"وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ، كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ
الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ. فَهذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلاَ الْهَيْكَلَ، سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا، وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَيْنَا!» فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِرًا أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئًا. فَقَالَ بُطْرُسُ: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!». وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ، فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ. وَأَبْصَرَهُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَهُوَ يَمْشِي وَيُسَبِّحُ اللهَ. وَعَرَفُوهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ لأَجْلِ الصَّدَقَةِ عَلَى بَابِ الْهَيْكَلِ الْجَمِيلِ، فَامْتَلأُوا دَهْشَةً وَحَيْرَةً مِمَّا حَدَثَ لَهُ." (أعمال 2:3-١٠)
ما هي أبعاد قصة الشحاذ الأعرج وتأثيرها علينا؟
تميّز هذا الرجل بأنهُ كان أعرجًا منذ الولادة وشحاذًا، لكنه نال شفاء معجزيًّا عندما قال له الرسول بطرس: "باسم يسوع المسيح الناصري قم وامشِ!" لقد حصل على نعمة معجزية في لحظة جعلته يمشي باسم الرب يسوع المسيح الحي... القادر على كل شيء... البار... والمخلص، فتغيرت حياة هذا الإنسان.
كان قبلاً يُحمل بأيدي الناس، وفي لحظة شُفي وبدأ يُكرم الله ويطلق له التسابيح... يقفز على رجليهِ ويسبّح الله! كان قبلاً يوضع خارج مدخل الهيكل - لأنهُ بحسب الناموس لا يجوز لإنسان فيهِ عيب خُلقي أن يقترب من الحجاب والمذبح (لاويين 18:21-٢٣)، لكنه شُفِيَ فوثب، ووقف، وصار يمشى، ودخل مع بطرس ويوحنا إلى الهيكل يمشي ويطفر ويسبّح الله! وأبصره جميع الشعب... وعرفوه أنه هو ذلك الشخص الذي كان يجلس لأجل الصدقة على باب الهيكل.
كذلك نحن، وُلدنا جميعًا وطبيعة الشر فينا بغير إرادتنا... وُلدنا نستعطي سلامًا مُزيّفًا من العالم، وصدقة حبّ العالم، والملذات، والشهوات العالمية، لنطفئ بها غرائزنا... أي وُلدنا ونحن عُرجٌ وشحّاذين روحيًا!
لكن النعمة طهّرتنا من كل نجاسة وجعلتنا مستحقين أن نقترب من عرش الله في الرب يسوع المسيح، فصحّحت كل عيب فينا وكل غريزة وشهوة رديئة وصدقة عالمية. فإن كان الرجل الأعرج يطفر ويقفز فرحًا من أجل شفاء جسديّ، فكم بالحري نحن الذين نلنا الشفاء الروحي والخلاص الأبدي!