"ردُّ الاعتبار باختصار هو نظامٌ يُقصد به منح الشخص الصادر بحقّهِ حُكم قضائي، فرصة إزالة أثره كاملًا، فيستردّ بذلك اعتبارَهُ
الذي تأثّر بالحكم الذي صدر بحقّهِ ومن ثم يسهل عليهِ العودة الى الاندماج في المجتمع. ويُعرف أيضًا بأنّهُ إعادة التقدير والاحترام بعد صدور قرارٍ أو حُكمٍ بالإدانة، أو ردّ الكرامة وإعادة الحقوق المدنية وإلغاء العقوبة." - منقول
حين تأمّلتُ في هذهِ السطور القضائية وجدتُ فيها حال البشرية الهوجاء التي عَمّت وسادت فيها الخطيئة وأصبحت ملعونة من قبل المحكمة الإلهية ووصمة عار وقضية جنائية خالفت وصايا الرب فحُكمَ عليها بعقوبة الموت "لأنّ أجرة الخطيئة هي موت. وَأَمَّّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." (رومية 23:6) ولو تأمّلنا في الأصحاحات الأولى من الكتاب المقدس نجد ما أتكلّم عنهُ اليوم، وهو الحكم الذي صدر على البشرية، يوم كسر آدم وصية الرب، ودخلت الخطيئة إلى عالمنا ولُعنت الأرض، وأُنزلت العقوبة بالموت - أي موت الجسد الذي هو من نصيب كل إنسان والموت الروحي أي الانفصال عن الله، وأصبحت الخطيئة حاجزًا يحلّ بيننا وبين الله، فأصبحنا مرفوضين من قِبل الله لأن الخطيئة شوّهت كياننا الداخلي وتركت آثارها فينا.
لكن الخبر المُفرح هو أن الرب جهّزَ لنا خطة إلهية عُيِّنت منذ الأزل، وهي أن الله الآب سيرسل لنا المسيح ليفتدينا - حينما قال للحيّة: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ (بين الحية إبليس) وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا (أي المسيح). هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ." (تكوين 15:3)، أي بمعناه أن هذه الآية تحقّقت في الرب يسوع المسيح الذي هو من نسل المرأة الذي افتدانا أمام الله الآب، يوم صُلب ومات على خشبة الصليب حاملًا اللعنة والخطيئة وقامَ في اليوم الثالث.
فآدم الأول عندما كسر وصية الله شوّه صورة الإنسان أمامه، أما آدم الأخير (يسوع) فأصلح صورة الإنسان يوم تمّم مشيئة الله الآب في الصليب. لقد أورث آدم الأول الإنسان أن يكونَ عبدًا للخطيئة. أمّا آدم الأخير فافتدى الإنسان وأعادَ لهُ مكانتهُ كابنٍ لله. في آدم الأوّل طُردَ الإنسان من الحضرة الإلهية، وفي آدم الأخير تصالح الإنسان مع الله الآب.
إخوتي الأحباء، إن موت الرب يسوع المسيح لبّى كافة مطالب عدالة الله الآب وأزال حُكم الموت الذي صدر على البشرية، وأعادَ للإنسان صورتهُ الأولى وردّ كرامتهُ وحقوقهُ وحُرِّيّتهُ.
واليوم كل من يَقْبَل الرب يسوع المسيح مخلِّصًا لهُ، ويقبل فداءه يصبح ابنًا لله الآب، ويكون دم المسيح علامة البرّ التي يراها الله الآب فيهِ.
تعال اليوم إلى الرب يسوع المسيح فهو الوحيد القادر أن يخلّصك ويجعلك ابنًا له.