمّ في أحشائها. وهذا الكلام جاء تتمّةً للنّبوّة التي نجدها في سفر إشعياء النّبي، حيث كتب في عام 800 ق.م. وبوحي من الله قائلًا: "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا." لم يسبق أن حبلت أية امرأة في التّاريخ بدون زرع بشر، فكم بالحري وهي عذراء. فالمعجزة هنا لا تقتصر على حبل عذراء، بل على الحبل بدون زرع بذرة رجل في رحمها. يستطيع العلم في أيامنا أن يجعل عذراء تحبل من خلال عمليّة بسيطة جدًا، وذلك بزرع بذرة رجل في أحشائها بدون المساس بعذريّتها. فلا توجد معجزة في العلم بسبب توفر زرع من رجل، ولكن حبل العذراء مريم كان بدون زرع بشري، أي أنه كان عملًا إلهيًّا فائقًا للقوانين الطّبيعيّة. كان يجب أن يأتي المسيح المخلّص إلى العالم بطريقة معجزيّة فائقة. وبالتّالي كان يجب أن يأتي بدون زرع بشري. أي أن حبل العذراء يعني أنّه لا يوجد أب بشري بيولوجي أو طبيعي للرّب يسوع. وعدم وجود أب أرضي يعني بأن المسيح لم يلوَّث بالطّبيعة البشريّة الفاسدة الّتي تقود صاحبها إلى السّقوط في الخطيّة. فالرّب يسوع وُلد بدون خطيّة، وعاش بدون أن يرتكب أية خطيّة، وهكذا كان جديرًا بأن يحمل خطايا العالم، ويكفّر عنها، ويموت بسبب هذه الخطايا دافعًا ثمنها بدمه الكريم. ولأنه بدون خطيّة، لم يستطع الموت أن يهزمه، ولذلك قام في اليوم الثّالث منتصرًا على الموت، ومعطيًا رجاء القيامة لكلّ من يؤمن به.

وَتُسَمِّينَهُ يَسُوع
بعد أن بشّر الملاك العذراءَ بأنها ستحبل بابن، قام بإخبارها باسم وصفات وملكوت هذا الابن الآتي إلى العالم. عادةً يختار الأهل اسم الابن أو الابنة، ولكنّ الله هنا أعلن الاسم على لسان الملاك وبكل وضوح: "وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ"، وفي اللّغة اليونانيّة Ἰησοῦς (ييسوس)، وهو نقل عن الأصل العبري (يهوشوع)، والذي أصبح لاحقًا (يشوع). كان اسم "يشوع" شائعًا في العهد القديم واستمر في التّداول حتّى القرن الميلادي الأول. ومعنى الاسم: الرّب مخلّصي، أو المخلص، ونجد تفسيرًا للاسم في متى 21:1 حيث نقرأ: "وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ."
بعد أن أعطى الملاك لمريم اسم الطّفل القادم، قام بالتّعريف عليه في الآيتين 32 و33 قائلًا بأن الطفل القادم: "يكون عظيمًا."

1- يَكُونُ عَظِيمًا
ظهر كثير من الرّجال العظام في مسيرة التّاريخ، وما زال النّاس يدرسون سيرتهم ويعدّدون إنجازاتهم، مثل الإسكندر الأكبر، والملك سليمان، ونبوخذنصّر، وشارلمان، وكنفوشيوس، وبوذا، وسقراط، وابن رشد، والمتنبي، وأغسطس قيصر، والإمبراطور قسطنطين. وقد كان هؤلاء عظماء في الأموال، والحروب، والمناصب السّياسية، والتّعاليم التي جاءوا بها، وغيرها من مظاهر العظمة. أما عظمة الرّب يسوع فقد كانت مختلفةً تمامًا. وأوّل صورة لعظمة الرّب هي كمال طبيعته، فهو الله العليّ القدير، ومع ذلك أخلى نفسه وجاء إلى عالم النّاس كإنسان بدافع من محبّته غير المحدودة للجنس البشري. وفي أيّام تجسّده ظهرت عظمته في الوظائف الّتي قام بها، فقد كان الرّب يسوع كاهنًا ونبيًّا وملكًا في ذات الوقت. وظهرت عظمته أيضًا في تعاليمه وعجائبه وتأثيره في حياة ملايين النّاس. وأخيرًا ظهرت أروع صور لعظمة الرّب يسوع في موته وقيامته من بين الأموات، ثم صعوده حيًّا إلى السّماء.

2- وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى
أخبر ملاك الرّب القديسة مريم أن طفلها القادم إلى العالم سيُدعى "ابْنَ الْعَلِيِّ"، وعاد ليؤكّد على هذه الحقيقة في الآية "الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ". فالقدّيسة مريم كانت مُقدِمة على الحبل بأعظم رجل سار على وجه الأرض. لقد جاء ابن الله إلى العالم متجسّدًا كإنسان، وكانت مريم العذراء اختيار الله لإتمام هذا التّجسُّد. وحقيقة أن يسوع هو ابن الله هي إعلان مجيد للاهوت الرّب يسوع، فهو ابن الله، أي أنّه مساوٍ للآب في الجوهر.
"وَيُعْطِيهِ الرّب الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ..."

3- وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ
جاء الرّب يسوع ليملك على قلب كل من يؤمن به مخلصًا وربًا لحياته. جاء ليملك على حياة النّاس بمحبته. فهو لم يأتِ ليكون مَلِكًا أرضيًا، فقد رفض تنصيب النّاس له ملكًا عليهم بعد أن أشبعهم من الخبز والسمك (راجع يوحنا 15:6). ولذلك قال له المجد: "مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ" (يوحنا 36:18)
الرّب يسوع هو الملك، بل هو ملك الملوك ورب الأرباب.
كانت مملكة داود أرضية وزمنية ومحدودة في جغرافيتها ومواطنيها. أما ملكوت المسيح فهو بلا حدود. لأن مملكته تشمل جميع النّاس حيث في المسيح يسوع:
"لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." (غلاطية 28:3)
هل تؤمن بأن يسوع ملك الوجود؟
وهل قلت له أن يملك على حياتك، أم أن الخطيئة وشهوات العالم تملك على حياتك؟

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

106 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10624847