Voice of Preaching the Gospel

vopg

الفصل السابع: يهوه رفا - أنا الرب شافيك Jehovah Rappha

قال الرب لموسى في خروج 26:15 "إن كنت تسمع لصوت الرب إلهك، وتصنع الحق في عينيه،

وتصغَى إلى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه، فمرضًا ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك. فإني أنا الرب شافيك."
لقد وضع الرب هنا أربعة شروط لكي تكون صحيحًا سليمًا معافى:

1– السمع: أن تسمع الكلمة (رومية 17:10)، فهذا معناه أن "الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله" وهكذا يكون جهازك السمعي سليمًا. ولضمان ذلك وضع الله نظامًا سمعيًا لكل خلية من خلايا جسمك. فإن إيمانك ينمو ويزيد عن طريق السمع وليس عن طريق القراءة فقط. لذلك ليس بكاف أن تقرأ الكتاب المقدس بل أن تسمع الكلمة أيضًا.

2– تصنع الحق: وكيف تصنع الحق؟ أن تعيش مسيحيتك كما هي مدونة في الموعظة على الجبل.
"من لطمك على خدّك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا، من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا... من سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه... أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم... لا تدينوا فلا تُدانوا. لا تقضوا على أحد فلا يُقضى عليكم، اغفروا يُغفر لكم. أعطوا تُعطَوا، كيلاً ملبّدًا مهزوزًا فائضًا يعطُون في أحضانكم."

3 – الاصغاء: من المهم جدًا أن نحلل الكلمات التي نسمعها ونتفكّر بها في قلوبنا لكي نفهمها، ذلك لأن مجرد السمع لا يفيد شيئًا. لأن كثيرين من المسيحيين يذهبون إلى الكنيسة كل يوم أحد وهناك ينامون في سبات عميق. وقد حدث هذا في بداية عهد الكنيسة الأولى. في سفر أعمال الرسل 9:20-12 "كان شاب اسمه أفتيخوس جالسًا في الطاقة متثقّلاً بنوم عميق. وإذ كان بولس يخطب خطابًا طويلاً، غلب عليه النوم فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل، وحُمل ميِّتًا. فنزل بولس ووقع عليه واعتنقه قائلاً: ‘لا تضطربوا! لأن نفسه فيه!’ ثم صعد وكسر خبزًا وأكل وتكلم كثيرًا إلى الفجر. وهكذا خرج. وأتوا بالفتى حيًّا، وتعزَّوْا تعزية ليست بقليلة."

