Voice of Preaching the Gospel

vopg

نلاحظ أنه كلّما شهد عالمنا حروبًا، وصراعات، وكوارث متنوّعة، وأوبئة كثرت الإشاعات، وارتفعت وتيرة الأصوات المنادیة

باقتراب نهاية العالم، أو دمار كوكب الأرض... فما هي حقيقة الأمر في الكتاب المقدس؟ ما هو المقصود بالأیام الأخیرة؟ وما هي العلامات التي تشیر إلى مجيء المسیح الثاني؟

مفهوم الأيام الأخیرة
یشیر مصطلح "الأيام الأخیرة" في العهد الجدید إلى الفترة الزمنیة الممتدّة من مجيء المسیح الأوّل إلى مجيئه الثاني القادم في المستقبل، والذي لم یحدّد اﷲ موعده، لا بالیوم، ولا بالساعة، بل حفظه سرًّا في سلطانه. "اﷲ بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قدیمًا بأنواع وطرق كثیرة، كلّمنا في هذه الأيام الأخیرة في ابنه…" (عبرانيين 1:1-2) فالمصطلح یعبّر عن آخر إعلانات اﷲ للبشریة، بشكل مباشر، ونهائي من خلال ابنه يسوع المسیح، وعمله التام على الصليب في فداء الجنس البشري، وإتاحة دخول ملكوت اﷲ لكلّ الناس. وما زلنا نعیش في تلك الأیام الأخیرة، والتي یمكن أن نسمّيها: عصر النعمة، أو عصر الكنيسة، أو الفرصة الأخیرة للتوبة ودخول ملكوت اﷲ. هذه الفترة، سوف تنتهي فجأة بمجيء المسیح الثاني واختطاف الكنيسة.

علامات مجيء المسیح الثاني
نلاحظ في سیاق تعليم بولس حول عقيدة الأمور الأخیرة، ومجيء المسیح الثاني، أنه لا یعتبر الحروب والكوارث الطبيعية، أنها تشكّل علامات ينبغي مراقبتها لمعرفة قرب مجيء الرب. فالحروب، موجودة منذ فجر التاريخ، وهي ناتجة من طبيعتنا البشرية الساقطة، أما الكوارث الطبيعية فهي جزء من لعنة الأرض الناتجة عن سقوط آدم في الخطيئة. ویوضّح بولس في رسائله، ماهية العلامات التي يجب أن نراقبها. ففي رسالة تیموثاوس الأولى يشدّد على ارتداد الناس عن الإيمان، واتباعهم أرواحًا مُضِلَّة، وتعاليم شياطين: "ولكن الروح يقول صريحًا: إنه في الأزمنة الأخیرة يرتدّ قوم عن الإيمان، تابعين أرواحًا مضلّة وتعاليم شياطين، في رياء أقوال كاذبة، موسومة ضمائرهم." (1تیموثاوس 1:4-2) أما في رسالته الثانية إلى تیموثاوس، نجده یحذّر من خطورة الأیام الأخیرة باستخدام كلمة "كالیبوس" اليونانية. فيحذّر تیموثاوس بأنه في الأیام الأخیرة ستأتي أزمنة صعبة وخطيرة، لیس بسبب الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، بل بسبب انحطاط حالة الناس الأخلاقية: "ولكن اعلَمْ هذا أنه في الأیام الأخیرة ستأتي أزمنة صعبة (خطيرة)، لأن الناس يكونون محبّين لأنفسهم، محبّين للمال، متعظّمين مستكبرين، مجدّفين..." (2تیموثاوس 1:3-6) ویسرد 19 صفة من صفات الناس الأخلاقية في الأیام الأخیرة، تشمل الأنانية والجشع، والكبرياء، والشراسة والتديّن المزيّف.
أما في رسالته الثانية إلى مؤمني تسالونيكي، فیطَمئِن بولس المؤمنين بأن يوم الرب، ومجيء المسیح لاختطاف الكنيسة، لم يأتِ بعد، وأن ذلك الحدث سوف تسبقه علامة فارقة مزدوجة هي: حصول الارتداد، واستعلان ضدّ المسیح. ولكن ما هو المقصود بفكرة الارتداد؟ على عكس ما يظنّه معظم الناس، فإن الارتداد بحسب العهد الجدید، لا يعني الإلحاد، أو عدم الإيمان، بل تحمل معنى محدّد، وهو اعتراف ظاهري، مبنيّ على إيمان غير حقيقي بالمسیح، وادعاء مزیّف باتباع المسیح، ثم التخلّي عنه. فالشخص المرتدّ وشخص مطّلع ومستنير بشكلٍ جیّد على محتوى رسالة الإنجيل، أي أن لديه معرفة كافیة لیقرر قبول المسیح كمخلّص، ومع ذلك یرفض المسیح عن تعمّد، وإصرار. هذا الارتداد یتمّ عادة على مستوى أفراد يتخلّون عن إيمانهم بالمسیح، ویتمّ كذلك على مستوى واسع، يشمل كنائس، وطوائف مسیحیة. وأيضًا حضارات وشعوب، اشتهرت بتراثها، وثقافتها، وقیمها الأخلاقية المسیحیة، أمثال أوروبا الغربية، وكندا، وأستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية، نراها في أيامنا، تتحوّل تدریجیًا إلى دول ملحدة ترفض المسیحیة، وتضطهد المسیحیین. وشيئًا فشيئًا، یصبح الارتداد عن الإيمان واتباع تعاليم الشياطين، والثقافة السائدة في عصرنا، والتي تمهّد المسرح لاستعلان وظهور شخص ضدّ المسیح: التجسيد العملي للتمرّد والارتداد عن الحقّ، الذي یصفه بولس بأنه: "إنسان الخطيئة، ابن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يُدعى إلهًا أو معبودًا، حتى إنه يجلس في هيكل اﷲ مظهرًا نفسه أنه إله." (2تسالونيكي 3:2-4) إن ارتداد الناس عن المسیح كأفراد، وشعوب، وحضارات سیقودهم في نهاية المطاف إلى فخّ الخداع، والضلال، فيصدقوا الكذب ويدانوا: "ولأجل هذا سيرسل إليهم اﷲ عمل الضلال، حتى یصدّقوا الكذب، لكي یُدان جميع الذين لم یصدّقوا الحقّ، بل سرّوا بالإثم." (11:2-12)
لكن العهد الجدید يشدّد على ملاحظة العلامة الأساسية التي تسبق مجيء المسیح، وهي تردّي وانحطاط حالة الناس الأخلاقية، والتي تبلغ ذروتها في ارتدادٍ عام عن الإيمان، على مستوى أفراد وشعوب، وحضارات، واتّباع أرواح مضلّة، وتعاليم شیاطین. ونشوء ثقافة مضادّة للمسيح وتعاليمه، تمهّد لظهور واستعلان شخص يؤلّه نفسه ویطلب من الناس عبادته، بدیلًا عن المسیح. هذا الشخص سوف "يبيده الرب بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه"، عدد 8. أما جميع من لم یقبلوا محبة الحق حتى یخلصوا، فسوف يصدّقون الكذب وعمل الضلال، وبالتالي ينالون دينونة عادلة.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

536 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577777