Voice of Preaching the Gospel

vopg

الأخ إحسان بطرس"لأني لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا." (1كورنثوس 2:2)
يا لها من إرادة راسخة وثابتة أن يوجّه الرسول بولس أنظار سامعيه إلى شخص واحد الرب يسوع المسيح، وإلى عمل عجيب تم فوق الصليب.

كم طالت مدة هذا الحديث الصحيح؟ كان بولس يُعلّم ويعِظ كنيسة واحدة عن المسيح المصلوب لمدة سنة وستة أشهر.
وهنا لا بُدّ لنا أن نسأل: لماذا بشّر وكرز بيسوع المصلوب والمقام من الأموات؟ خذ مثلًا سفر أعمال الرسل فستجد مواعظ لا تخلو من عبارات "صلبتموه وقتلتموه - رئيس الحياة قتلتموه - أنتم قتلتموه مُعلقين إياه على خشبة..." وهكذا عزيزي القارئ إن دققت في رسائل باقي الرسل ستجد أنها لا تخلو من موضوع المسيح الفادي الذي بذل نفسه لأجل خطايانا... ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا الحاضر فإن كل مبشر أو كارز ناجح تجده يتكلم عن المسيح وإياه مصلوبًا. وفي هذه الرسالة سنناقش موضوع الصليب علاج الله لِما أوصلتنا إليه الخطيّة.

الخطيّة نجاسة ولكن دم الصليب يطهر ويقدس
يقول الكتاب: "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه؟" (إرميا ٩:١٧) ويذكر الرب يسوع أن في قلب الإنسان شرور عديدة تخرج من الداخل وتنجس الإنسان. ولكن كل إنسان يشتاق لمعرفة الله القدوس يدرك حاجته إلى غسيل داخلي في كيانه، وخاصة بعد فشل محاولاته ليغتسل من دنس الخطيّة. لهذا صرخ داود للرب قائلًا: "اغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيتي طهرني... قلبًا نقيًا اخلُقْ فيّ يا الله..." لا توجد قوة تستطيع أن تطهر القلب إلا دم يسوع المصلوب. "... دم المسيح، الذي بروح أزلي قدّم نفسه لله بلا عيب، يُطهر ضمائركم من أعمال ميتةٍ لتخدموا الله الحي!" (عبرانيين ١٤:٩)

الخطيّة عبءٍ ثقيلٍ ولكن يسوع حمل ثقلها فوق الصليب
عرف داود معنى ثقل الخطية فكتب بالروح: "لأنّ آثامي قد طمت فوق رأسي. كحملٍ ثقيلٍ أثقل مما أحتملُ." (مزمور ٤:38) وتقول النبوّة بأن يسوع حمل الخطيّة فوق الصليب "والرب وضع عليه إثم جميعنا... وهو حمل خطيّة كثيرين..." (إشعياء ٥٣) ويؤكد الوحي ذلك حين قال: "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة..." (1بطرس ٢٤:2) وسؤالي لك يا قارئي العزيز: هل أنت متعب من ثقل الخطايا؟ كن صريحًا مع نفسك، فالرب يعلم كل شيء عنك، لذلك هذه هي دعوة الرب لك ولكل المثقلين بهموم الخطايا: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم." (متى ٢٨:11)

الخطيّة عبودية وفي الصليب الحرية
يصف الكتاب حالتنا المزرية بأننا عبيد للخطيّة والفساد، وأفضل مثال يقرّب هذه الحقيقة لنا هو وصف الكتاب لشعب إسرائيل عندما كانوا في مصر، حيث تكررت العبارة "بيت العبودية"، أي عندما كانوا عبيدًا عند فرعون. لكن الرب المحرر العظيم أخرجهم بيد رفيعة، وكان قبل ذلك قد أمرهم أن يذبحوا خروف الفصح ويرشوا الدم، أي أنّ الرب افتداهم وأخرجهم! هكذا نحن أيضًا في العهد الجديد لنا خروف فصح إذ يقول الكتاب: "المسيح فصحنا." أي أنّ يسوع مات وسفك دمه لكي يحررنا من عبودية الخطية. وها هو الرب يعيد تلك الكلمات المباركة "... لأنادي للمأسورين بالإطلاق... وأرسل المنسحقين بالحرية." (لوقا ١٨:4) وقال أيضًا: "فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا." (يوحنا ٣٦:٨)

