Voice of Preaching the Gospel

vopg

ضجّت وسائل الإعلام بانتقاد شابّةٍ كانت تمضغ العلكة في عرس، واشتدّ اللوم والانتقاد لأنّ هذا العلك جرى في محضر الملك عبدالله ملك الأردن في عرس ابنته.

وافتكرت في وجودنا في محضر الله، وكم من الأحيان نتصرّف بما هو ملوم، لا لأنه خطأ بحدّ ذاته، ولكن لأنه في محضر ملك الملوك وربّ الأرباب. الله أبونا، ولكنّه يقول لنا كما قال للشعب قديمًا، "الابْنُ يُكْرِِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ." (ملاخي 6:1)
فما هي أخلاقيّات الوجود في محضر الله بحسب كلمته المباركة؟

1- ندخل محضر الله بالثياب اللائقة:
تتغيّر الأزياء مع الأيام، ولكنّ وصيّة الله ثابتة من جهة مبدأ عامّ يجب الالتزام به وهو الحشمة، ولا سيّما في بيته. كتب الرّسول بولس، "فَأُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَافِعِينَ أَيَادِيَ طَاهِرَةً، بِدُونِ غَضَبٍ وَلاَ جِدَال. وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل." (1تيموثاوس 8:2-9) ولا يتعلّق الأمر بالنساء فقط، فمن قائمة الصفات التي يتعيّن وجودها في الأسقف/القسّ "أنْ يَكونَ... مُحْتَشِمًا" (1تيموثاوس 2:3). نقرأ عمّا فعله بطرس عندما أدرك أنه أمام المسيح المقام "فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْر.ِ" (يوحنا 7:21) والناس يخلعون الثياب عادة قبل أن يرموا أنفسهم في البحر، لكنّ بطرس شعر بحاجته لأن يرتدي ثوبه حين سمع يوحنّا يقول، "هو الربّ!". ففي محضر المسيح نحتشم رجالًا ونساءً، وندرك أنّ الخارج مهمٌّ مثلما القلب أيضًا. نردّد مع المزمور 5:93 "ببيتِكَ تليقُ القداسةُ يا ربُّ إلى طولِ الأيام." وهذا ينطبق في جميع اجتماعات الكنيسة، بما فيها الأعراس التي صارت في أيّامنا للأسف بطاقةً خضراء لثيابٍ لا تليق بمحضر السيّد القدّوس، ليس للعرائس فقط ولكن لبعض المدعوّين أيضًا. ويدعونا الله بقوله، "اسجدوا للربّ في زينةٍ مقدّسة. ارتعدي قدّامه يا كلَّ الأرض." (مزمور 9:96)

2- في محضر الله نُسكِت الأصوات العائقة:
قد تبدأ اجتماعاتنا والناس في غمرة سلاماتهم وأحاديثهم. علينا أن نهدأ أمام إلهنا، ونتعلّم الصّمت والخشوع، ونهيّئ قلوبنا للاستماع. يبدو أنّ كنيسة كورنثوس في بداية العهد الجديد كانت تعاني من هذه المشكلة. وكتب بولس يطلب من النّساء على نحوٍ خاصّ عدم التحدّث خلال الاجتماع، وتأجيل الأسئلة إلى وقتٍ آخر. والسبب هو أنّ الله ليس إله تشويش بل إله سلامٍ كما في جميع كنائس القدّيسين. كتب الرسول يعقوب، "إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ." (19:1) كم كانت بركة مريم أخت لعازر من جلوسها الهادئ عند قدمي المسيح وسماعها لكلامه! عندما ندخل إلى محضر الربّ، دعونا نُصمِت هواتفنا. من العيب أن يرنّ الهاتف في محضر الله، والعيب الأكبر هو الردّ حتى ولو بعبارة "أنا في الاجتماع!" يستحقّ الربّ سكوتنا، وصمت هواتفنا، "أَمَّا الرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. فَاسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ." (حبقوق 20:2)

