Voice of Preaching the Gospel

vopg

بعد أكثر من سنتين على جائحة كرونا التي قضت على أكثر من ستة ملايين شخص حول العالم، وبعد أشهر مضت على الحرب الروسية – الأوكرانية/الأوربية التي وضعت العالم على شفير حربٍ عالميةٍ نووية،

نرى شبح الموت يحاصر ويرعب الإنسانية. ونرى أيضًا الناس من حول العالم يصرخون ويبحثون عمّن ينقذهم من هذا العدو والشبح الفتاك القاتل. ولكن المنقذ والمخلص قد أتى من أكثر من ألفَي عام وبموته وبقيامته أباد الموت ومن له سلطان الموت وأعطى الحياة لمن يطلبونه. دعونا نتأمّل مع بعضنا البعض في إنجيل يوحنا 20 ابتداءً من العدد الأول.
"وفي أول الأسبوع جاءتْ مريمُ المجدلية إلى القبر باكرًا، والظلامُ باقٍ. فنظرتِ الحجرَ مرفوعًا عن القبر. فركضتْ وجاءتْ إلى سمعانَ بطرس وإلى التلميذ الآخَر الذي كان يسوعُ يحبُّه، وقالتْ لهما: [أخذوا السيّد من القبر، ولسنا نعلم أينَ وضعوه!]فخرج بطرسُ والتلميذُ الآخر وأتَيا إلى القبر... وانحنى فنظرَ الأكفانَ موضوعةً، ولكنَّه لم يدخلْ. ثمَّ جاءَ سمعانُ بطرس يتبعُه، ودخلَ القبر ونظرَ الأكفانَ موضوعةً، والمنديلَ الذي كان على رأسه ليسَ موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضعٍ وحدَه. فحينئذٍ دخلَ أيضًا التلميذُ الآخَر الذي جاء أولًا إلى القبر، ورأى فآمنَ، لأنهَّم لم يكونوا بعدُ يعرفونَ الكتاب: أنَّه ينبغي أنْ يقومَ من الأموات.فمضى التلميذانِ أيضًا إلى موضعِهما. أمَّا مريمُ فكانت واقفةً عندَ القبرِ خارجًا تبكي. وفيما هي تبكي انحنتْ إلى القبرِ، فنظَرتْ ملاكَيْن بثيابٍ بيضٍ جالسَيْن واحدًا عند الرأسِ والآخرَ عند الرجلَيْن، حيثُ كان جسدُ يسوع موضوعًا. فقالا لها: [يا امرأة، لماذا تبكينَ؟ قالتْ لهما: [إنَّهم أخذوا سيّدي، ولستْ أعلمُ أينَ وضعوه!] ولمَّا قالتْ هذا التفتتْ إلى الوراء، فنظرَتْ يسوعَ واقفًا، ولم تعلمْ أنَّه يسوع. قال لها يسوع: [يا امرأةُ، لماذا تبكينْ؟ مَن تطلُبين؟] فظنَّتْ تلكَ أنَّهُ البستاني، فقالتْ له: [يا سيِّد، إنْ كنتَ أنتَ قدْ حملْتَه فقُلْ لي أينَ وضعتَه، وأنا آخَذُه.] قال لها يسوع: [يا مريمُ!] فالتفتَتْ تلكَ وقالت لهُ: [ربّوني!] الذي تفسيرُه: يا معلّم. قال لها يسوع: [لا تلمِسيني لأنِّي لم أصعدْ بعدُ إلى أبي. ولكنِ اذْهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إنّي أصعدُ إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهِكم.] فجاءتْ مريمُ المجدليّة وأخبرتِ التلاميذ أنَّها رأتِ الرَّب، وأنَّهُ قالَ لها هذا."
