Voice of Preaching the Gospel

vopg

نسأل مرات كثيرة: هل الله يتكلم؟ ولماذا لا أسمع صوت الله؟ لكن دعني أجيب عن سؤال آخر:

"متى تتّفق إرادة كابتن الطائرة مع إرادتي؟ إذا كانت الطائرة المتّجهة إلى مصر ستتحرّك من البوابة C-10 لكنّكَ ذهبت إلى البوابة F-40 المتّجهة إلى فرنسا، فهل ستصل إلى مصر؟ هل هو خطأ كابتن الطائرة؟
كثيرًا ما نرغب في سماع صوت الله، لكنّنا نقف في المكان الخطأ! وفي هذه السلسلة سنسبح معًا في بحر معرفة إرادة الله ومشيئته.
احذر من ٧ أمور تقودك إلى عدم معرفة صوت الله وتمييزه

1- المشاعر والعواطف: إن الانسياق وراء المشاعر والعواطف هو من أخطر الأمور التي تدمّر الإنسان لأن القرار هنا غير مبنيٍّ على أساس ثابت بل على أساس متغيِّر، والأرض المتحرّكة لا تستطيع أن تقف عليها، فهي محفوفة بالمخاطر ومليئة بالمنحنيات وتكثر عليها علامات "قف". لقد انساق موسى وراء المشاعر والعواطف فقتل المصري (خروج 12:2) ثم قام وضرب الصخرة (عدد 11:20).

2- الاستحسان البشري: كثيرًا ما أخذنا قرارًا لمجرّد أننا حسبنا كلَّ شيءٍ، والأمور كلُّها تسير وفق ما نرى، ونتوقَّع شيئًا ثم نُفاجأ بتغيُّر كلِّ الأمور، وهنا نُصاب بالانهيار والألم. هذا ما حدث مع شخصٍ خطّط بحسب منظوره أنه "صح"... وأن اختياره السليم... وأنه في طريق النجاح والغنى والثروة، ولكن كانت صدمته مرعبة عندما اكتشف خطأ حساباته، وفشل تخطيطه، وذهاب كل شيء في طريق اللاعودة.
"فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ... فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ، وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا... وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا." (تكوين 10:13-١٣)
لكننا نكتشف المفاجأة "إِذْ كَانَ الْبَارُّ، بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ." (٢بطرس 8:2)

3- الواقع المظلم: قد تغيب الشمس من حياتنا ويهجم الليل علينا فيملأ حياتنا بالاكتئاب والخوف، وقد تأتي علينا رياح وأعاصير الهموم والأحزان فتحجب الرؤيا وتُلهب العين فلا نعرف أين نحن ولا أين نحن ذاهبون؟ ويرتفع نبض القلب بالأنين والشكوى دون مبالٍ أو معين، وتعلو صرخةٌ مُرّة تشقّ قلب الزمن، وتتحطّم على صخر الواقع المرّ، تقسمني وتُلقيني في بحرٍ بلا قاربٍ أو طوق نجاة.
لقد كانت سارة تمرّ بظروفٍ نفسيّة صعبة، وواقع مرٍّ لن يتغيّر، وسهام كلام البشر الذي لا يرحم، ونظرة المجتمع وعاداته؛ فهي الزوجة التي بلغت حوالي الثمانين الآن وزوجها رجل مسنّ وهي عاقر... فاجأت سارة الجميع بقرارها "فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ.] فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ. فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَام هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ... وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ." (تكوين 2:16-٣) وكانت النتيجة: "لَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرْتُ فِي عَيْنَيْهَا." (تكوين 5:16)

4- راحة الآخرين: يتداخل الناس دائمًا في أمورنا الخاصة، ومرات كثيرة يفرضون علينا آراءهم ووجهات نظرهم، ويصرّون على تنفيذ مشيئتهم في حياتنا بل يمثّلون عنصر ضغط هائل على تفكيرنا وأعصابنا، لأنهم يتبرّعون بالتفكير عوضًا عنّا وتقديم الحلول التي تتوافق وتفكيرهم.
عزيزي القارئ، أنا لا أقول لك كن معاندًا وضدّ الآخرين، ولكن لا تتسرّع في اتّخاذ القرار.

5 - الخوف من الآخرين: مرات أخرى كثيرة نأخذ قرارًا هامًّا في حياتنا ليس فقط بسبب ضغط الآخرين بل بسبب الخوف منهم وعدم القدرة على قول كلمة [لا] ومواجهتهم مما يعرّض حياتنا ومستقبلنا إلى الخطر. وذلك هو ما وقع فيه هارون وعرّض حياته وحياة الشعب إلى الهلاك والعقاب الإلهي. في خروج ٣٢ "اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا.] فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: [انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَأْتُونِي بِهَا.] ... فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ." أنا لست ضدّ آراء الآخرين لأنهم مرّات كثيرة يكونون بركة لحياتنا وسبب تشجيعٍ وتعضيدٍ، ولكن أنا ضدّ الانسياق والخضوع لهم دون تفكير ودون صلاة وانتظار الرب. فسواء كان الأمر لراحة الآخرين أو خوفًا منهم، أنا ضدّ اتّخاذ قرارٍ قائم على الآخرين.

6- التسرّع في اتّخاذ القرار: القرار السريع هو القرار الذي يُتَّخَذ بلا تفكيرٍ وبلا تأنٍّ، هو وليد اللحظة، ولا يستند إلى واقعٍ أو منطقٍ. إنه قفزةٌ في الظلام وهو قرار عشوائي يخرج بلا مقدّمات وهو قرار فجائي.
هل عرفت عن أسرع قرار في الكتاب المقدس؟ "فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَاَ فأَكَلَ." (تكوين 6:3) لم يتذكّر آدم وصيّة الله له بأن لا يأكل من هذه الشجرة. ولم يدرس النتائج المترتّبة على هذا القرار، ولم يدرك مسؤوليته الشخصية عن هذا القرار.

7- احذَر الماضي: قد يكون الماضي شبحًا عظيمًا ومخيفًا يقف في وجهة كل جديد وكل قرار، ففشل الماضي قد يُحطِّم الحاضر ويخنق المستقبل، ويجهض ولادة كل فكرة أو رؤية بنّاءة للمستقبل. فلا تفكِّر في المستقبل بعيون الماضي الأليم، ولا تجعل الماضي قائدًا أو سيِّدًا لك، ولا تقف أمامه عاجزًا حائرًا بل تخطَّ السدود والحدود، واهرب من الماضي بقوّة الحاضر وروعة المستقبل، ولا تقف تبكي اللبن المسكوب.
"وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا إذ أنا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ." (فيلبي 13:3)

المجموعة: حزيران (يونيو) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

534 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577768