Voice of Preaching the Gospel

vopg

نرى في إنجيل لوقا 1:2-20 ثلاث لوحات بديعة: المذود، والرعاة وجوقة الملائكة

مسبّحين أعذب ترنيمة سمعتها البشرية: "المجدُ لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة". وهي تكلّمنا عن أعظم حدثٍ في تاريخ البشرية، وهو ولادة الرب يسوع المسيح. لماذا تُعدّ ولادة الرب يسوع هي أعظم وأعجب حدث في التاريخ البشري كلّه من بدايته إلى نهايته؟ أذكر هنا أربعة أسباب على الأقل:

1- لأنها ولادة فوق طبيعيّة، من عذراء لم تعرف رجلًا: "وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ". (غلاطية 4:4) "فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»" (لوقا 34:1)
ماذا يدلّ هذا؟ تُكلِّمنا هذه الولادة الفريدة العجيبة عن الله القادر على كل شيء "لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله". (لوقا 37:1) فالله الذي استطاع أن يتجسّد ويصير إنسانًا مثلنا بلا خطية - لأنه قادر على كل شيء - فإنه يستطيع أن يخلِّص أشرّ الخطاة، ويشفي جميع الأمراض المستعصية، ويَحِلّ أعقد المشاكل، ويرفع أثقل الأحمال عنّا، ويصنع السلام ويملأ القلوب بالاطمئنان. فلنأتِ إليه بتواضع وثقة ونرتمي عند قدميه.

2– أعجب ولادة لأنها من الروح القدس: عندما سألت العذراء الملاك: "كيف يكون هذا وأنا لم أعرف رجلًا؟" يقول الكتاب في لوقا 35:1 "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ". إنها لم تكن من رجل وامرأة كالولادات الطبيعيّة، لكنها ولادة فوق طبيعيّة إلهيّة بالروح القدس، وهو الفاعل الوحيد في هذا الحبل المقدّس. ولنلاحظ أن القدّوس المولود يُدعى ابن الله.
 فالمولود الفريد، يسوع المسيح هو القدّوس، وليس القدّيس. القدّوس هو الله، وقداسته ذاتيّة في طبيعته، لأنه بلا خطيّة. أما جميع البشر فقد وُلدوا في الخطية وبالخطية كما يقول الكتاب على فم داود: "هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمّي". (مزمور 5:51) "الجميع زاغوا وفسدوا معًا. ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد". (رومية 12:3)
 أما القديس، فقداسته مكتسبة من الله، ومن الروح القدس الذي يقدّسنا بسكناه فينا، بعد أن ننال الخلاص ونتطهّر من خطايانا.
 يريدنا هذا القدوس البار، ربنا يسوع المسيح، أن نكون قدّيسين وكاملين مثله، فيقول: في 1بطرس 14:1–16 "كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»". "لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ". (1تسالونيكي 7:4)

3– ولادة فريدة عجيبة لأنها حدثت في مذود:
"وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ". (لوقا 6:2)
هل يوجد أعجب من هذا؟! هل حدث في التاريخ البشري أن نبيلًا أو شريفًا أو عظيمًا أو أميرًا أو حتى فقيرًا يولد مع البهائم، في حظيرة الحيوانات؟ هل يوجد أعجب من هذا، أن الذي يملك السماء والأرض وكلّ ما فيها لا يجد له مكانًا يولد فيه؟ والذي خلق العالم بكلمته، وحاملٌ كلّ الأشياء بكلمة قدرته، لا يُبنى له قصر فخم يولد فيه؟!
هذه هي العظمة الحقيقيّة، عظمة التواضع والتنازل عن المجد لأجلنا نحن البشر الخطاة الأثمة. لذلك يكتب عنه الوحي المقدّس هذه الكلمات: "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ". (فيلبي 5:2-7)
لاحظ معي هذا: المسيح هو صورة الله... معادلٌ لله... أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس، هذا هو التجسُّد: "والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا، ورأينا مجده، مجدًا كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقًّا". (يوحنا 18:1)
هل يوجد أعجب من هذا أن الله القدّوس، الممجَّد، المعبود يتنازل ويأخذ صورة عبد ويصير في شبه الناس لأجل خلاصنا؟!
يكلِّمنا الرب يسوع قائلًا: أنا تركت كلّ المجد لأجلك، وجئت إلى الأرض لكي أخلِّصك، هل تقدِّر هذا؟ وكما أعطيتك حياتي، هل تعطيني حياتك؟ هل تضحّي من أجلي كما ضحّيت لأجلك؟ هل تتنازل عن كبريائك وتتوب عن خطاياك وترجع إليّ فأقبلك؟

4– ولادة عجيبة لأنها قسمت التاريخ إلى قسمين: ما قبل الميلاد وما بعده.
يؤرّخ العالم أجمع حوادثه وأعماله بالتاريخ الميلادي، وإن حاول البعض أن يطمس حقيقة هذا التاريخ، لكنه من المستحيلات! ماذا يعلِّمنا هذا؟
إن يسوع المسيح هو سيِّد التاريخ وهو المتسلّط في ممالك الناس، هو الذي يسطّر الأحداث ويسيطر عليها، لا يوجد شيء في الكون خارج عن سيطرته ولا يحدث إلّا بإذنه وبسماحٍ منه. والدرس الذي نتعلّمه، يقول لنا الرب: اطمئنّ، لا تخَفْ! كلّ شيء تحت السيطرة، تحت سيطرتي. مهما يحدث من حروب واضطهادات وكوارث طبيعيّة وانهيارات اقتصاديّة، وقيام دول وسقوط أخرى فالرب في العُلى أقدر، هو المسيطر على كلّ شيء، وكلّ شيء لصالح المؤمنين.
عندما رأى الملك نبوخذنصّر الوثني الفتية الثلاثة الذين ألقاهم في أتون النار محلولين من أربطتهم، يتمشّون ومعهم الرابع الشبيه بابن الآلهة، اعترف قائلًا: "ليس إله آخر يستطيع أن ينجّي هكذا". (دانيال 29:3) فلنطمئن ولا نخف، لأن إلهنا هو المُمسِك بيده دفّة السفينة، والقابض على زمام الأمور. هو الذي يُخرِج الثلج من خزائنه، ويهدِّئ الرياح. هو الذي يُحيِي ويميت، سلطانه أبديّ!
هل رأيت أو سمعت عن ولادة عجيبة كولادة المسيح؟ وهل عرفت مولودًا مثله؟ أجل، إنها ولادة عجيبة!
لقد تجسّد الله ووُلد من عذراء لم تعرف رجلًا، وحُبِل به من الروح القدس! إنه القادر على كلّ شيء، القدّوس البارّ، الوديع المتواضع... هو الله الذي له السلطان والمسيطر على كل شيء. هل تأتي إليه وتقبله ربًّا لك؟ هل تأتي إليه وتثق فيه؟ هل تعطيه حياتك وتعبده وتمجّده؟

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

475 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11759598