Voice of Preaching the Gospel

vopg

في هذه الفترة الأخيرة كلّمني الرب كثيرًا من كلمته ببعض الأعداد التي عزّت قلبي. فالناس بفترة الكورونا أو Covid-19 يبحثون عن أشياء تحميهم من المرض.

فالكثير منا يضع كِمَامات وحتى الآن صار لدينا منها أشكالٌ منوّعة، وكذا نقوم بترْك مسافة أمان بيننا وبين الآخرين. وبعض الناس يحاولون تجربةَ أشياء أخرى فيسألونني عن رأيي كطبيب بـ فيتامين C والزنك ومؤخرًا عن Hydroxychloroquine.
فقلت إنَّ المعلومات متضاربةٌ جدًا حول هذا الدواء لكنْ كلُّ الأعين الآن مثبَّتةٌ على اللّقاح. وبينما كنت أتكلم مؤخرًا مع وزير الصحة في إحدى الدول العربية قال لي: يا دكتور نحن نعتمد عليك، فحين يرى هذا اللقاح النور أرجو إرسال مليوني عيّنة منه لتوزيعهم في بلادنا. قلت له بالتأكيد يا حضرة الوزير، مع الأمل أن يكون مُجديًا وفعَّالًا.
لكن أقول لك، إنَّ هناك لقاحًا في كلمة الله، والرب لديه فاكسين ليس فقط لفيروس الكورونا بل لِما هو أخطر منه ألا وهو الخوف والقلق وللموت أيضًا. هل تعلم أنَّ نسبة الانتحار قد ارتفعت حول العالم خاصةً بعد هذا الوباء؟ لاحظ مثلًا في الولايات المتحدة، فقد أظهرت مقالةٌ طبية في مجلة JAMA وأكَّدتها Psychology Today ارتفاعَ نسبة الانتحار. لكن هناك ضمانةٌ في شخص المسيح. يا أخي ويا أختي، أتكلم لكَ ولكِ بصوت سيدي... هناك ضمانة حلوة من كلمة الله إذ تقول: "الربُّ نوري وخلاصي، ممَّن أخاف؟ الربُّ حصنُ حياتي، ممَّن أرتعب؟ ... واحدةً سألتُ من الرب وإيَّاها ألتمِس: أن أسكنَ في بيت الرب كلَّ أيام حياتي، لكي أنظرَ إلى جمال الرب وأتفرَّس في هيكله. لأنَّه يخبِّئُني في مظلَّته في يوم الشر. يسترني بسترِ خيمته. على صخرةٍ يرفعُني. والآن يرتفع رأسي على أعدائي حولي، فأذبحُ في خيمته ذبائحَ الهتاف. أغنِّي وأرنّم للرب." (مزمور 1:27-6)
في هذه الأيام الصعبة تقدر أن تغنّي للرب في وسط الظروف والمخاوف. من حقّ الناس أن تخاف - وأنت أيضًا - خاصةً إذا لم يكُنِ الربُّ هو الأساس في حياتها. لكن، أنت صديقي، لديك تعزيةٌ عظيمة أقوى من هايدروكسيكلوروكوين، والزنك، وفيتامين C وكذلك من اللّقاح. إنَّها في كلمة المسيح. هنا يعطيك ثلاثَ وسائط بالتحديد مع بداية المزمور للأمان لكي يطمئنَّ قلبك. الرب ينظر إليك لأنّكَ غالٍ في عينيه. بغضِّ النظر عن وضعِك الروحي. فإذا كنتَ مبتعدًا عنه كالخروف الضال فهوذا يناديك لترجعَ إليه ويقول لك: "لا تخفْ لأنّي فديتُك. دعوتُك باسمكَ. أنت لي." (إشعياء 1:43) وهذه الوسائل الثلاث لديها فاعلية أكثر من أكبر لقاح، ليس للكورونا فحسْب بل لمرض الخوف. نحن ندرك الآن أنَّ هناك ما يزيد على 18 مليون حالة كورونا أصبحنا نعرف نتائجَها بعدَ أكثر من شهر من مرض هؤلاء وشفائهم. وكانت نسبة الشفاء 95%. نسبة الشفاء هي جيدة جدًا. لكن أين هي المشكلة في مرض الكورونا إذن؟ إنَّها تداعياتُ الكورونا علينا جميعًا هي الخطِرة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. المجاعة التي أصبح البعض يعاني منها والأشغال التي خسِرها الناس. هذه كلُّها تدعو إلى القلق. كما أنَّ الناس لا يعرفون عندما يصابون بهذا المرض فيما إذا كانوا سيكونون من ضمن الـ 5٪ التي قضَتْ أم من 95% التي شُفيت! وهذا بالطبع مدعاةٌ للقلق والخوف وهو أمرٌ طبيعي. لكن لنَعُدْ إلى الوسائط الثلاث للنعمة العظيمة التي تمنحك لقاحًا ناجعًا إذا كنت من أولاد الرب.

