"وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ..." (تكوين 25:49)
يتحدّث الكتاب المقدس بعهديه عن قدرة الله، وأشهر عبارة ذكرها هي
"الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" التي وردت في الكتاب المقدس 15 مرة: 5 مرات في العهد القديم و10 مرات في العهد الجديد (9 مرات في سفر الرؤيا وحده ومرة واحدة في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس).
وحول قدرة الله أحدّثكم في أمرين:
أولًا: تأكيدات عن قدرة الله
1- شهادة إله السماء: قال الله لأبرام (إبراهيم): "أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملاً." (تكوين 1:17). وقال ليعقوب: "أنا الله القدير. أثمر واكثُرْ." ويقول أيضًا: "وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء." (خروج 3:6) ويقول في سفر الرؤيا: "[أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ."
2- معجزات صنعها الله أحيت الأمل والرجاء
أ- معجزات صنعها أكّدت سلطانه على الطبيعة: بقدرته أمر البحر فهدأ وسكن – بقدرته أوقف الشمس لمدة يوم كامل ولم تعجّل للغروب.
ب- معجزات صنعها أظهرت سلطانه على الأرواح الشريرة – أخرج بقدرته الأرواح الشريرة من أناس كثيرين أشهرهم الرجل الذي أخرج منه اللجئون وكان يسكن القبور ويصيح ويجرّح نفسه بالحجارة. وبعد أن أخرج منه الأرواح الشريرة وجدوه "جالسًا ولابسًا وعاقلاً."
ت- معجزات شفاء صنعها أظهرت سلطانه على حالات مرضية كالبرص، والعمى، والحمى، والاستسقاء، والانحناء، ويبوسة اليد، والشلل التام.
ث- معجزات صنعها أيّدت سلطانه على الموت: أقام ابنة يايرس من الموت، وأقام ابن أرملة نايين الذي كان في الطريق إلى مثواه الأخير، وأقام لعازر بعد أن أنتن.
3- شهادة الأصدقاء: شهد إبراهيم "وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ (الله) هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا." (رومية 21:4)، "إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ." (عبرانيين 19:1)
شهد عنه يعقوب بأنه "القادر على كل شيء." "وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ..." (تكوين 25:49) يقول عنه: إشعياء "إلهًا قديرًا"، وإرميا "الرب معي كجبار قدير"، وصفنيا "الرَّبُّ إلهك فِي وَسَطِك جبّار"، وشهدت العذراء الطهور مريم "الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ"، وبولس الرسول: "وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ"، ويهوذا "وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ".
ثانيًا: بركات قدرة الله
1- يمنحنا قوة: "سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." (أعمال 8:1)
2- يمنطقنا: "الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلاً." (مزمور 33:18) والمنطقة هي ضمن الأسلحة الروحية. "فاثبتوا مُمَنطِقين أحقاءكم بالحقّ." (أفسس 14:6)
3- ينصرنا: يعطينا الغلبة والانتصار "شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1كورنثوس 57:15) ويقودنا أيضًا في موكب نصرته. هاجم الشيطان يهوشع الكاهن العظيم وكاد أن ينتصر عليه لولا تدخّل الرب بقوله: "لينتهرك الرب."
4- بقوّته يشفينا: "وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ لِشِفَائِهِمْ." (لوقا 17:5) يقول المرنم:
"كم شفاني من سقام كم جلا عنّي الظلام
كم أحاطت بي يداه ذا حبيبي يا جمـــوع
"ولكم أيها المتّقون اسمي تشرق شمس البرّ والشفاء في أجنحتها." (ملاخي 2:4)
"أنا الرب شافيك."
5- بقوّته يحرسنا: "أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمانٍ، لخلاصٍ مستعَدٍّ أن يُعلن في الزمان الأخير." قالت حنّة أم صموئيل: "أرجل أتقيائه يحرس." (1صموئيل 9:2)
"أنا الرب حارسها. أسقيها في كل لحظة. لئلا يوقَعَ بها أحرسها ليلًا ونهارًا."
"على أسوارك يا أورشليم أقمت حرّاسًا لا يسكتون كلّ النهار وكلّ الليل على الدوام." (إشعياء 6:62)
6- يحمينا بقوته: هو الملجأ والحصن والمعروف أنهما للحماية - لكي نحتمي تحت ظلّ جناحيه. تقول كلمة الله أمرًا يعزّينا وهو "وحماهم من كل ناحية." (2أخبار 22:32) "بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ." "... ويخلّصهم، لأنهم احتمَوْا به."