Voice of Preaching the Gospel

vopg

الفصل السادس: يهوه يِرأه Jehovah Jireh

يعني هذا الاسم الرب يرى ويدبّر. وقد ورد مرتين في الكتاب المقدس:
جاءت المرة الأولى في تكوين 13:16 حين هربت هاجر الجارية المصرية من قسوة سيدتها سارة وكانت عند البئر إذ ظهر لها الرب

وقال لها: "ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها فإنني تكثيرًا أكثر نسلك فلا يعدّ من الكثرة." وهذا يعني أن الرب قال لها: أنا الرب وأنا أرى حاجاتك وسأدبر كل شيء. وفي عدد 13 نقرأ: "فدعت اسم الرب الذي تكلم معها: أنت إيل رُئي. لأنها قالت: ‘أههنا أيضًا رأيت بعد رؤية؟’"
أما المرة الثانية فقد وردت في تكوين 22 حين كان إبراهيم يقدّم ابنه إسحاق محرقة للرب، لكن الله فداه بكبش محرقة عوضًا عن إسحاق. ونقرأ في عدد 14 "فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوة يرأه." وفي الحالتين نجد أن الطاعة هي أساس الرؤية الكاملة. فتكوين 22 هو أصحاح الطاعة في الكتاب إذ طلب الله من إبراهيم أن يقوم بثلاثة أمور:
1ـ أن يقدِّم ابنه وحيده الذي يحبه إسحاق. لم يطلب الله منه أن يقدّم نفسه، أو يقدم سارة زوجته، أو أن يقدّم عبدًا من عبيده، أو حتى بهيمة من بهائمه.
2ـ أن يقدِّم محرقة، وهي ذبيحة بجملتها للرب. وليست ذبيحة فقط، بل كان الدم يرشّ على المذبح، وتقطع بعض الأجزاء الداخلية، وترتب القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب. أما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها بماء ثم يوقد الكاهن الجميع على المذبح وقود رائحة سرور للرب. وهكذا تحرق الذبيحة كلها كما هو واضح من الأصحاح الأول من سفر اللاويين.
3ـ أن تقدَّم هذه المحرقة في مكان معين من جبل المريا. وكان هذا الجبل على بعد ثلاثة أيام (مسافة مرهقة لإبراهيم الذي بلغ عمره 120 سنة؛ ومدة الثلاثة أيام أعطته فرصة للتفكير في ابنه مع إمكانية التراجع عن تقديمه لابنه) وكان هذا الجبل جزءًا من جبال تحيط بأورشليم أحدها هو الجلجثة الذي صُلب عليه يسوع. قام إبراهيم بثلاثة أمور:
1ـ نراه في عدد 3 "بكّر صباحًا وشد على حماره."
2ـ أعد كل شيء. لم يترك شيئًا للصدفة، لكنه أعدّ الحطب، والنار، والسكين، والحمار وأخذ اثنين من غلمانه لمساعدته.
3ـ لم يخبر امرأته سارة بأي شيء. لكن تصوّروا معي أنه أخبر زوجته قائلاً: "لقد قررت يا سارة، يا زوجتي العزيزة، أن أقدِّم إسحاق ابني الذي ولدته وأنتِ في سن التسعين من عمرك محرقة لله." فماذا سيكون رد فعل سارة؟
ونطق إبراهيم بالنبوة مرتين:
1ـ في عدد 5 حين قال للغلامين: "اجلسا أنتما ههنا مع الحمار وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد (إن تقديم ابنه إسحاق محرقة هو عملية سجود وعبادة) ثم نرجع إليكما." بهذا يظهر أنه لن يرجع وحده.
2ـ عندما سأله إسحاق: "يا أبي، هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة؟" قال له إبراهيم في عدد 8 بحسب الأصل العبري "الله حتمًا سيقدّم نفسه ذبيحة."
God will surely present himself (as) sacrifice
ثم بنى إبراهيم المذبح، ورتّب الحطب وربط إسحاق ابنه. تصوّروا معي شخصًا يبلغ من العمر 120 سنة يربط شابًا في العشرين من عمره! إن هذا مستحيل ما لم تكن هناك طاعة كاملة من جانب الشاب! وعندها تدخَّل ملاك الرب (المسيح وليس ملاكًا عاديًا) في الأمر.
توجد صلاة يرددها اليهود في احتفالهم بعيد رأس السنة العبرية يقولون فيها:
