Voice of Preaching the Gospel

vopg

إن المجزرة التي ارتكبها هيرودس بقتل أطفال بيت لحم،

لمنع مجيء الملك الحقيقي يسوع، ترجع في جذورها إلى العداوة بين نسل المرأة الذي هو المسيح، ونسل الحيّة (إبليس) في تكوين 15:3. والصراع مستمرٌّ بين النسلين حتى نهاية العالم في سفر الرؤيا، حين يُعلن الله دينونة إبليس وأتباعه، ويطرحه مع الوحش والنبيّ الكذّاب في بحيرة النار والكبريت. (رؤيا 10:20) نلقي الضوء على بعض مراحل هذه العداوة:
موت هابيل المبكِّر: كانت أول خطوة قام بها إبليس في مقاومة مشيئة الله، هي قتل قايين لأخيه هابيل في تكوين 25:4 التي يعلّق عليها يوحنا بقوله: "ليس كما كان قايين من الشرّير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شرّيرة وأعمال أخيه بارَّة". (1يوحنا 12:3) لقد أدّت فكرة العداوة بين نسل المرأة ونسل الحيّة إلى نتائج مباشرة نراها في موت هابيل المبكّر.

عائلة نوح بعد الطوفان: استمرّ الله في تنفيذ خطّته لفداء الجنس البشري، حين أقام ميثاقًا مع نوح وعائلته (تكوين 12:9). ثم اختار سام ونسله من عائلة نوح بعد الطوفان ليتابع خطّة الله في مجيء النسل الموعود. (تكوين 10:11 و27)

دعوة إبراهيم: في تكوين 1:12-3 تشكِّل دعوة إبراهيم وإعطاؤه وعودًا مستقبليّة، نقطة انعطاف حاسمة في تطوّر خطة الله الفدائية، حيث بدأت خطة الله تتّضح تدريجيًّا نحو تأسيس أمّة تعبد الله، وتعلن وجوده ومجده لباقي الأمم، وهي الأمة التي سوف يخرج منها النسل الموعود، المسيح الذي سوف تتبارك فيه جميع أمم الأرض. ينتقل الله بعد إبراهيم إلى ابنه إسحاق ويجدِّد مواعيده معه بتكثير نسله ومباركة كلّ أمم الأرض بنسله. (تكوين 4:26) ثم جدّد الله وعوده مع يعقوب إذ باركه (تكوين 14:28) واستثنى عيسو من وراثة المواعيد الروحية. وقد اختار الله يهوذا من أسباط إسرائيل الإثني عشر ومنحه وعودًا بمجيء المسيح من نسله (تكوين 10:49).

خروج الشعب من مصر: قام إبليس بمحاولة أخرى لإحباط خطة الله، وذلك بواسطة أولاد يعقوب، إخوة يوسف. حيث حاولوا أوّلًا قتل أخيهم يوسف، ومن ثم رموه في البئر، وبعدها باعوه إلى مصر، حيث قضى فترة طويلة كعبد وسجين محكوم ظلمًا، فأنقذه الله وجعله ثانيًا لفرعون، وأفشل خطط إبليس، وأحيا شعبه في وسط الجوع الشديد (تكوين 20:50).
وبعد نزول نسل يعقوب إلى مصر، تآمر الفرعون الجديد بعد موت يوسف على نسل إسرائيل، وأعطى أوامر للقابلتين بإهلاك كلّ ذكر من العبرانيِّين واستحياء بناتهم. (خروج 16:1) هنا نجد مرة أخرى كيف حاول إبليس إهلاك الذكور في مقاومة واضحة لخطّة الله. ولكن الله أفشل مخطّط إبليس، حيث خافت القابلتان الله ولم تنفّذا أوامر فرعون: وحدث العكس حيث يذكر الكتاب: "فأحسن الله إلى القابلتين، ونما الشعب وكثر جدًا". (خروج 20:1) ثم أنقذ الله الطفل موسى الذي وضعته أمه في سفط ووضعته على حافة النهر، ليكون هو الرجل الذي سوف يقود شعب الربّ، ويخرجهم من مصر.

فشل خطّة هامان الأجاجيّ: نجد في سفر أستير محاولة أخرى لإبادة الشعب على يد هامان الأجاجيّ عدوّ اليهود. ونرى كيف وصلت أستير إلى مركز زوجة الملك الفارسي أحشويروش، واستخدمها الله لإفشال مخطّط إبليس، ومنع هامان الأجاجيّ من إبادة شعب الربّ (أستير 15:4).
وقد تابع الله خطّته الفدائيّة وأشرف على نجاحها في كلّ مراحلها. فنراه يختار أحد أولاد يسّى، داود، ويستبعد إخوته. وعند قراءة قصّة حياة داود نلاحظ كيف كان إبليس يطارد داود حوالي 15 سنة عن طريق شخص مريض نفسيًّا هو شاول الملك، الذي ترك كلّ شؤون المملكة ولحق بداود من بيت إلى بيت، ومن مغارة إلى أخرى لكي يقتله، ونلاحظ كيف أنقذه الله بطرقٍ معجزيّة من يد شاول ومن يد كلِّ أعدائه (1صموئيل 16:24). وأفشل مخطّطات إبليس في قتل داود الذي سيأتي المسيح من نسله، ومن ثم يجلس على كرسيّه إلى الأبد.

محطّة بيت لحم: في متى 16:2 وصلت خطّة الله إلى محطة تاريخيّة حاسمة هي ميلاد النسل الموعود، الذي سيسحق رأس الحيّة، حيث أتمّ الله كلّ وعوده لشعبه في الأنبياء وأرسل ابنه مولودًا في بيت لحم. فكان ردّ إبليس هو محاولة قتل الطفل يسوع ومنع تحقيق خطّة الله. وقد أفشل الله خطّة إبليس وأنقذ يسوع بالهروب إلى مصر.
فقام هيرودس بالانتقام من أطفال بيت لحم الأبرياء لكي يقضي على كلِّ ملكٍ مُحتمل يهدّد عرشه. يخبرنا البشيرون الأربعة بأن إبليس لم يكفّ عن محاولاته في تجربة يسوع وثنيِه عن إتمام مشيئة الله، وعند صلبِ يسوع، ظنّ إبليس أنه نجح في إفشال خطّة الله بموت يسوع، لكنّه لم يتوقّع أن يكون موت المسيح هو الضربة القاضية التي تسحق رأسه. يؤكّد ذلك بولس في كولوسي 15:2 "إذ جرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه". وسوف يستمرّ إبليس في مقاومة خطّة الله حتى نهاية سفر الرؤيا وتنفيذ دينونته، وطرحه مع الوحش والنبيّ الكذّاب في بحيرة النار والكبريت. (رؤيا 10:20) "وإبليس الذي كان يضلّهم طُرِح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبيّ الكذّاب. وسيعذّبون نهارًا وليلًا إلى أبد الآبدين".

الخلاصة
نجد أن إبليس هو في حالة عداوة مع الله يقاوم مشيئته، ويحاول إفشال مخطّطاته بلا كلل منذ آلاف السنين، ولكن الله وعد بنجاح خطته وحتميّة إتمامهًا، وإفشال مخطّطات أعدائه: "لأنه قال فكان. هو أمر فصار. الربّ أبطل مؤامرة الأمم. لاشى أفكار الشعوب. أمّا مؤامرة الربّ فإلى الأبد تثبت. أفكار قلبه إلى دور فدور". (مزمور 9:33-11)

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

396 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11503687