نرى من خلال هذه الحادثة التي يُرويها لنا البشير يوحنا واقعًا لحالِنا نحنُ مَنْ نُسمِّي أنفسنا مسيحيّين. ففي هذه الأيام ونحن نحتفلُ بقيامة المسيح نجدُ أنَّ حالَنا يشبهُ كثيرًا حالَ هؤلاءِ التلاميذ الذين ركَضوا إلى ذلك المكان ورأوا ونظروا القبرَ الفارغ ولكنْ لم يكونوا قدِ اختبروا قيامةَ المسيح بالفعل ولم يتمتَّعوا ببركة القيامة لأنَّهم لم يفهموا معنى القيامة ولم يأخذوا بركاتِ القيامة. فحالُنا مثلُ حال مريم المجدلية، تأتي إلى هناك وترى القبر الفارغ فتبدأُ تبكي بدَلَ أن تفرحَ بسرِّ القيامة وبعمل القيامة وبحضور السيّد، والسيّد يتكلّم إليها ويقول لها: "يا امرأة – ما أحلى هذه الكلمات - لماذا تبكين؟" وهي تبكي وتذرفُ الدموع أمامَ الذي قامَ، حقًّا قام. نعم، فنحنُ مثل هؤلاء، لأنَّنا نحاول أن نفهم القيامة كحقيقةٍ في عقولنا بدَل أن نختبرَها كما اختبرَتْها الكنيسةُ الأولى. إذ يقول بولس: "لأعرفَه، وقوةَ قيامتِه، وشركةَ آلامِه، متشبِّهًا بموتِه." (فيلبي 10:3) فليتنا ندرك هذه الحقيقة التي وقعت عندَ القبر الفارغ.
وهنا لا بدَّ لنا أن ندركَ حقيقةً أساسية وهي أنَّ الموت هو حتميَّةُ الإنسان ومعضلتُه، لا بلْ هو مشكلةُ الإنسان! لأنَّه هناك عندما سقط آدم في الخطية الأولى، دخلتِ اللَّعنةُ على الإنسان، ودخلت الخطية ودخل المرض فدخل الحزن والوجع وكانت النتيجة الموت. سقط آدم وسقطتْ معه الإنسانيةُ جمعاء. كان الإنسان موعودًا بأن يتمتَّع بمحبة الله الفائقة، ونعمته، فخلَق له فردوسًا، أي المكانَ المثالي الذي يحلُم به كلُّ واحد منا حيثُ لا موتَ، لا حزنَ، لا وجع، ولا صراخ. وأَعطى آدمَ سلطانًا على كلِّ الخليقة. لكنَّ آدمَ سقطَ ونزلَ إلى الحضيض، وتحوَّل الإنسانُ إلى حيوانٍ مفترسٍ وقاتل. فقام قايينُ ابنُ آدم الأكبر وقتل أخاهُ الأصغر هابيل. وهذا بالضبط هو واقعُ العالم اليوم من حولِنا. أجل، لا تستغربْ، فالإنسان أضحى مثلَ الحيوان يستخدم عقلَه وفكرَه وكلَّ هذه التكنولوجيا ليذبحَ الناس ويقتلَ ويحرِقَ بالقنابل وبأسلحة الإجرام وأسلحة الدمار الشامل. أجل، أيُّ إنسان وبغضِّ النظر عن خلفيَّتِه وثقافته.
لكنْ، ونحن في حالِ اللَّعنة هذه، يأتي ذاك الذي أحبَّنا من السماء، اللهُ نفسُه يرسلُ كلمتَه... يرسل ذاتَه في شخص يسوع المسيح، ذاكَ الانسان الكامل الذي كان بدون خطية، والذي لم يعرفْ خطية، فيُصلَب لأجلِنا، ويحمل بنفسه هذه اللَّعنة، لعنة الخطية، ولعنة الموت. ألم يقل إشعياء النبي "أحزانَنا حمَلها وأوجاعَنا تحمّلها" (4:53)؟ وهناك امتصّ كلَّ هذه اللَّعنة بكل تأثيراتها سواءً في الموت أو في الخطيّة أو في الحزن واليأس الشديد اللَّذيْنِ أصابا الإنسان، امتصَّها كلَّها بشخصه. وعندما أنتَ - يا أخي - تقبلُ الصليب وتقبلُ عمل قيامته وتقبله كسيّد ومخلّص، يرفعُ عنك هذه اللَّعنة، وتحصلُ بالإيمان بالربِّ يسوع المسيح على أكثرَ ممَّا حصل عليه آدم قبلَ السقوط. وما خسِرناه نحن في السقوط، يُعوَّض علينا بأكثرَ جدًا من خلال نعمة المسيح. "ولكنْ حيثُ كثُرتِ الخطيةُ ازدادتِ النعمةُ جدًا." (رومية 20:5ب)
والآن لكي ندرك معًا أنَّ في هذا القبر الفارغ سرَّ الحياةِ الأبدية لكلّ واحد منا سنتأمَّلُ بثلاثِ بركاتٍ نحصل عليها عندما نتَّحدُ بموت المسيح وقيامته ونختبر فعلًا خلاصَنا وقوتَه.

