Voice of Preaching the Gospel

vopg

"وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ." (غلاطية 22:5-23)

المحبة للرب وللآخرين هي أول فضيلة من ثمر الروح القدس التسعة وتنقسم إلى ثلاثة ثلاثيات: الثلاثية الأولى مرتبطة بعلاقة الإنسان بالله، وهي محبة، فرح، وسلام. الثلاثية الثانية مرتبطة بعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان وهي: طول أناة، لطف، صلاح. والثلاثية الثالثة مرتبطة بعلاقة الإنسان بنفسه وهي: إيمان، وداعة، تعفف. ويدور حديثنا حول المحبة.
طرح أحد الصحفيين هذا السؤال على جمهور الشارع: هل تحب الله؟ ليستطلع آراءهم في هذا الأمر، فسأل شخصًا: "هل تحب الله؟" فكان جوابه: "من هو الله لكي نحبه؟ وأين هو؟ أصلًا لا يوجد الله لكي نحبه!"
وسأل نفس السؤال لآخر: "هل تحب الله؟" فكانت الإجابة: "طبعًا، [ومين] في العالم لا يحب الله؟" فعاد يسأله: "هل تذهب إلى الكنيسة؟" فأجاب الرجل: "نعم، في الأعياد والأفراح، والجنازات."
وسأل الصحفي شخصًا آخر نفس السؤال: "هل تحب الله؟" فكانت الإجابة: "الذي لا يحب الله هو كافر!" فعاد يسأله: "هل تقضي معه وقتًا تتحدّث معه وتصلي إليه؟" أجاب الرجل: "أنا مشغول في عملي، فأنا رجل أعمال، لا يوجد عندي وقت حتى أكمل عملي!"
وسأل الصحفي سيدة: "هل تحبين الله؟" أجابت: "نعم، يا ابني، والله أنا أحبه؟" فعاد يسألها: "هل تقرئين الكتاب المقدس؟" أجابت: "أنا عندي الكتاب المقدس، وأضعه كل ليلة تحت المخدّة تحت رأسي، فأنا [مليش] في الدين!"
وعاد يسأل عشرات الناس من مختلف الأعمار وخرج بهذه النتيجة بأن الشارع ينقسم إلى قسمين: الملحدين الذين يقولون لا يوجد الله لنحبه. والمؤمنين بوجود الله الذين قالوا "نحب الله"، وهم الأكثرية، لكنهم أنواع ومنهم:
من يحب الله بالكلام وليس بالعمل.
ومن يحب الله وهو مشغول بعيدًا عنه.
وهناك من يقول: "أحبّ الله" وهو لا يعرف عنه إلا الاسم فقط ويردّده في الحلفان والقسم!
ويقول آخر: "أحب الله" وهو غرقان في خطاياه وشروره!
ومن يقول: "أحب الله" وهو لا يعرف باب الكنيسة ولا يرغب في الحضور والعبادة!
ويقول آخر: "أحب الله" ومحبة المال والعالم تتفوَّق على محبة الله!
إذًا، ما هي علامات محبة لله؟

1- التأكد من قبول المسيح ربًّا ومخلّصًا في حياتنا
إن قبول المسيح لا يعنى حضور كنيسة أو المعمودية، ولا يعنى اشتراك في مائدة الرب أو دفع عشور وكثرة تقدمات... ولا يعنى القيام بأعمال خيرية متعدّدة ولا يعنى كثرة خدمات وأنشطة كنسية... ولا يعنى علاقات جيدة بالآخرين، ولا أن يكون الشخص مؤدبًا وعلى خُلُقٍ ممتازة... كل هذا جميل ومقبول لكنه لا يعنى أن الإنسان مخلَّص وله حياة أبدية.
أما قبول المسيح فيعني: أن يقرّ الإنسان بأنه خاطئ، ويعترف صراحة بخطاياه، ويقدّم توبة صادقة، ويؤمن بالمسيح وكفاية كفارته، لأنه يقول:
"لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ." (رومية 9:10)