3. نُخضع الأجساد لخالقها البارّ. احترامنا لله يفرض علينا إكرامه ليس بأرواحنا فقط بل بخضوع أجسادنا. "هَلُمَّ نَسْجُدُ وَنَرْكَعُ وَنَجْثُو أَمَامَ الرَّبِّ خَالِقِنَا، لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا، وَنَحْنُ شَعْبُ مَرْعَاهُ وَغَنَمُ يَدِه."ِ (مزمور 6:95-7) يدخل بعض الناس إلى محضر الله كما إلى دور السينما. المشروبات في أيديهم، ثم يجلسون باسترخاء، وقد يعلكون، وللمتزوّجين يحلو أحيانًا التودّد، ووضع الذراع تحت رقبة الآخر. وربّما تبدو بعض هذه الأمور مقبولةً في الثقافة الغربيّة، ولكنّنا كشرقيّين نسبّب عثرة لمن يدخل كنائسنا بمثل هذه التصرّفات. وبّخ بولس كنيسة كورنثوس لأنهم عندما يتذكّرون موت الربّ، لا ينتظرون بعضهم بعضًا في الأكل، وقال لهم، "أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَــاذَا أَقُولُ لَكُمْ؟ أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ!" (1 كورنثوس 22:11) وهذا ينطبق أيضًا على الأمور السابقة الذكر التي تُمارَس في البيت، وليس في محضر الله القدّوس. ومن بعد جائحة الكورونا، كثرت اجتماعاتنا عبر منصّات مثل "زوم" وغيرها، ويلزم أن نقدّس الله في هذه الاجتماعات أيضًا، ويتعيّن أن نتصرّف وكأننا في كنيسةٍ في جلوسنا ومظهرنا.

4. نقدّم الخدمات بكل وقار. يجب ألا تغيب عنّا هذه الوصية في رسالة تيطس، "وَمُقَدِّمًا فِي التَّعْلِيمِ نَقَاوَةً، وَوَقَارًا، وَإِخْلاَصًا، وَكَلاَمًا صَحِيحًا غَيْرَ مَلُومٍ، لِكَيْ يُخْزَى الْمُضَادُّ، إِذْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ رَدِيءٌ يَقُولُهُ عَنْكُمْ." (7:2-8). وهذا ينطبق بالدرجة الأولى على تقديم كلمة الله، كذلك على الترنيم بوقار، ولكن أيضًا إذا كنّا نصلّي فيجب أنْ نتذكّر المسافة بيننا وبين الله. يروي فيليب يانسي الكاتب المشهور كيف تسلّق أحد أعلى الجبال في كولورادو المرتفع حوالي 3500 م فوق سطح البحر، وكلما كان يرتفع كان يرى الناس يصغرون في الأسفل، وصار يفكّر كيف ترانا يا الله، يا ساكن السماء. نقرأ في سفر الجامعة 1:5-2، "احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله... لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك إلى نطق كلامٍ قدام الله لأن الله في السماوات وأنتَ على الأرض، فلذلك لِتَكُنْ كلماتك قليلة". دعونا نصلّي لله باحترام لا كأننا نتلو عليه قائمة من المتطلّبات كمن يطلب الطعام من المطعم. ومن يهاب الله لا يستخدم فرصة الصلاة له ليعظ الآخرين.


5. نأتي بروح الشكر والعطاء. تأسست كثير من كنائس الشرق الأوسط بواسطة المرسلين، واعتاد الناس على توقّع المعونات من الخارج. وفي أيامنا، يلتمس البعض من الكنيسة مساعدتهم بسبب الحروب والضيقات. ومع أنّ الكنيسة يجب أن تهتمّ باحتياجات فقرائها لكنّنا لسنا جميعنا فقراء! علّمنا ربّنا يسوع المسيح، "مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ". وعلينا أن ندرك أنّ شخصًا ما يدفع ثمن ما نستهلكه في كنيستنا، ولذلك نتصرّف بضميرٍ صالحٍ وحساسيّة روحيّة، ونساهم حسبما نستطيع في احتياجات بيت الربّ. "هاتوا تقدمة وادخلوا دياره" (مزمور 8:96).

6. نركّز على الكلمة بإصغاء. يغفو الكبار في السنّ في الاجتماعات عادةً، لكنّ الشاب أفتيخوس نام عندما أطال بولس العظة (أعمال الرسل 7:20-12). ليس المهمّ أن يكون جسدي فقط في الاجتماع، بل ذهني وروحي أيضًا. يشكو معلّمو المدارس في أيّامنا أن الطلّاب موجودون في الصفّ، ولكنهم لا ينتبهون ولا يركّزون. لنكنْ مثل ليديّة أوّل مؤمنة في أوروبا، فقد كانت تصغي إلى ما يقوله بولس. والإصغاء يفوق السمع، لأنه يقترن بالانتباه. كما أنّ الأطفال أيضًا قادرون على سماع صوت الله، والترنيم له، "مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْدًا" (المزمور 2:8)، فلا تضعوا في أيدي أولادكم هواتف يتسلّون بها خلال الاجتماع. أما تكلّم الله مع الطفل صموئيل في الهيكل قديمًا بعد قوله، "تكلّم يا ربّ لأنّ عبدك سامع"؟
يا حبّذا لو تذكّرنا هذه المبادئ الأخلاقيّة في محضر إلهنا القدّوس فهو مستحقٌّ إكرامنا وإجلالنا له.

المجموعة: آب (أغسطس) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11360176