الخطيّة عداوة لله وبدم الصليب المصالحة
جعلت الخطيّة الإنسان في حالة عداوة وبُغضة لله. وكل خطيّة يفعلها الإنسان فكرًا، أو قولًا أو عملًا تكون كمن يبني جدارًا فاصلًا بينه وبين الله. فهناك من يبني جدار الإلحاد، أو الديانات والطقوس التي لا تضرّ ولا تنفع، وجدران التمتع الوقتي بالخطايا، إلخ... يقول الكتاب: "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم." لكن شكرًا لله لأنه أخذ مبادرة السلام وصالحنا فوق الصليب "عاملًا الصلح بدم صليبه." وأنتم الذين كنتم قبلًا أجنبيين وأعداء في الفكر، في الأعمال الشريرة، قد صالحكم الآن في جسم بشريَّتِه بالموت، ليحضركم قدّيسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه." (كولوسي ٢1:1-٢٢)
أيها القارئ العزيز، اسمح لي أن أسألك: هل تصالحت مع الله؟ إن كان جوابك نعم، افرح واشكر الرب لأجل نعمته الغنيّة ولأجل صليب الجلجثة، وإن كان لا، فهذه دعوة شخصيّة لك، تصالح الآن مع الله لأنه يريد أن يقطع معك عهد صلح وسلام، عهدًا أبديًا بدم الصليب، فلا تُضيِّع الفرصة، لا تقل لنفسك: ليس الآن، لأن الكتاب يقول: الآن هو وقت مقبول!

الخطيّة عارٌ وخزي والسِّتر في دم الصليب
جعلتنا الخطيّة في خزي وعري أمام الله، لا نقدر أن نستر أنفسنا. ومحاولاتنا الدينية هي أشبه بأوراق تين.
"... فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر." (تكوين ٧:3)
ولكن شكرًا لله الذي ألبس آدم وحواء أقمصة من جلد، صنعها الله من كبش مذبوح، وهو رمز للمرموز الحقيقي حمل الله، ابن الله يسوع الذي جاء ليرفع خطية العالم ولكي يكسونا ببره. "في هذا هي المحبة: ليس أنّنا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبّنا، وأرسل ابنه كفارة (غطاء) لخطايانا." (١يوحنا ١٠:4)
أخي القارئ الكريم، ربما وُلدت في عائلة مسيحية، ولكن اسأل نفسك بصراحة: هل أنا مُغطّى بكفارة المسيح؟ إن كان لا، فلا تُضيّع الفرصة الآن، الروح القدس يحاصرك ويقودك إلى المسيح المصلوب، إنه وقت لخلاصك.


تسعيرة الخطيّة وثمن الحياة الأبدية
يقول الكتاب: "لأن أجرة الخطيّة هي موت." وكأنّ الخطيّة تقول لك: أنت مستعبدٌ لي، اعمل ما تريد من الآثام وأنا أدفع لك الأجرة. والأجرة باهظة هي موت روحي، أي انفصالٌ وبعدٌ عن الله، وبعدها الموت الجسدي أي انفصال النفس والروح عن الجسد، والنهاية الموت الثاني أي الطرح في جهنم في الهلاك الأبدي.
آه، ويحي أنا الشقي، إن كنت أخطئ خطيئة واحدة في اليوم، فهذا يعني أنّ رصيد خطاياي يقدّر الآن بالآلاف! من ينقذني؟ إني مدان بدينونة أبدية!
آه، احتاج إلى حكم براءة من أعلى سلطة - من قبل الله العادل القدوس - لأني لو بقيتُ في جهنم لملايين السنين فلن أفي جزاء معاصيّ التي ترتفع كبرج يتعاظم إلى السماء.
لكن شكرًا للمحامي العادل يسوع الذي حمل دينونة خطايانا على الصليب، لذلك أصدر الله حكم براءتي وبراءتك. "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع."
إذا كان سجين محكوم عليه بالسجن المؤبد، ثم وصله خبرٌ لإطلاقه حرًّا، وأعطي في يده حكم براءته، فكيف ستكون مشاعره؟ ألا ينبغي أن نشكر الرب يسوع "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم من أجل تبريرنا."

يسوع المصلوب أعظم هدية من السماء لأردأ الخطاة
إن الصليب يظهر محبة الله لنا نحن الخطاة. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." ويقول أيضًا "لكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا."
عندما نُبشر النفوس بمحبة الله التي تجلّت فوق الصليب، نجعلها تلتقي بيسوع المصلوب. فمحبته تشفي الملدوغين بالخطية... تفتح بصيرتهم الروحية... تبدّد ظلمتهم وتشرق في قلوبهم. محبته تفدي وتكسر القيود... تحيي الأموات بالذنوب وتعطيهم حياة أبدية... تفرّح القلوب، وتروي العطاش لخلاص نفوسهم... نعم، محبته تحفّزنا أن نقدّم يسوع المسيح وإياه مصلوبًا.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

456 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577583