4 – الحفظ: ليس أن نسمع فقط، ولا أن نعيش ما سمعناه، ولا أن نصغي بعقولنا وقلوبنا، بل أن نحفظ كلمة الله. ذلك لأننا نقرأ في يشوع 7:1-8 "إنما كن متشدّدًا، وتشجّع جدًا لكي تتحفّظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي. لا تمل عنها يمينًا ولا شمالاً لكي تفلح حيثما تذهب. لا يبرح سفر هذا الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلاً، لكي تتحفّظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح." هذا هو الطريق الوحيد للنجاح في هذه الحياة وفي هذه الدنيا. "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم."
ثم إن المعنى الفعلي للاسم "يهوه رافا" ليس هو "أنا هو الرب شافيك" بل "أنا هو الرب صحتك." هذا لا يعني أنني شافيك عندما تمرض، بل إن المرض لن يقرب إليك لأنني أحيطك برحمتي، وأسيّج حولك بسياج من عندي، فلا يمكن للمرض أن يقترب منك. كما جاء في مزمور 7:91-8 "يسقط عن جانبك ألف، وربوات عن يمينك. إليك لا يقرب. إنما بعينيك تنظر وترى مجازاة الأشرار."
هذا هو الاسم العجيب، وهو فعلاً عجيب كما هو مكتوب في إشعياء 6:9 "... ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام. لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسيّ داود."
يتحيّر كثير من الناس وخاصة في الشرق الأوسط في هذا الاسم فيتساءلون: لماذا مات أبي؟ لماذا مات ابني؟ لماذا لم أشفَ أنا؟ وهناك الكثير من الاسئلة المحيرة التي ليس لها إجابات مرضية شافية في هذه الحياة الدنيا، لكن نظرة واحدة لا إلى الاحداث المحيطة بنا بل إلى حياتنا بجملتها، وإلى الشروط التي يجب أن نتبعها لكي نحصل على الوعد الإلهي نجد أننا في حقيقة الأمر بعيدون كل البعد عن حياة البساطة والعفة والطهارة التي رسمها الله لنا لكي نحيا بها.
عندما يأتي أحد مندوبي شركات التأمين على الحياة لكي يعرض عليك وثيقة تأمين، يبدأ يعدد المزايا التي ستحصل عليها، وفي غالب الأحيان لا يذكر أية شروط لاتباعها، بل يتركها لك لتقرأها في وثيقة التأمين. هكذا فعل بنو إسرائيل، نظروا إلى الفوائد والمزايا التي يمكن الحصول عليها من "يهوه رافا"، لكنهم تجنّبوا النظر إلى الوصايا التي يجب حفظها. هكذا نفعل نحن في حياتنا، نريد أن نعيش الطول والعرض والعمق الذي نرغبه، فنأكل ما نحب، ونفعل ما نريد، وإذا جاء المرض نصرخ إلى الله لينقذنا؛ في الوقت الذي إن سلكنا العيش السليم لا نصل إلى هذه النقطة. فالله يريدنا أن نكون أصحاء في كل أوقات الحياة.
لقد كان آدم وحواء في صحة جيدة وهما في الجنة ومع ذلك سقطا في الخطية، ورغم هذا كان الله رحيمًا لهما إذ صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما لكي يستر عورتهما. لقد عانت جوني إريسكون الكثير عقب حادث تركها مشلولة اليدين والرجلين، غير أنها عاشت عيشة الطهارة والعفة رغم ذلك وكانت تمجد الله بحياتها.
لقد تكلم بنو إسرائيل على الله وعلى موسى في سفر العدد 5:21 قائلين: "لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية؟ لأنه لا خبز ولا ماء، وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف." فأنزل الرب على الشعب الحيات المحرقة، فمات منهم قوم كثيرون. "فأتى الشعب إلى موسى وقالوا: ‘قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك، فصلّ إلى الرب ليرفع عنا الحيات.’ فصلّى موسى لأجل الشعب. فقال الرب لموسى: ‘اصنع لك حية محرقة (من نحاس) وضعها على راية، فكل من لُدغ ونظر إليها يحيا.’" الحية تمثّل الخطية، والنحاس يمثل حكم الله على الناس، فكان هذا المشهد رمزًا ليسوع المصلوب الذي لم يعرف خطية قد صار خطية لأجلنا. وقد قال يسوع في يوحنا 14:3-15 "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." في 2ملوك 4:18 أخذ الشعب هذه الحية النحاسية وسمّوها الإله "نحشتان" وابتدأوا يسجدون لها (شعب صلب الرقبة).
ثم قال الرب يسوع في يوحنا 32:12 "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع." وتمّت النبوة عن المسيح في إشعياء 5:53 "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا."
يقول بعض المسيحيين: إن الله هو الذي يسبّب المرض لكي يعلّمنا بعض الدروس القيّمة. إن كان هذا صحيحًا، فلماذا نذهب إلى الأطباء طلبًا للشفاء. أما كان الأجدر بنا أن نبقى في مرضنا حتى نتعلم الدرس كاملاً؟ ولماذا نصلي طالبين الشفاء إن كانت هذه هي إرادة الله؟ فهل نريد أن نكون معارضين لإرادته؟ الأجدر بنا أن نسكت ونتحمّل حتى لا نعارض إرادة الله في حياتنا!
صدّقوني، إنني لا أفرح، لأني أعلم أن المرض والألم صعب جدًا! ولكن من فضلك لا تأخذ كلامي أنا بل صدق كلام الكتاب المقدس، ووعود الرب لأنه قال: "أرسل كلمته فشفاهم." ونقرأ في يعقوب 17:1 "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران."
