Voice of Preaching the Gospel

vopg

الفصل الثالث: يهوه Jehovah (الاسم الشخصي لله وليس صفة)

معنى الاسم "يهوه" الإله الذي يظهر ذاته.
ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس 6833 مرة، وتُرجم إلى كلمة "الرب" باللغة العربية.

وفي بعض الأحيان تختصر هذه الكلمة "يهوه" إلى "يا" كما في كلمة "هللويا" وتعني "سبحوا الرب." تُرجمت في سفر الخروج 14:3 إلى "أهيه الذي أهيه" وفي الإمكان ترجمتها إلى "يهوه الذي يهوه."
هذا الاسم هو اسم علم يتحدث لا عن صفة أو عمل من أعمال الله، بل عن شخص الله نفسه. وقد أضيف إلى كثير من الأسماء الأخرى. فمثلاً، "يهوه رافا" الإله الذي يظهر ذاته كرب الشفاء، و"يهوه نسِّي" الإله الذي يظهر ذاته كرايتنا. بهذا نرى أن هذا الاسم هو اسم الله الشخصي الذي يستخدمه مع أولاده، وهو الحرف الخامس من الأبجدية العبرية.
ثم نجد أنه عندما قطع الله عهدًا مع إبراهيم وسارة أُضيف هذا الحرف لإسميهما. فأصبح أبرام إبراهيم وصارت ساراي سارة. إنها ليست إضافة حرف فقط بل تغيير جذري في المعنى من أبرام الذي يعني "ذي الأجنحة" إلى إبراهيم الذي معناه "أب لجمهور من الأمم،" ومن ساراي وتعني مشاجرة أو خناقة إلى سارة ومعناها أميرة.
تبدأ قصة هذا الاسم في خروج 3 حين تكلم الله مع موسى من العليقة المتقدة بالنار، وكأنه يقول لموسى: هذا هو اسمي الشخصي يا موسى. يمكنك أن تستخدمه في حياتك اليومية منذ هذه الساعة، وستعرفني يا موسى بأسماء عدة عندما تحتاجني. فإن كنت مريضًا فأنا "يهوه رافا"، وإن كنت في احتياج فأنا "يهوه يِرأه"، الإله الذي يرى ويدبّر.
في بداية هذه القصة قال الرب لموسى: "اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة." كان هذا على جبل حوريب الذي يعني في العبرية مسحة جديدة (خروج 5:3). كان هذا الجبل جزءًا من جبل سيناء، وكأن الله يقول له: إن وجودي في هذه المنطقة جعلها مقدسة، وأنا لا أريد أن يدنَّس ما طهره الله. أريدك أن تكون على صلة بالأرض والتراب. لا تنسَ، مهما رفعت من أمرك، اذكر أنك تراب وإلى تراب تعود. ولا تفتخر، لأنه من افتخر فليفتخر بالرب. الكبرياء يا موسى عقبة كبيرة يجب أن تتخلى عنها لأن "الله يقاوم المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة." قال الرب هذا قبل أن يُخرِج بني إسرائيل من مصر. كذلك قال الرب ليشوع: "اخلع نعلك من رجلك، لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس." (يشوع 15:5) كان هذا حين كان الله على وشك أن يُدخل بني إسرائيل إلى أرض الموعد.
حاول موسى التخلص من المسئولية. لكننا نجد في خروج 4 تحوّل العصا التي بيد موسى إلى حية. وقال الرب "يهوه" لموسى: مد يدك وأمسك بذنبها. فلما مدّ يده وأمسك به، صارت في يده عصا مرة أخرى. وكأن الرب يقول لموسى: أنا أعرف كل شيء. أعرف أن المصريين يعبدون الحية (الكوبرا) ويضعونها على تيجان ملوكهم، لكنك ستملك زمام الأمر في مصر. فالذين يتعاملون مع الحيات يعرفون أنه يجب أن تُمسك الحية من عنقها وليس من ذنبها، لأنك إن أمسكتها من ذنبها تتحوّل إليك برأسها وتفرغ سمها فيك. وكأن الله يقول لموسى: سأكون معك رغم خطورة الموقف ولن أتركك.
في كل ضربة من الضربات العشر كان الرب "يهوه" يُبيّن لفرعون والمصريين بُطلان الآلهة التي يعبدونها. فمثلاً، كانت الضربة الأولى في خروج 19:7 هي تحويل مياه نهر النيل إلى دم فمات السمك الذي في النهر، وأنتن النهر، ولم يقدر المصريون أن يشربوا ماء من النهر وكأن الرب يقول للمصريين: هذا هو إلهكم الذي تعبدونه قد أنتن. أنتم لا تستطيعون العيش بدونه، ولا تقدرون على الاعتماد عليه في شربكم أو في ريّ مزروعاتكم. إن الأدهى والأمرّ من كل هذا أنه لا يمكنكم الاقتراب منه لأن رائحته كريهة.