"اذكرنا أيها الرب إلهنا، واذكر القسم الذي حلفت فيه لإبراهيم أبينا فوق جبل المريّا، واذكر ربطه لابنه فوق المذبح ـ يوم صمت صوت حبّه الأبوي ليفعل مشيئتك يا رب بقلب خالص ـ ليت محبتك تسكت صوت غضبك عنا، وليت صلاحك يحوّل غضب قلبك عن شعبك وميراثك."
ثم قال الرب في عدد 16 من تكوين 22 "بذاتي أقسمت، يقول الرب (إلوهيم)، إني من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك، أباركك مباركة، وأكثر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر، ويرث نسلك باب أعدائه." وجاء في عدد 18 أجمل قول يذكر: "ويتبارك في نسلك (البشارة بيسوع) جميع أمم الأرض." ومع أن قصة يسوع وفداء العالم هي في فكر الآب منذ الأزل، غير أنه هنا يؤكد لإبراهيم أنه على استعداد لأن يضحّي بابنه لفداء البشرية.
دعونا نتقدّم لنتابع تأملنا في هذا الموضع الذي دعاه إبراهيم "يهوه يِرأه" - بعد أن مرت مئات السنين - إذ نجد في سفر أخبار الأيام الأولى 21 أن الشيطان أغوى داود ليحصي شعب إسرائيل، وكانت هذه خطية كبرياء في داود الملك. غير أننا نقرأ في صموئيل الثاني 10:24ـ13 "وضرب داود قلبه بعد ما عدّ الشعب. فقال داود للرب: ‘لقد أخطأت جدًا في ما فعلت، والآن يا رب أزلْ إثم عبدك لأني انحمقت جدًا.’ ولما قام داود صباحًا، كان كلام الرب إلى جاد النبي رائي داود قائلاً: ‘اذهب وقل لداود: هكذا قال الرب: ثلاثة أنا عارض عليك، فاخترْ لنفسك واحدًا منها فأفعله بك... أتأتي عليك سبع سنين جوع في أرضك، أم تهرب ثلاثة أشهر أمام أعدائك وهم يتبعونك، أم يكون ثلاثة أيام وبأٌ في أرضك؟’ ... فقال داود لجاد: ‘قد ضاق بي الأمر جدًا. فلنسقط في يد الرب، لأن مراحمه كثيرة ولا أسقط في يد إنسان.’ فجعل الرب وبأً في إسرائيل من الصباح إلى الميعاد، فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع سبعون ألف رجل. وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها، فندم الرب عن الشر، وقال للملاك المهلك الشعب: ‘كفى! الآن كفّ يدك.’ وكان ملاك الرب عند بيدر أرونة اليبوسي." هذا المكان هو نفس المكان الذي دعاه إبراهيم "يهوه يِرأه". وعنده أقام عهدًا مع الرب. أقام مذبحًا فندم الرب عن الشر، وقال للملاك المهلك الشعب: "كفى!" كان هذا بعد أن رفع داود عينيه فرأى ملاك الرب واقفًا بين الأرض والسماء وسيفه مسلول بيده وممدود على أورشليم ليهلكها، فسقط داود والشيوخ على وجوههم لابسين مسوحًا. "فكلم داود الرب عندما رأى الملاك الضارب الشعب وقال: ‘ها أنا أخطأت، وأنا أذنبت، أما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا؟ فلتكن يدك عليّ وعلى بيت ابي.’"
ثم كلم الرب جاد لأن يذهب ويقول لداود: "اصعد وأقم للرب مذبحًا في بيدر أرونه اليبوسي."
حاول أرونة أن يقدّم المكان هدية للملك داود، لكن هذا الأخير قال: "لا أُصعد للرب إلهي محرقات مجانية." فاشترى داود البيدر.
ثم حاول داود فيما بعد أن يبني هيكلاً للرب في نفس المكان، غير أن الرب قال له: "قد سفكت دمًا كثيرًا وعملت حروبًا عظيمة، فلا تبني بيتًا لاسمي... هوذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة، وأريحه من جميع أعدائه حواليه، لأن اسمه يكون سليمان... هو يبني بيتًا لاسمي، وهو يكون لي ابنًا."