2– الأولوية للمسيح
قال يسوع: "من أحب أبًا أو أمًّا أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر منى فلا يستحقني." (متى 37:10)
تقابل الرب يسوع مع ثلاثة أشخاص، "قال له واحد: [يا سيد، أتبعك أينما تمضي]. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإنسان فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ». وَقَالَ لِآخَرَ: «اتْبَعْنِي». فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ». وَقَالَ آخَرُ أَيْضًا: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ، وَلَكِنِ ائْذنْ لِي أَوَّلًا أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إلى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ»". (لوقا 57:9–62)
لقد أوضح الرب يسوع لهم بأن الأولوية هي له قبل العلاقات وقبل كل شيء.
كان لكنيسة أفسس أنشطة كثيرة، ولكن الله قال لملاكها: "عندي عليك: أنك تركت محبّتك الأولى. فاذكر من أين سقطت وتب، واعمل الأعمال الأولى، وإلا فإني آتيك عن قريبٍ وأزحزح منارتك من مكانها، إن لم تتب." المحبة لله هي أهم من جميع الأنشطة الكنسية المختلفة.

3– الوقت الذي نقضيه في الشركة مع المسيح
كان السيد المسيح مثالنا في كل شيء وكذلك في الوقت الذي كان يقضيه مع الآب، فقد حرص الرب يسوع في أيام تجسّده أن يقضى ثلاثة أوقات منتظمة مع الآب في الصلاة:
في الصباح الباكر: "وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إلى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ." (مرقس 35:1)
في ختام اليوم: "وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إلى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ وَهُوَ عَلَى الْبَرِّ وَحْدَهُ." (مرقس 46:6-47)
في أثناء الليل: "وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إلى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ." (لوقا 12:6) وكذلك في حالات خاصة مثل اختيار التلاميذ.
إن كنت تقضى وقتًا كل يوم مع شريك حياتك الذي تحبه، فكم بالحري مع الرب الذي أحبك! اقضِ معه وقتًا متعبِّدًا سواء في خلوتك أو في بيته. ولتكن لك أشواق كاتب المزمور: "كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إلى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. عَطِشَتْ نَفْسِي إلى اللهِ إلى الإِلَهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ!" (مزمور 1:42-2)
كلّما أحببت الله اقتربت منه أكثر، وجلست معه أكثر، ودرست كلمته أكثر، وحضرت بيته أكثر، وخدمته أكثر...

4– خدمة المسيح
الرب يدعو أولاده المؤمنين الذين يحبونه أن يخدموه فيقول: "يا ابني، اذهب اليوم اعمَلْ في كرمي." (متى 28:21) فالدعوة هنا للأبناء.
قال المسيح لسمعان: "يا سمعان ابن يونا، أتحبّني أكثر من هؤلاء؟ ... ارْعَ غنمي..."
قال المسيح للذين خدموا ذي الاحتياجات الخاصة في متى 35:25-45 وهم ستة فئات: خدمة الفقراء، الغرباء، العطاش، المحتاجين إلى كساء، المرضى، المسجونين: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعدّ لكم..." معتبرًا أن خدمتهم هي خدمة شخصية له، قال:
"الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم." فخدمة الرب واسعة المجالات. يقول لك الرب: "يا ابني، اذهب اليوم اعمَلْ في كرمي" مبرهنًا على محبتك لي.

5– حفظ وصايا الرب
قال يسوع: "[اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي.] «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا.]" (يوحنا 21:14، 23)

6– التضحية لأجل الرب
قال الرسول بولس: "وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ." (أعمال 24:20)
"مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ.»" (رومية 35:8-36)
ختامًا، إلى أي مدى نحبّ نحن المسيح؟ يقول الكتاب: "إن كان أحد لا يحب الرب يسوع المسيح فليكن أناثيما! (أي ملعون)"

المجموعة: أذار (مارس) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

327 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629085