أولًا: ينقلنا من الموت الأكيد الى الحياة الأبدية الأكيدة
عندما يموتُ شخص ما يكتبون على ورقةِ نَعْيِه: قال يسوع: "أنا هو القيامةُ والحياة. مَن آمن بي ولو ماتَ فسيحيا، وكلُّ مَن كان حيًّا وآمنَ بي فلنْ يموتَ إلى الأبد." (يوحنا 25:11-26) هذا كلام جميل، فالربُّ أعطانا حياةً أبدية وليس ديْنًا! مَنْ يقدرُ - من مؤسِّسي الأديان - أنْ يقولَ لكَ إنَك إنْ آمنتَ بي فلنْ تموتَ إلى الأبد؟ اليوم، يحاولون أن يعالجوا الأمراضَ الفتّاكة بالإنسان. فمثلًا، كان هناك مرضٌ مخيفٌ جدًا ومدمّر اسمُه (small pox) وهو نوع من الجدري المُميت، هذا يشوّهُ الإنسان ويميتُه. لكن، استطاعوا أن يجِدوا له لَقاحًا وكان هذا بالطبع إنجازًا عظيمًا. واليوم أيضًا يقولون إنَّ حوالي 20 مليون شخص يموتون من مرض السرطان حول العالم، ومَن يقدرُ أن يجدَ لقاحًا ضدَّه سيحصل بالتأكيد على جائزة نوبل. ثمَّ ماذا نقول عن المليون ونصف المليون شخص الذين يموتون من مرض الإيدز، والمليوني شخص الذين يموتون من مرض السلّ!؟ والسؤال هو: مَن يقدر على إيجاد لقاح ضدّ الموت يمنعُ به الموت عن الإنسان غيرَ الرب يسوعَ المسيح!
مهما كان الحال، فالموتُ محتَّمٌ على كل إنسان إن لم يكن عاجلًا فآجلًا. لكنْ هناك شخص واحد وحيد يقدر أن يقول: "من آمن بي فلن يموتَ الى الأبد." وهذا الإيمان ليس مجرَّدَ إيمانٍ عقليّ تقولُ له فيه أنتَ قمتَ من بين الأموات وأنا أؤمنُ بك، كلّا. بل هو توبةٌ صادقة من القلب بعد أن تسلِّمَه حياتك. هذا الإيمان الحي يغيّرُ حياتك بعمل صليب المسيح وقيامته من الأموات. أيُّها الأحباء انتبِهوا إلى الميراث الذي لدينا بحسب ما تقوله كلمةُ الله "إن كان روحُ الذي أقام يسوع المسيح من الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقامَ المسيح من الأموات سيُحيي أجسادَكم المائتة أيضًا بروحه السَّاكن فيكم." (رومية 11:8) أي في اللحظة التي تقبلُ فيها المسيح، روحَ الله، روحَ المسيح، روحَ القداسة، الروح القدس سيسكُن فيك، وهذا ما يقيمُ الانسانَ من الموت في يوم القيامة، لأنَّه عندما يكون روحُ المسيح فيك لا يقدرُ أن يسيطر الموتُ عليك، ويحوِّل عندها الربُّ الموتَ إلى جسرٍ تعبرُ به إلى الأبدية، هذا عن الموت الجسَدي.
ولكن ماذا عن الموت الروحي؟ كلُّ إنسان في حالته الطبيعية هو ميِّت روحيًا، ويعيشُ بيولوجيًّا. والموتُ هو انقطاعُ العلاقة، هو الابتعاد والانفصال عن الله وعن محبته ونعمته، ولذلك فهو يعيشُ في بُعدٍ عن الله. وعندما يموت جسديًا بدون يسوعَ المسيح يصيرُ إلى حالةٍ من الابتعاد الكامل عن حضور الله وهذه الحالة يسمِّيها الكتابُ (جهنّم). إذًا، ما هي جهنّم؟ هي حالة الابتعاد الكامل عن نعمة الله ومحبّته حيث البكاءُ وصريرُ الأسنان، وهناك يصرخُ الإنسان نادمًا لكنْ في ساعةٍ لا ينفعُ فيها النَّدم. تمامًا كما حصل مع الانسان الغني في القصة التي رواها المسيح بحسب لوقا إذ صرخ قائلًا: "يا أبي ابراهيم، ارحمْني، وأرسلْ لعازر لِيَبُلَّ طرَفَ إصبعِه بماء ويبرِّدَ لساني، لأني معذَّب في هذا اللهيب." (24:16) يقولون لك: "أنتَ متعلّم ومثقَّف وتؤمن بجهنّم؟!" نعم، جهنم موجودة. أخي، لا تؤجّل إلى تلك اللحظة أي عندَ فواتِ الأوان. أمَّا