Voice of Preaching the Gospel

vopg

لماذا طلب الرسل من الرب قائلين: "يا رب، زدْ إيماننا"؟

إنهم لم يطلبوا زيادة الإيمان الذي به خلصوا، بل الإيمان الذي يواجهون به تقلّبات الحياة فلا تضطرب قلوبهم.
نحتاج لزيادة إيماننا لكي:

1- نقدر أن نطيع وصايا الرب
قال الرب للرسل: "اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ». فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا!»"
أجل، إننا نحتاج إلى زيادة الإيمان لنتعلّم معنى الغفران سبعين مرّة سبع مرّات في اليوم، أي أن نغفر ونسامح دائمًا. وبولس رجل الإيمان عرف بإيمانه المتزايد كيف يسامح. فهو يكتب لتيموثاوس عن الإخوة الذين تعلّموا منه، وتلذّذوا بمواعظه، ثم تركوه، كما ترك التلاميذ سيدهم ساعة الصلب، ولكن بولس لم يمتلئ مرارة، ولم يطلب انتقامًا ولكنه عرف كيف يغفر. استمِعْ إلى كلماته: "فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي... وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ... فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ..."
(2تي 16:4-18)
لقد غفر بولس كما غفر استفانوس الشهيد إذ قال واليهود يرجمونه: "يا ربّ، لا تُقِمْ لهم هذه الخطية." (أعمال 60:7) وكان سرّ غفرانه أنه كان ممتلئًا من الإيمان.
لماذا ترتعد فرائصنا حين نسمع صفارة الإنذار؟ لماذا تصفرّ وجوهنا؟ ليس لأننا غير مخلّصين، وإنما لأن إيماننا دون المستوى الذي فيه نستمتع بالسلام الذي يفوق كل عقل.

2- نمتلئ بالسلام
قال بولس الرسول: "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."
حدّثنا أحد كبار الكتّاب أنه كان في خندق في أثناء الحرب العظمى الثانية، وكانت طائرات الأعداء تقذف قنابلها بشدّة. وكان جميع من في الخندق في خوف وذهول – عدا واحد فقط كان أحد رجال الله... مسكَ الإنجيل وبدأ يعظ الخائفين عن ضرورة قبول المسيح للخلاص والتمسّك به للامتلاء بالسلام.
هل سمعتم عن جورج واشنطن الرجل الذي كان يحمل أعباء الولايات المتحدة على كتفيه؟ دخل ذات يوم وكانت الكآبة تحفر خطوطًا عميقة في وجهه بسبب مشكلة كان لا بدّ من حلّها. وكان في خدمته قديس زنجي اسمه وليم وسأله: "أتريد الطعام يا سيدي؟" قال واشنطن: "أبْعِدْ عني الطعام فليست لديّ شهيّة للأكل... "ولكن الخادم القديس أراد أن يعطي درسًا لسيّده فقال له: "كم عمرك يا سيّدي؟" قال واشنطن بغضب: "ولماذا تسألني؟ عمري 52 سنة." واستطرد الخادم الزنجي يقول: "هل تركك الرب خلال هذا العمر يا سيدي أم أنه اعتنى بك؟" وسكت واشنطن قليلاً ثم أجاب بهدوء: "لقد اعتنى بي كثيرًا يا وليم". قال له: "قم وكلْ إذًا يا سيّدي، فإن عند الرب السيد للموت مخارج... إن الذي اهتمّ بك طيلة هذه السنين لا بدّ أن يرعاك ما بقي لك من العمر..." وانفرجت أسارير واشنطن وامتلأ سلامًا.

3- حتى لا نتعثّر من نجاح الأشرار
لقد كاد آساف يزلّ عندما رأى نجاح الأشرار، عندما رأى الأقزام في مراكز البطولة، ورأى الأشراف مداسين بالأقدام... وكتب آساف يقول: "إنما صالح الله... لأنقياء القلب. أما أنا فكادت تزلّ قدماي... لولا قليل لزلقت خطواتي. لأني غرت من المتكبّرين إذ رأيت سلامة الأشرار..." واحتاج آساف لزيادة إيمانه... احتاج أن يدخل مدرسة الإيمان ليرى نهاية الأشرار. ولما أمسك الرب بيده وكشف الحقائق عن عينيه كتب قائلاً: "... دخلت مقادس الله وانتبهت إلى آخرتهم. حقًا في مزالق جعلتهم. أسقطتهم إلى البوار. كيف صاروا للخراب بغتة. اضمحلّوا..." ثم انتهى بعد أن رأى هذا إلى الكلمات "أما أنا فالاقتراب إلى الله حسن لي..."

4- لنحيا ظافرين
يأتي معظم همومنا من التفكير في الغد، مع أن الرب يقول: "لا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شرّه." عش يومك سعيدًا... إن الذي رعاك بالأمس سيرعاك اليوم وسيرعاك غدًا. فلتكن صلاتك كصلاة التلاميذ للربّ: "يا رب، زد إيماني."
كان بنجامين فرانكلين في جلسة ضمّت الكثيرين ممن يعرفهم ولا يعرفهم، ودار الحديث حتى وصل إلى الكتاب المقدس. وبدأ أحد الجالسين يتكلّم بهزء واستخفاف عن الكتاب المقدس مؤكدًا أنه مجموعة أساطير... ونظر إليه فرانكلين وقال: "هل قرأت الكتاب المقدس؟" أجاب: "كلّا." قال فرانكلين: "وكيف تحكم على كتاب لم تقرأه؟" أجاب: "حكمت عليه مما قرأته عنه." قال بنجامين: "ما دمتَ أديبًا وعالمًا هكذا فدعني أقرأ لك جزءًا من كتاب معي، وأعطني رأيك فيه." ثم أخرج فرانكلين الكتاب بعد أن أخفى غلافه وفتح سفر حبقوق وقرأ: "فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا... فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي..." واستطرد فرانكلين قائلاً: "ما رأيك؟" قال محدّثه: "هذا انتصار يفوق طبيعة البشر...: قال له: "هذا هو انتصار الله... وهذا هو الكتاب المقدس الذي تستهزئ به وتتهكّم عليه!"
ألا تأتي إلى الرب حين تضيق ظروفك وتقول: "أرفع عينيّ إلى الجبال من حيث يأتي عوني معونتي من عند الرب صانع السماوات والأرض... وتقول: يا رب زدْ إيماني؟

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2023

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

60 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10625948