أولًا: يخبِّئُني بمِظلَّة الخلاصِ والفداء
يصف لنا المزمور حالةً غير طبيعية لأنَّه يخبرنا كيف أنه نزل عليه جيش من الأشرار، وهذا هو يوم الشرّ المخيف. ويقول إن هناك حربًا عليه من الشرير ويصفُها بأوصافٍ فظيعة. لكن لماذا أخاف؟ لأنَّ الربَّ نوري وخلاصي، ممَّن أخاف؟ الربُّ حصنُ حياتي، ممَّن أرتعب؟ عنده ضمانة، لأنه اختارَ مخلّصًا وبيده كلُّ شيء: المستقبل، والعالم، والزمان، والمكان والإنسان... لهذا هذه المظلَّة التي تحميني وتحميك هي مظلّةُ الخلاص والفداء. "لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله." (أفسس 8:2) فإذا لم تختبرْ بعدُ خلاصَ الله فهذا هو وقتٌ مقبول وهوذا الآن وقتُ خلاص. تعال إليه وسلِّمه حياتَك. وقل له: أريد أن أرجعَ إليك فسامحْني عن خطاياي. عندها يقول لك: "قد محوتُ كغيمٍ ذنوبك وكسحابةٍ خطاياك." (إشعياء 22:44) إذا سلَّمت حياتك له فيصبح سيدًا على قلبك وروحك. وأيضًا إذا كنت من أولاد الرب فهذا وقتٌ لتمتحنَ نفسَك، أدعوك فيه لتأتي إليه بالتوبة. نحن نستخدم هذا التعبير للَّذين لم يختبروا الرب، لكن في أزمنةٍ مثلِ هذه كلُّنا مدعوّون للتوبة. "فاللهُ الآن يأمر جميعَ الناس في كلِّ مكان أن يتوبوا، متغاضيًا عن أزمنة الجهل." (أعمال 30:17) هل هناك استثناءٌ يا ترى للمؤمنين؟ كلَّا طبعًا. فكلُّ واحد فينا عليه أن يفحصَ دوافعَه ونواياه، هل أخطأنا بأفعالنا؟ وحين نفعل ذلك نختبرُ قوة الرب في حياتنا. هو لن يهمِلَك أو يتركَك. لكن مثلَما كان الوقت في زمن نوح، الدعوة موجَّهة لكل إنسان، لكنَّ الناس استهزأتْ بنوح حين كان يبني الفُلك من أجل طوفان قادمٍ في مكانٍ صحراوي حيث لا مطرَ البتة. الله يدعوك وينذرُك في هذه الأحوال ويقول: "تعالوا إلي يا جميعَ المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم." (متى 28:11) الرب ينذرك في هذه الأحوال الصعبة يا أخي، ويقول لك ارجع إليَّ لأنه "من يُقبل إليَّ لا أخرجه خارجًا." (يوحنا 37:6) نعم، فهذا وقتٌ لنقتربَ من الرب خاصة نحن المؤمنين. لا تستطيع فعلَ ذلك إذا كانت هناك خطايا في حياتك. ألا يقول الكتاب: "اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم. نقُّوا أيديكم أيها الخطاة، وطهِّروا قلوبكم يا ذوي الرأيين." (يعقوب 8:4) فتنقيةُ اليدين تشير إلى أعمالنا. و"طهّروا قلوبكم يا ذوي الرأيين" تعني أنَّ في قلبك رأيَيْن. لهذا علينا أن نطلب من الرب أن يغسِّلنا ويطهِّرنا من جديد. يقول الرب يسوع في رؤيا 16:3 "... هكذا لأنك فاترٌ، ولستَ باردًا ولا حارًا، أنا مزمعٌ أن أتقيَّأك من فمي." هناك أذنٌ ازدواجية في حياتك... عندَك رأيٌ مع الرب وآخَر مع العالم... لديك أولويَّاتٌ أخرى. وحين قال الربُّ يسوع: "لا تخفْ، أيُّها القطيعُ الصغير، لأنَّ أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت." قال مسبقًا لهم: "اطلبوا ملكوت الله، وهذه كلُّها تُزاد لكم." (لوقا 