ويقول الرب يسوع في يوحنا 10:10 "السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." وفي لوقا 11:11-13 "فمن منكم، وهو أب، يسأله ابنه خبزًا، أفيعطيه حجرًا؟ أو سمكة، أفيعطيه حية بدل السمكة؟ أو إذا سأله بيضة، أفيعطيه عقربًا؟ فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري الآب الذي من السماء، يعطي الروح القدس للذين يسألونه؟"
هناك معركة يومية بيننا وبين إبليس، فهل نصدق الله والكتاب المقدس والوعود المكتوبة فيه، أم نصدق الأحداث التي تحيط بنا؟ يقول الكتاب المقدس في 2كورنثوس 4:10-5 "إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنونًا وكل علوٍ يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح." وقيل في 1كورنثوس 10:10–14 "لا تتذمّروا كما تذمّر أيضًا أناس منهم (بنو إسرائيل)، فأهلكهم المهلك. فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالاً، وكُتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. إذًا من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط. لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجرّبون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا. لذلك يا أحبائي اهربوا من عبادة الأوثان." (وهذه ليست بالضرورة عبادة تماثيل مرئية بل وضع أشياء بينك وبين الله مهما يكون هذا الشيء). إن الله يهمه أمرنا لأننا أولاده، وهو لا يزال على العرش، ويجب علينا أن نؤمن بما قاله الرب يسوع في لوقا 18:4 "روح الرب عليّ، لأنه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية."
إن اسم "يهوه رافا" اسم جميل ويحمل معان جميلة. دعه يلمس اليوم حياتك وجسدك وعقلك وروحك. تمسّك به لأنه قال: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول." ويقول في أمثال 20:4–23 "يا ابني، أصغِ إلى كلامي. أمل أذنك إلى أقوالي. لا تبرح عن عينيك. اِحفظها في وسط قلبك. لأنها هي حياة للذين يجدونها، ودواء لكل الجسد. فوق كل تحفُّظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة."
وفي مزمور 1:103-5 "باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركى يا نفسي الرب، ولا تنسَي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كلَّ أمراضك... الذي يشبع بالخير عمرك، فيتجدّد مثل النسر شبابك." وهنا يقول: "كل أمراضك" وليس بعض أمراضك. فلنتمسّك بهذه الوعود الجميلة ونعلم أن الذي وعد هو أمين. لندخل قليلاً إلى العمق ونبعد عن الشاطئ.
قال أحد الرعاة: "ليس الصمود أن تتحمّل بعض الألم في حياتك مهما طالت مدّته بل أن تتحوّل هذه الآلام لمجد الله." وهذا ما قاله الرسول يعقوب في الأصحاح الأول والعدد الثاني من رسالته: "احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة."
ما أجمل الصمود حين نكون مع الرب لأن فرح الرب هو قوتنا. قد تقول: كيف نفرح في الألم؟ أقدّم لكم هذه القصة الحقيقية:
وُلدت فتاة وعندها تليّف حويصلي بالرئتين، وكان المفروض أن تموت وهي صغيرة كما قال كل الأطباء الذين فحصوها، لكنها عاشت تصارع المرض وقضت أكثر من نصف عمرها في المستشفيات. لم تشكُ أبدًا، بل التحقت بالجامعة، ونجحت بتفوّق، وفي سن الثالثة والعشرين جاءت النهاية بطيئة ومؤلمة. وفي أيامها الأخيرة بينما كانت الأجهزة تقوم لها بعملية التنفّس، كانت لا تستطيع الكلام. لكنها عاشت بهذا الشعار: الصمود رغم الألم، والشكر رغم عظم التجربة. وحينما كانوا يسألونها كيف الحال؟ فكانت تشير إلى هذا الشعار الذي عاشت به، ولم يستطع الألم أن يزيل الابتسامة عن وجهها. لقد تعجّب كثيرون من صمودها وآمنوا بسبب هذه التجربة. لماذا لم تشفَ رغم الصلوات التي كانت ترفع يوميًا لمدة ثلاث وعشرين سنة؟ لست أدري سوى قول الكتاب: "لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجرّبون فوق ما تستطيعون." لقد أعطاها الله قوة الصمود، وعن طريق حياتها، وحتى في مماتها رأينا يسوع. لقد قالت والدتها: "إنني أشكر الله الذي أعارني إياها لثلاثة وعشرين عامًا. كانت النور الذي يضيء حياتنا والأمل الذي صلينا لأجله، والضحكة التي لا تزال ترنّ في أرجاء منزلنا." سبحانك يا رب، يا أبانا الطيب، يا إله الشفاء.
"يهوه رافا" يشفيك جسديًا ونفسيًّا وروحيًا.

جسديًا: من كل الأمراض بما فيها السرطان. كما جاء في مرقس 32:1-34 معتمدًا على الإيمان.

نفسيًا: "في كل شيء أروم أن تكون ناجحًا وصحيحًا، كما أن نفسك ناجحة." (3يوحنا 20)

روحيًا: "بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا: أنه قد أعطانا من روحه." (1يوحنا 13:4)

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2024

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

176 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11360198