ثم نجد في الأصحاح الثالث من سفر أخبار الأيام الثاني أن سليمان بنى هيكلاً للرب في نفس المكان على قمة جبل المريّا حيث توجد هذه الصخرة المرتفعة التي تسمّى "يهوه يِرأه"، أي إن الله يرى ويدبّر، وخرب هذا الهيكل فيما بعد.
بعد ذلك نجد أن زربابل بن شألتيئيل، في سفر عزرا، والراجعين معه من السبي من شعب إسرائيل قد أعادوا بناء الهيكل بأمر من كورش الملك الفارسي. وهكذا رمم الهيكل الأول (هيكل زربابل) وخرب هذا الهيكل أيضًا بمرور الأيام بسبب أعداء الشعب.
ثم في عهد الملك هيرودس العظيم، الذي إذ أراد أن يرضي يهود فلسطين، ابتدأ في إعادة بناء الهيكل الثاني حول نفس هذه الصخرة "يهوه يِرأه"، ولم يكن هذا الهيكل في فخامة الهيكل الأول، بل قد كان في الدار الخارجية حائط (سياج) ارتفاعه ستة أقدام يفصل بين اليهود والمتهوّدين من الأمم. هذا هو الهيكل الذي كان موجودًا في أيام تجسّد الرب. وقد حدث في سنة سبعين ميلادية أن تحققت نبوّة يسوع المسيح في خراب الهيكل الذي قال بأنه سيُهدم. فقد هدمه الرومان ونجّسوه بخيلهم، غير أن هذه الصخرة ما زالت قائمة ولم يمسّها أحد. وحدث في القرن الرابع الميلادي، حين أعلن الرومان أن المسيحية هي دين الدولة الرسمي، أن المسيحيين في فلسطين اجتمعوا، وبنوا كنيسة كبيرة على قمة جبل المريا، وكانت تلك الصخرة في وسطها.
هذا وقد احتل المسلمون في القرن السابع الميلادي هذه الأرض، وقاموا بهدم الكنيسة، وبنوا بدلها مسجدًا كبيرًا يسمّى "قبة الصخرة"، أو المسجد الأقصى، وهو من أهم معالم الإسلام، ويعدّ ثالث أقدس مكان بعد الكعبة في مكة، وقبر رسول الإسلام محمد في المدينة، ولا تزال في وسط هذا المسجد تحت قبته توجد هذه الصخرة "يهوه يِرأه."
الله يرى ويدبّر سواء كان هذا المكان في قلب هيكل يهودي، أو كنيسة مسيحية، أو مسجد إسلامي. الله يرى ويدبر سواء كانت الحياة سهلة أو صعبة.
فلا تيأس مهما كانت الظروف المحيطة بك، فعندما يزداد ظلام الليل نعلم علم اليقين أن الفجر قادم لا ريب فيه.
يقول الرب يسوع في رؤيا 20:3 "هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي."
إن صوته يقول لنا "أنا يهوه يِرأه." أنا أرى جميع احتياجاتك المادية والصحية والروحية. وأنا هو الذي يملأ كل الإعواز لأن عندي البر والخلاص من قبضة إبليس، والخلاص من الموت.
"أليس أنا الرب ولا إله آخر غيري؟ إله بار ومخلص. ليس سواي."
"التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأني أنا الله وليس آخر."

تاريخ أورشليم
1675 ق م إبراهيم حاول تقديم ابنه محرقة على قمة جبل المريّا.
1630 ق م يعقوب حلم حلمًا أن هناك سلمًا بين الأرض والسماء. "وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا." (تكوين 12:28)
1003 ق م جعل داود أورشليم عاصمة ملكه بعد انتصاره على اليبوسيين.
963 ق م بنى الملك سليمان الهيكل الأول على قمة جبل المريّا.
50 م ابتدأ الدين المسيحي في الانتشار من القدس.
1099 م استولى الصليبيون من أوروبا على مدينة أورشليم.
1247 م وقعت أورشليم تحت حكم المماليك.
1517 م وقعت أورشليم تحت سلطة الدولة العثمانية.
1922 م بعد الحرب العالمية الأولى وقعت أورشليم تحت سلطة الدولة البريطانية.
1948 م في مايو أعلنت الدولة الإسرائيلية سلطتها على المنطقة ما عدا أورشليم فكانت تحت سلطة الأردن.
1967 م أورشليم استولت عليها إسرائيل.

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

97 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11528776