إنْ كنتَ تعرف المسيح، فعندك الدَّواء ضدَّ الموت الأبدي، الذي يسمِّيه الكتابُ الموتَ الثاني، لِتُخبِرَ الناسَ من حولِك. الدكتور موريس رولينغ هو بروفيسور في جامعة تينيسي، كانَ إنسانًا ملحِدًا، أتاهُ مرةً أحدُ المرضى للعلاج لكن وبينما كانَ يعاينه، توقَّف قلبهُ فجأةً. وحين أسعفَه استيقظ من الموت وقال له: "أرجوك، أرجوك لا تتركْني، أنا قد رأيتُ جهنَّم، أنا قد رأيت مكانًا مخيفًا جدًا من العذاب." ثم عاد وتوقَّف قلبُه ثانيةً، فأسعفَه مرةً أخرى إلى أن عاد إليه وعيُه. لكنَّه عادَ ليصرخ: أرجوك لا تتركْني. وهذا ما يسمّونه يا إخوتي [تجربة ما بعدَ الموت]. عندها، درس هذا البروفيسور أكثر عن الموضوع، فوجد أنَّ 300 شخص من الذين ماتوا أمامه، تعرّضوا لتجربة ما بعد الموت، أي تجربةُ جهنَّم. ووجد أيضًا أن عددًا من الأشخاص الذين حصلتْ معهم هذه الحالة صارتْ معهم [تجربةُ السماء]فسألهم: "لماذا؟" قالوا له: "لأنَّنا قد قبِلْنا الربَّ يسوعَ المسيح مخلّصًا لنا وفاديًا."
ولكن أريد هنا أن أسألك سؤالًا أكبر: من أين أتتْ جهنَّم؟ ومن أين أتى الشرّ؟ إليكَ هذه القصةَ الحقيقية. بروفيسور يسأل تلميذه: من أين أتى الشر؟ من أين أتت جهنم؟ أليس اللهُ خلقَ كلَّ شيء؟
قال له: نعم، خلقَ كلَّ شيء.
قال له: يعني هذا الإلهُ الصالحُ خلَق جهنّم وخلقَ الشر! وكان يهزأُ به قدّام التلاميذ، فرفع التلميذُ الجامعي يدَه وقال له: أريد فقط أن أعطيك فكرة صغيرة، هل اختبرتَ الظلامَ والعتمة؟ قال له: طبعًا اختبرتُ الظلام، فقال له: هل تعرف أنه لا يوجد شيءٌ اسمُه ظلام، لأنَّ الظلامَ هو اختفاءُ النور. نحن لا نستطيعُ أن نقدّرَ كمِ الظلامُ دامسًا إلَّا بقدرِ ما يوجد من النور. نحن لا نقدر أن نقيسَ قوةَ النور الموجودة، فالظلامُ هو اختفاءُ النور. هل اختبرتَ البرْد؟ قال له: البردُ هو اختفاءُ الحرارة لأنَّ البردَ الحقيقي هو الاختفاء الكامل للحرارة أي ناقص 460 فهرنهايت. هذا هو البرد الكلّي القارس. كذلك أيضًا جهنَّم هي اختفاءٌ وابتعادٌ كامل عن محبة الله ونعمته ورحمته. أما الطالب الذي كان يتكلم فهو [ألبرت أينشتاين]!
ولكن اليوم يا أخي عندك حلٌّ وبديلٌ في الربِّ يسوع المسيح. ما أحلى هذه الكلمات المقدسة: "لكي يُبيدَ بالموت ذاكَ الذي له سلطانُ الموت، أي ابليس." (عبرانيين 14:2) أي نقلَنا الربُّ من الموت الأكيد الى القيامة المجيدة. "مَن له الابنُ فله الحياة." فهل أنت متأكد مئة بالمئة من أنَّ لك حياةً أبدية؟ هل طلبتَ الرب؟ أمَّا أنا فقد طلبتُ الرب عدَّةَ مرّات، ولكن لم يحصلْ تغييرٌ في حياتي لأنِّي طلبتُه بدونِ توبةٍ صادقة ومن دونِ تسليمٍ كامل. لكن في 14 نيسان 1974 عندما جئتُ إلى الرب وسمعتُ صوتَه على فم المتكلم رجلِ الله، قلتُ له: يا رب، أريد أن أقدّمَ حياتي لكَ بالكليَّة بدون قيدٍ أو شرط وها أنا أتوبُ توبةً صادقة عن الماضي كيما تعطيني حياةً أبدية. أوه وفي كلِّ سنة في 14 من نيسان أحتفلُ بذكرى ذلك اليوم المميّز الذي اختبرْتُ فيه الحياةَ الجديدة.

يتبع في العدد القادم

المجموعة: نيسان (إبريل) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

686 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578232