31:12) ولكي يكون هو فعلًا برجَك الحصين ويكون هو حصنَ حياتك يجب أن تأتي إليه بروح التوبة وتقول له: نقّني، حتى أستطيعَ أن أتحصَّن بك. لأنَّك لا تقدر على الاقتراب منه لأنَّه قدوس وأنت تعاني من خطايا في حياتك. أنا لا أقول إنك ستخسر خلاصَك، كلَّا، بل ستخسرُ البركة لتكون قريبًا منه ومحميًّا فيه، لأنه وحده يمنحك الحصانة. لهذا يقول: "اسمُ الرب برجٌ حصين، يركض إليه الصديق ويتمنَّع." (أمثال 10:18) إذن أنت بحاجة إلى أن تركض إليه وتحتمي فيه. لكن قبلًا، أنت بحاجة إلى دم يسوع المسيح الذي يطهِّرك من كل خطية. نعم، اختبرتَ الخلاص، لكن لا زلتَ تحتاج إلى توبة صادقة من القلب لكي يكونَ عندكَ تكريسٌ كامل وتسليم تامٌّ للرب فيكون هو الأول في حياتك.
في هذه الأيام الصعبة التي نمرُّ بها جميعًا لا بدَّ أن ترى عبَثِيَّة الحياة وهيئة هذا العالم وهي تزولُ بسرعة. لقد رأيتُها أنا في بلدي الأم لبنان، الذي كان عبرَ السنين وحتى مؤخرًا، يُنظَرُ إليه وكأنَّه سويسرا الشرق. وكلُّ مَنْ أراد أن يرتاح يذهب إلى لبنان الجميل لقضاءِ عطلته بالرَّغم من الحرب التي دامت خمسَ عشرة سنة لكنّه بلدُ العزّ والكرامة والبحبوحة. والآن وصلَ إلى مرحلة الانهيار الكامل ويا للأسف! وصار أغلبُ سكانه خارجَه. وبالرغم من دعم المغتربين له بشكل كبير، إلا أنَّ نسبةَ الفقر فيه باتتِ الآن أكثر من 50% وأصبح البعض يعاني من الجوع. هل سمعتَ بالشاب الذي وقف في منتصف شارع الحمراء في بيروت وهو يحمل لافتة مكتوبًا عليها: أنا مش كافر لكنَّ الجوع كافر؟ وأطلق الرصاص على رأسه وانتحر! نعم، هذا ما آلَ إليه لبنان الحبيب. لبنان يصرخ ويطلب معونة الدول مثل فرنسا "الأم الحنون". وبعدها توجَّه إلى مصرف النقد الدولي IMF وإلى دول أخرى للمساعدة، لكنَّ الجواب كان واحدًا: "لا نستطيع مساعدتك إلا إذا عملْتَ إصلاحاتٍ أولًا وقضيتَ على الفساد المستشري في البلد." وهكذا الرب يا صديقي، يقول لك بمحبته لا أستطيع مساعدتك حتى لو كنتَ ابنًا لي وغاليًا على قلبي، إلا إذا أحدثتَ إصلاحًا. فإذا لم تعمل إصلاحًا للفساد في حياتك - لأن قلب الإصلاح هو إصلاحُ القلب - فسيبقى الوضع كما هو عليه. لكنَّ الرب يريد أن يساعدك ويغيّر حياتك. فهل تسمح له؟
يريد الرب أن يضمَّنا إليه لكنَّه لا يقدر أن يفعل ذلك إن كان لدينا خطايا تفصلُنا عنه. وأوَّلُها هي ألَّا يكونَ هو الأوّلَ في حياتنا. لهذا يقول: "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبرَّه وهذه كلُّها تُزاد لكم." يقول: "لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي." إذن أنت في الرب فلن تخاف. هو حصن حياتك فممَّن ترتعب؟ عندها تأتي إلى البرج الحصين وتدرك أنه هو المدينة الحصينة.

يتبع في العدد القادم

المجموعة: شباط (فبراير) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

219 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10575058