وفي ضربة أخرى هزأ الرب الإله "يهوه" من الإله رع الذى يمثّل الشمس وأعطاهم ظلامًا دامسًا لمدة ثلاثة أيام. يقول الكتاب المقدس في خروج 10: 23 "لم يبصر أحد أخاه، ولا قام أحد من مكانه ثلاثة أيام. ولكن جميع بني إسرائيل كان لهم نور في مساكنهم."
وأخرج الرب يهوه بني إسرائيل من مصر بيد قوية وبذراع ممدودة وكانت بداية الضربات هي ضربة تحويل مياه نهر النيل إلى دم، وكانت آخر الضربات أن ضرب الرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم. ونقرأ في خروج 13:12 "ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر."
ونقرأ في خروج 35:12 "... طلبوا (بنو إسرائيل) من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا. وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين."
وما أن عبر بنو إسرائيل بحر سوف وغرق فرعون ومركباته وجيوشه، يقول الكتاب في خروج 31:14 "رأى إسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين، فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب وبعبده موسى."
ولكن، لم تمضِ ثلاثة أيام حتى جاءوا إلى مارّة ولم يقدروا أن يشربوا ماء من مارّة لأنه مرّ فتذمّر الشعب على الرب وعلى موسى قائلين: ماذا نشرب؟ فصرخ موسى للرب "يهوه"، فأراه الرب شجرة، فطرحها في الماء، فصار الماء عذبًا. هذه القصة رمز جميل ليسوع المسيح الذي مات من أجل خطايانا على خشبة، تمامًا كالخشبة التي رماها موسى في مياه مارّة، وقام بعد ثلاثة أيام ليكون للعالم كله الماء الحي الذي كل من يشرب منه لا يعطش أبدًا.
ثم مرت الأيام، وصعد موسى إلى جبل سيناء ليلتقي بالرب، وتغيّب عن الشعب الصلب الرقبة مدة أربعين يومًا. ولما نزل من الجبل وجد أن هارون عمل عجلاً ذهبيًا تمامًا كالعجول الذهبية التي رآها في مصر، وهتف الشعب: "هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر." وقال الرب "يهوه" لموسى في خروج 10:32 "فالآن اتركني ليحمى غضبي عليهم وأفنيهم، فأصيِّرك شعبًا عظيمًا." فتضرّع موسى أمام الرب إلهه وقال: "لماذا يا رب يحمَى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة؟" ونقرأ في عدد 14 "فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه."
وجاء في أصحاح 33 "قال الرب (يهوه) لموسى: ‘اذهب اصعد من هنا أنت والشعب الذي أصعدته من أرض مصر إلى الأرض التي حلفت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب قائلًا: لنسلك أعطيها. وأنا أرسل أمامك ملاكًا... فإني لا أصعد في وسطك، لأنك شعب صلب الرقبة، لئلا أفنيك في الطريق.’"
فقال موسى في خروج 15:33 "إن لم يسرْ وجهك فلا تصعدنا من ههنا... فقال الرب لموسى: ‘هذا الأمر أيضًا الذي تكلمت عنه أفعله. لأنك وجدت نعمة في عينيَّ، وعرفتك باسمك.’"
ولكن موسى لم يسكت بل قال للرب: "أرني مجدك،" فقال: "أجيز كل جودتي قدّامك... وأتراءف على من أتراءف، وأرحم من أرحم. وقال: "لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يرانى ويعيش." وقال الرب: "هوذا عندي مكان، فتقف على الصخرة. ويكون متى اجتاز مجدي، أني أضعك في نقرة من الصخرة، وأسترك بيدي حتى أجتاز. ثم أرفع يدي فتنظر ورائي." كان هذا رمزًا ليسوع الذي سيأتي إلى العالم ويتجسّد ويراه كل إنسان. وقد رأى موسى يسوع خلال نظرته الروحية عبر الأجيال، وقابله فعلاً على جبل التجلّي في أرض الموعد.
هل نستطيع أن نردّد مع موسى قوله في خروج 13:33 "علمنى طريقك حتى أعرفك لكي أجد نعمة في عينيك. وانظر أن هذه الأمة شعبك."
نريد أن نعرف يهوه معرفة شخصية حتى يصبح يسوع سيدًا على حياتنا ونولد الولادة الروحية التي بها نبدأ حياة جديدة مع يسوع.

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

590 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578159